لقت الأوضاع والتوترات في اقليم كردستان العراق بظلالها على العيد الأكبر للايزيديين، حيث قرر المجلس الروحاني الايزيدي، وهو المجلس الأعلى الأكبر لدى الايزديين ، إلغاء الاحتفالات بعيد "جما" أو الجماعية، لهذا العام بسبب الأوضاع غير المستقرة، وبقاء نحو ثلاثة الآف من المدنيين الايزديين تحت قبضة داعش حتى الآن. ويعد عيد "جما" او "جمايا شيخئادي" كما يقول الايزيديين، هو أكبر وأطول الأعياد الايزيدية قاطبة، ويستمر لمدة أسبوع وصادف هذا العام يوم، أمس الجمعة. وقال كريم سليمان مستشار المجلس الروحاني الايزيدي لوكالة الانباء الالمانية(د.ب.أ) إنه "نظرا للأوضاع المتأزمة في عموم العراق والمنطقة، ووجود آلاف الايزيديين في سجون داعش وعشرات الآلاف من النازحين في المخيمات، فقد قرر المجلس الروحاني الايزيدي إلغاء المراسم الدينية لعيد الجماعية (جما) لهذا العام". وتقام مراسم العيد في معبد لالش، المعبد الأكبر عند الايزيديين، الواقع على بعد حوالي 50 كلم جنوب شرق دهوك. ووفق إحصائيات غير رسمية يبلغ عدد الايزيديين نحو 500 ألف نسمة في العراق وإقليم كردستان، ويقطن غالبيتهم في محافظتي دهوك ونينوى وبالتحديد في سنجار (شنكال) وسهل نينوى. وقالت شيرين عطو /27عاما/ من (سنجار) إنه " بصراحة الوضع غير مستقر في المنطقة وسبيء وبقاء نسائنا في سجون داعش، والخوف من أي كارثة يمكن ان تحدث، أسباب جعلتنا لم نحتفل بعيد جما هذه السنة، كما أنه منذ عام 2014 لم يتم إجراء مراسم العيد بشكل رسمي كما كان سابقا". وأضافت "نحن نتألم لهذه الأوضاع ولا نستطيع الاحتفال، فعلى العالم أن يتحرك لانقاذ الايزيديين سواء المختطفين لدى داعش أو النازحين في المخيمات ، لم نعد نتذوق طعم السعادة". وأشارت الى أنه :"قبل 2014 كنا نحتفل بهذا العيد، فكانت هناك دبكات شعبية ورقص ديني لرجال الدين، وأيضا الاكلات الشعبية الخاصة ، وكنا نبقى في لالش لمدة سبعة أيام، ولكن الآن لا نستطيع الاحتفال ". ويبدأ العيد لدى الايزيدية في 23 من شتنبر ويستمر حتى الأول من أكتوبر الغربي، حسب التقويم الشرقي المعتمد لدى الايزيديين (أي من 6 إلى 14 من أكتوبر، حيث يتخلف التقويم الشرقي ثلاثة عشرة يوما عن التقويم الغربي). فيما قال لقمان سليمان، وهو صحفي أيزيدي تواجد في معبد لالش إنه "بسبب غلق المطارات في كردستان، لم يستطع العشرات من الوفود والزوار الأجانب والطلبة، زيارة معبد لالش هذا العام، حيث يتوافد المئات من الوفود من مختلف دول العالم إلى معبد لالش لكي يشاهدوا مراسم عيد جما وفلسفة وتاريخ الايزيديين". وتابع "اقتصرت مراسم الاحتفال هذا العام على زيارة المعبد فقط بسبب عدم استقرار الاوضاع في كردستان، وتوقع حدوث مشاكل، وخاصة تهديدات دول الجوار والجماعات المتطرفة أيضا، وكما ترون بصراحة الايزيديين يأتون إلى لالش بصمت، وليس هناك أي مظاهر للعيد والفرح". وتعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة حيث أن جميع نصوصها الدينية تتلى باللغة الكردية في مناسباتهم وطقوسهم الدينية. وقالت، دلخواز شيخ إسماعيل /23عاما/ ناشطة مدنية، إن " يوم أمس الجمعة كان أول يوم لعيد جما، وسوف يستمر لمدة سبعة أيام، ونحن منذ عام 2014 لم نحتفل بهذا العيد بسبب الكارثة التي تعرض لها الايزيديون وجرائم داعش بحقنا، والأوضاع في كردستان والمنطقة". وأضافت "كنا في السابق نقوم بإجراء الكثير من المراسم الاحتفالية والدينية والفلكلورية الجميلة، حيث يحب الايزيديون السلام والأمان، ولا يؤمنون بالعنف والتطرف". وأشارت إلى أنه "في كل عام كان الناس، ومن جميع الاديان يأتون إلى هنا ، ولكن للأسف هذه السنة تم إلغاء المراسم بشكل كلي ورسمي".