خصصت أبرز الصحف الصادرة اليوم الخميس بأروبا الغربية ،حيزا هاما من صفحاتها للتعليق على التحدي الانفصالي الكتالاني، ورد الفعل القوي والصارم للعاهل الاسباني ازاء هذا التحدي. وكتبت صحيفة (ايل باييس) ان الانفصاليين حددوا موعد الاثنين تاسع اكتوبر من اجل مناقشة نتائج الاستفتاء بالبرلمان الكتالاني،ويحتمل ان يعلنوا الاستقلال. واضافت الصحيفة ان كل شيىء يشير الى ان الحكومة المركزية ستترك الرئيس الانفصالي الكاتالاني كارل بيدغمونت ، يذهب الى ابعد حد في تحديه ، قبل استخدام الاجراءات الاستثنائية التي تمتلكها مدريد. من جهتها ذكرت صحيفة (ايلموندو) ان البنك الكتالاني (كياكسا بنك) يدرس نقل مقره من برشلونة الى جزر البليار بالنظر الى اجواء عدم اليقين التي تحوم حول مستقبل كتالانيا، مشيرة الى ان مسؤولي البنك الذي يعد احد اكبر الابناك باسبانيا ، يريدون نقلا مؤقتا لمقره من اجل حماية الزبناء والمساهمين. في نفس السياق كتبت صحيفة (أ بي سي) ان المؤسسات البنكية والمقاولات الكبرى وصناديق الاستثمار الكتالانية تعد خططا للخروج من الجهة اذا ما ذهبت الحكومة الجهوية الى ابعد حد في تحديها واعلنت الاستقلال، مؤكدة ان هذه المؤسسات تريد الخروج من كتالانيا في غضون ساعتين بعد الاعلان عن الاستقلال. من جهتها أوردت صحيفة (لاراثون) تصريحات لرئيس حزب الوسط سويدادانوس ، البير رفيرا الذي حث الحكومة الاسبانية على تطبيق الفصل 155 من الدستور الذي يقضي بتعليق الحكم الذاتي لاي جهة تتصرف ضد المصالح العامة للبلاد. وفي فرنسا علقت الصحف على خطاب العاهل الاسباني فليبي السادس، حيث كتبت صحيفة (لوموند) ان الملك فليبي السادس ادان في خطابه الصارم "الخيانة غير المقبولة" و"السلوك غير المقبول" للحكومة الكتالانية ، مشيرة الى ان هذا الخطاب لم يكن متوقعا ولم يتم الاعلان عنه سوى في المساء. وقالت الصحيفة ان العاهل الاسباني فاجأ الجميع بخطابه وهو الذي اختار منذ توليه العرش سنة 2014 الحفاظ على حياد التاج. من جانبها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان الملك الاسباني لم يكن له تأثير على الانفصاليين الذين يواصلون طريقهم نحو الاستقلال ، مشيرة الى ان المجموعتين الانفصاليتين بالبرلمان الجهوي، دعتا الى جلسة عمومية الاثنين المقبل. واضافت ان الهدف من هذه الجلسة يكمن في مناقشة نتائج الاستفتاء لكن المراقبين يرون ان المجموعتين تريدان استغلال هذه الفرصة للتصويت على اعلان الاستقلال. اما صحيفة (ليبراسيون) فذكرت في نفس السياق ان العاهل الاسباني ابان عن صرامة كبيرة مدينا "الخيانة غير المقبولة" للقادة الكتالانيين، مذكرة بانه من مسؤولية السلطات الشرعية للدولة ضمان النظام الدستوري. وعلقت الصحف البلجيكية على الدعوة التي وجهها رئيس إقليم كاتالونيا كارلوس بيغديمونت من أجل الحوار، حيث كتبت (لوسوار) أن هذا الأخير أعرب عن تأييده لمفاوضات مع مدريد من أجل التوصل إلى تسوية أزمة كاتالونيا، مشيرة إلى أن هذا الخيار قد تم استبعاده قبل ذلك بقليل من قبل الحكومة الإسبانية. وتحت عنوان " الرئيس الكاتالاني يأمل في وساطة " أوروبا " قلقة تؤيد مدريد، لكن تدعوها للحوار مع برشلونة "، أشارت (لاليبر بلجيك) إلى أن الرئيس الكاتالاني، وعلى خلاف ما كان منتظرا لم يستعمل في خطابه كلمة " استقلال "، مضيفة أن هذا الخطاب قد يكون وراء تحول سياسي كان يبدو غير متوقع إلى غاية أمس. وكتبت (ليكو)، من جانبها، أن وكالة التصنيف المالي إس بي وضعت تصنيف كاتالونيا تحت المراقبة السلبية بسبب تصاعد المواجهات بين الانفصاليين الكاتالونيين والحكومة الإسبانية، مضيفة أن الوكالة يمكنها تعديل التصنيف ( بي زائد وبي) لهذا الإقليم الإسباني في الثلاثة أشهر المقبلة. واستأثرت تطورات استفتاء كاتالونيا ايضا باهتمامات الصحف الالمانية إذ كتبت صحيفة "دي فيلت" أنه "إذا لم يتم إصلاح الجسور المنهارة داخل إسبانيا، فإن منطقة مزدهرة في وسط أوروبا بات يتهددها سيناريو الحرب الأهلية". وذكرت الصحيفة أنه مع استمرار مأساة إفلاس اليونان و انتصار القوميين اليمينيين وأزمة اللاجئين وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فان ما كان يبدو سورياليا تماما في أوروبا أصبح فجأة واقعا، مضيفة أن اسبانيا أصبحت اليوم مهددة بالانهيار وهو أمر لا يمكن تصوره، حسب الصحيفة. و انتقدت صحيفة "لاندزتسايتونغ" موقف الاتحاد الاوروبي من ملف كاتالونيا، اذ اعتبرت انه بدلا من تقديم الوساطة، يتم التزام الحياد بدعوى ان الامر يتعلق بمسألة داخلية تهم اسبانيا. وفي المقابل ترى صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ" أن "موقف الاتحاد الأوروبي من الأحداث في كاتالونيا هو في الواقع الموقف الصائب فهو يعتبرها مسألة داخلية ، لأن حكومة مدريد تحاول انفاذ القانون بمقتضى الدستور، بحسبه. لكن المنبر الاعلامي نبه الى انه كلما زادت الحكومة الاسبانية اصرارا على وقف حركة الاستقلال عن طريق الشرطة، كلما زاد خطر انتهاك الحقوق الأساسية لمواطنيها. من جانبها ، تطرقت صحيفة "كوريري "ديلا سيرا" إلى الانتقاد اللاذع الذي وجهه رئيس إقليم كتالونيا كارلوس بويغديمونت لخطاب للعاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، والذي اتهم فيه حكومة كتالونيا بمحاولة "تقويض وحدة إسبانيا" من خلال إجراء الاستفتاء حول الاستقلال، الذي اعتبره غير قانوني. واعتبرت الصحيفة أن المقترح الأكثر مصداقية هو استبدال رئيس حكومة كتالونيا (الذي قد يأمر القضاء بالقبض عليه) والوزراء والمسؤولين حتى يتسنى لحكومة مدريد إجراء انتخابات جديدة في كاتالونيا. من ناحية اخرى تمحور اهتمام الصحف الإيطالية حول مسار التصويت على تعديل قانون المالية الذي ازداد تعقيدا . وذكرت صحيفة "لاستامبا" أنه بعد رفض الحركة الديمقراطية التقدمية التصويت على التعديلات التي أدخلت على مشروع قانون المالية بمجلس الشيوخ وخروجها من الحكومة إثر استقالة نائب وزير الداخلية أمس الأربعاء ازداد مسار المصادقة على هذا القانون تعقيدا . وأضافت اليومية أنه بالرغم هذه الصعوبات والتعقيدات لا يزال يسود الحكومة تفاؤل حذر بشأن الصيغة النهائية لقانون المالية عندما تتم المصادقة بالإجماع على التعديلات المقترحة. أما صحيفة "لاريبوبليكا" فقد اعتبرت أن نتائج التصويت في غضون الأسابيع القادمة على القانون الإنتخابي، والذى يؤيده الحزب الديمقراطي بشدة (الحزب الحاكم) ستؤثر سلبا على قانون المالية، مضيفة أنه في حال التصويت بالإيجاب على القانون الانتخابي سينضاف لنواب الحركة الديمقراطية التقدمية المعارضة لقانون المالية 11 نائبا إلى 45 نائبا موجودين حاليا .