في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمدرّسين، الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل سنة، احتفى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بعد زوال اليوم الخميس بمقرّه بالرباط، بعدد من مدرّسي اللغة الأمازيغية، في لقاء انعقد تحت شعار "جميعا من أجل تجويد تدريس اللغة الأمازيغية". أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، قال في كلمة بالمناسبة إنّ "المعهد هو المؤسسة الرسمية الوحيدة التي تحتفل باليوم العالمي للمدرّسين في المغرب"، مضيفا: "هذا الاهتمام مُنطلقه الدور الأساسي والحاسم للمدرّسين في التعلّم والتعليم، وخاصة في مجال تدريس اللغة الأمازيغية". ونوّه بوكوس بالمجهودات التي يبذلها هؤلاء الأساتذة لتعليم اللغة الأمازيغية، منذ إدماجها في المنظومة التربوية الوطنية سنة 2003، قائلا: "لا يجب أن نشكرهم فقط على ما يقومون به، وما يبذلونه من جهود، بل يجب علينا أن نعترف لهم بالجميل، لأنّ الظروف التي يشتغلون فيها أحيانا قاسية". واستطرد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية قائلا: "أقلّ ما يمكن أن نقدّم لمدرّسات ومدرّسي اللغة الأمازيغية هو أن نعترف لهم بالجميل، ونردّ لهم الاعتبار"، معبّرا عن أسفه لعدم حضور أيّ مسؤول من وزارة التربية الوطنية التي وجّه إليها المعهد دعوة إلى الحضور. من جهته، قال عبد السلام خلفي، مدير البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إنّ اليوم العالمي للمدرّسين "يُعتبر مناسبة عظيمة وجليلة، للنظر في المهام الموكولة إليهم، واستعراض ظروف عملهم، وهو مناسبة للاعتراف بالعمل الجبار الذي يقومون به لتنشئة الأجيال". وأكّد خلفي أنَّ الاستثمار في المدرّسين هو السبيل الأنجع لتجويد المنظومة التربوية، وتعليم الأجيال تعليما منفتحا على المستقبل، بما يضمن الوصول إلى تحقيق أهداف الألفية، مضيفا: "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لن يدّخر جهدا في إثارة الانتباه إلى أوضاع مدرّسات ومدرّسي اللغة الأمازيغية". وفي مقابل الإشادة بالعمل الذي يقوم به مدرّسو ومدرّسات اللغة الأمازيغية، أبدْى مسؤولو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية قلقهم إزاء التراجع الحاصل على مستوى تعميم تدريس اللغة الأمازيغية؛ إذ أشار أحمد بوكوس إلى أنّ عدد التلاميذ المستفيدين انخفض من 600 ألف إلى 400 ألف، لافتا إلى أنّ المهد ينتظر صدور القانونين التنظيميين لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية لإعادة قطار تدريسها إلى سكته. في الإطار نفسه، أشار عبد السلام خلفي إلى تراجُع عدد الأساتذة المُكوَّنين لتدريس اللغة الأمازيغية، وعدم إدراج مناصبَ مخصّصة لها في التوظيفات بالتعاقد التي أبرمتها وزارة التربية الوطنية خلال الموسم الدراسي الجاري، معتبرا ذلك "تمييزا واضحا ضدّ الأمازيغية"، كما أشار إلى تكليف الأساتذة المتخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية بتدريس مواد أخرى، معتبرا أنّ كلّ هذه العوامل أدّت إلى عدم تعميم تدريس اللغة الأمازيغية. وشهد الحفل الذي احتضنه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط تكريم كل من عزيز مبارك، وكريمة دعنون، وعائشة إيروغان، وهم أستاذة للغة الأمازيغية، كما تمّ تكريم مولاي أحمد لهجو، مفتش اللغة الأمازيغية، وشادية الدرقاوي، أستاذة باحثة بجامعة ابن زهر.