تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، على عدة مواضيع أبرزها تخليد الشعب المصري لذكرى 6 اكتوبر، والمصالحة الفلسطينية، وتخوف مصر من تداعيات سد النهضة بإثيوبيا على حصتها المائية، وزيارة العاهل السعودي لروسيا، فضلا عن تفاعلات الأزمة الخليجية الراهنة، واحتدام الخلاف بين طرفي الانقلاب في اليمن وتداعيات الاستفتاء حول استقلال اقليم كردستان على المنطقة. ففي مصر نشرت يومية (الجمهورية) مقالا للكاتب جلاء جاب الله، أكد فيه أن الذكرى الرابعة والأربعين، لملحمة 6 اكتوبر، هي "ذكرى لعودة الروح وتأكيد الذات الوطنية، ذكرى ستبقى عالقة في ذهن الشعب، حينما انتصر الجيش المصري على قوات الصهاينة، كما أنها ذكرى لاستعادة الكرامة الوطنية والحق العربي". وأبرز أن انتصار 6 اكتوبر "يخلد ذكرى الكرامة الوطنية وإثبات الذات المصرية عندما نجح جيش مصر في تحقيق ذاته وعبور قناة السويس وخط بارليف ورفع العلم المصري فوق رمال سيناء ايذانا بعودتها إلى أحضان الوطن الأم". وحول الموضوع ذاته، نشرت صحيفة (الأخبار) مقالا للكاتب محمد بركات قال في إن "من حق جيش مصر وشعبها في ذكرى ملحمة اكتوبر الخالدة السعي الدائم لبقاء هذه الملحمة المجيدة حاضرة في أذهان الجميع، حية في نفوس وقلوب كل المصريين، ماثلة في أذهانهم جيلا بعد جيل حتى تترسخ أمجادها ومعانيها في عقول وأذهان الشباب من ابناء الوطن الذين لم يعاصروها". وأضاف "من حقنا جميعا نحن أبناء مصر أن تبقى ذكرى اكتوبر تلوح دائما في الأفق، لتؤكد للمنطقة والعالم قدرة الشعب المصري على العطاء بلا حدود، دفاعا عن ارضه وكرامته ورفضا للعدوان على وطنه أو المساس بسيادته وترابه الوطني واصراره الكامل على تجاوز أي نكسة أو هزيمة تطرأ عليه والسعي بكل اصرار إلى صناعة النصر". وبخصوص المصالحة الفلسطينية، أكدت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها، أن "حلم المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، بدأ يتحقق، وما كان مستحيلا لعدة سنوات صار ممكنا وواقعا"، مضيفة أن عجلة وحدة الصف الفلسطيني واندماج الأجهزة ما بين حركتي "فتح" التي تقود السلطة الفلسطينية فى رام الله، و"حماس" التي كانت تدير أجهزة قطاع غزة، عادت للدوران، وذلك بعد سنوات من الخلافات والانقسامات التي أثرت بدورها كثيرا على صورة الفلسطينيين لدى المجتمع الدولي. وأشارت إلى أن العديد من الحكومات العربية والدولية، رحبت بالخطوة الفلسطينية التاريخية لإنهاء الانقسام، مؤكدة أن اجتماع الفصائل الفلسطينية المقرر الأسبوع المقبل في القاهرة وبرعاية مصرية، "سيحمل الكثير من بشائر الخير للشعب الفلسطيني الذي حان الوقت ليكون له دولته المستقلة بعد سنوات طويلة من المعاناة". وبخصوص موضوع سد النهضة، والتخوف مصر من تداعياته على حصتها المائية، نشرت (الأهرام) مقالا للكاتب أحمد يوسف أحمد ، أكد في أنه آن الأوان للبدء فورا في تحرك خارجى عربي- إفريقي-عالمي من أجل ضمان أوسع مساندة عربية وإفريقية وعالمية ممكنة لمصر في الدفاع عن حقها أمام المحافل الدولية، لضمان حصتها المائية. وأضاف أن هذا الوضع يحتاج تحركا جادا يؤمن مساندة أي تحرك مصري في هذه القضية بالغة الحيوية، كما يتعين المضي قدما وبخطى أسرع وأعمق في السياسة المصرية الراهنة الناجحة تجاه إفريقيا, من أجل تأمين موقف إفريقي مساند للمطالب المصرية العادلة في هذا الجانب. وفي السعودية، أبرزت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها أهمية زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى روسيا "وما تعنيه من تعزيز وتطوير للعلاقات الثنائية في المجالات كافة، وخدمة المصالح المشتركة وجهود تحقيق الأمن والسلم الدوليين". وبحسب الافتتاحية، فمن المتوقع أن تتوج هذه الزيارة ببلورة رؤى توافقية إزاء قضايا المنطقة، لاسيما في مجال الأمن لمكافحة التطرف والإرهاب، وفتح أيضا ملفات عالقة بين البلدين في ما يخص المنطقة، إضافة إلى بحث ملفات أسعار سوق النفط والأوضاع السياسية في سورية واليمن والملف النووي الإيراني. ومن جهتها، كتبت يومية (الاقتصادية) في افتتاحيتها أن زيارة الملك سلمان إلى روسيا ستسفر عن "تحول كبير" على الساحة الاقتصادية، موضحة أن الرياضوموسكو حددا مشاريع مشتركة تصل قيمتها المبدئية إلى عشرة مليارات دولار، وتهم معظم المجالات الحيوية بما في ذلك قطاعات النقل والمواصلات والصناعة والأدوية وغيرها. وقالت الافتتاحية إن "المملكة التي توفر الفرص في محيطها الداخلي لمن يرغب أن تكون له حصة استثمارية تصب في عملية التنمية الشاملة، تقوم أيضا بانتهاز الفرص الجيدة المتوافرة خارجها، ولذلك فإنها تبحث عن استثمارات ذات قيمة عالية تدعم التحول الاقتصادي الكبير فيها، وتتناغم مع آليات وغايات رؤية المملكة 2030". وفي الشأن اليمني، أوردت صحيفة (اليوم) استنادا إلى "مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء أن مشاورات جدية بدأت بين الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وقيادات الصف الأول بحزبه (المؤتمر الشعبي العام) وذلك بغرض تدارس إمكانية الخروج من التحالف السياسي بينه وبين جماعة الحوثي، وذلك عقب حملات الحوثي الأخيرة التي طالت عددا من رموز الحزب في الأيام القليلة الماضية". وأضافت الصحيفة أن صالح، الذي عبر عن خيبة أمله بعد "خيانة الحوثيين للمواثيق، سيعلن عن انتهاء الشراكة في المجلس السياسي الأعلى للانقلاب وكذا الانسحاب من حكومة الحوثي، مع الإبقاء على الشراكة العسكرية مع الميليشيا عبر مشاركة قواته (الحرس الجمهوري) في جبهات القتال". وفي قطر، واصلت الصحف المحلية، في افتتاحياتها ومقالاتها الرئيسية، تركيزها على تفاعلات الأزمة الخليجية الراهنة وتداعياتها على مختلف المجالات في ظل التساؤل الكبير عن الزمن الذي قد يستغرقه إنهاؤها، مع وقفة خاصة عند ورشة قطرية-أمريكية تحتضنها حاليا الدوحة حول تبادل المعلومات الفنية في ما يتعلق بالتصنيفات المحلية في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة غسيل الأموال، وأيضا التفاتة مماثلة الى معاني ودلالات الاحتفاء باليوم العالمي للمعلم. فتحت عنوان "متى ستنتهي أزمة الخليج ؟"، توقفت صحيفة (الشرق)، في أحد مقالاتها الرئيسية، عند السؤال المركزي، الذي اعتبرته "الأكثر انتشارا في الخليج حاليا، بعد وصول الأزمة لشهرها الرابع هو متى ستنتهي"، مشيرة الى أن الوضع السياسي الحالي"لا يفيد أبدا أن الأزمة ستنتهي قريبا" و أن "المشهد الإعلامي الذي ينفخ في نار الأزمة (..) يفيد بأن الرغبة في وضع حد للحاصل بالخليج غير موجودة أو هكذا يبدو الأمر الظاهري الذي عليه نحكم". واستحضر كاتب المقال، في هذا الصدد، جملة فرضيات واحتمالات قد تكون مؤهلة لإنهاء الأزمة من باب أنه في عالم السياسة "لا توجد قواعد صلبة ثابتة (...) بل مجموعة قواعد مرنة متحركة، تبحث الدول في ضوئها عن تحقيق مصالح ومنافع ولو بأقل الاحتمالات"، مؤكدا أن "الجميع بدأ يتأثر بصورة وأخرى من هذه الأزمة وبنسب متفاوتة" وأن الجميع أيضا "متلهف لنهاية واضحة أكيدة لها، نهاية تضمن عدم تكرارها مرة أخرى. نهاية نقدر من خلالها على ترتيب أوراقنا وأوضاعنا من جديد". وتحت عنوان "تنسيق قطري أمريكي لمكافحة الإرهاب"، اعتبرت صحيفة (الراية) أن الورشة القطريةالأمريكية لتبادل المعلومات الفنية حول التصنيفات المحلية، التي وصفتها بأنها "ثمرة للاتفاقية الثنائية بين قطر وأمريكا لمكافحة الإرهاب"، تمثل "خطوة إضافية ضمن سياق دعم جهود قطر في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب"، مسجلة أن استضافة واشنطن الشهر المقبل لأول حوار قطري أمريكي لمكافحة الإرهاب "رسالة واضحة (...) بأن قطر قد أصبحت شريكة استراتيجية في جهود مكافحة الإرهاب". ولفتت الصحيفة الى أن "مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه بالنسبة لقطر ليس هدفا مستحدثا"، وأنها كانت "أصدرت في 2004 قانون مكافحة الإرهاب ووقعت اتفاقيات دولية في هذا الصدد وصادقت على قوانين وتنظيمات مؤسسية، كان أحدثها تعديل قانون مكافحة الإرهاب الصادر العام الجاري". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الوطن)، تحت عنوان "يوم المعلم.. وقفة مشهودة لحصد الثمار"، أن "احتفال دولة قطر، اليوم، مع بقية دول العالم بيوم المعلم، يجسد أرقى مفاهيم الوفاء لأصحاب العطاء النبيل"، مستحضرة ما أكدته وزارة التعليم والتعليم العالي من أن احتفالها السنوي بيوم المعلم "يجسد كل معاني الوفاء، ويعتبر اعترافا بجهود المعلمين وعطائهم المثالي ومثابرتهم في معترك العمل في حقل التعليم والميدان المدرسي الشاق والمضني". وبالأردن، وفي مقال بعنوان "المصالحة الفلسطينية خيار وحيد"، كتبت صحيفة (الغد) أن المصالحة الفلسطينية الداخلية، والتطورات الحاصلة على صعيد العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح مع حركة حماس، تفتح بابا واسعا للأمل للشعب الفلسطيني بعد سنوات من الإحباط وتكريس الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، مشيرة إلى أن عودة الوحدة لجناحي الوطن المحتل واكتمال المصالحة حقا على الأرض، سيشكلان ربيع الشعب الفلسطيني الخاص، الذي يحقق فيه الشعب شعاره الأساس. واعتبرت الصحيفة أن المصالحة والوحدة الوطنية وتوحيد الجهود الفلسطينية، بقيت الشعار العام والأساسي للشعب الفلسطيني وجماهيره خلال سنوات الإنقسام البغيضة، وبقيت هي الشرط الرئيسي لتصليب الموقف الفلسطيني وتعزيز قوة صمود الشعب الفلسطيني بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي انقلب على كل الاتفاقيات والتفاهمات التي عقدها مع السلطة الفلسطينية منذ "أوسلو" وأمعن في استيطانه ومصادرة الأرض والمقدسات والحقوق الفلسطينية. وفي السياق ذاته، وتحت عنوان "وداعا للانقسام… مرحبا بإنهاء الاحتلال وبناء الدولة"، كتبت صحيفة (الرأي) بدورها في مقال، أن العديد من المخاوف التي كانت تراود الشارع الفلسطيني حول جدية الأطراف لإنهاء الإنقسام، أخذت تتبدد بعد وصول حكومة الوفاق الوطني إلى قطاع غزة واستلامها الفعلي للوزارات والمؤسسات الحكومية، والتي سبقها ورافقها تصريحات إيجابية وخطوات عملية باتجاه طي صفحة الانقسام الذي طال أمده. وأضافت اليومية أنه وبدون الدخول في تفاصيل ما نتج عن الانقسام السياسي والجغرافي الذي بدأ في منتصف يونيو من العام 2007، وكيف تم استغلاله من طرف حكومة الاحتلال، فإن المطلوب الآن وبشكل عاجل هو العمل على إزالة كل ما ترتب على هذا الإنقسام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، "وهذا يتطلب تكاتف الجميع والعمل المتواصل المبني على أساس دراسة الاحتياجات وتحديد الأولويات". وفي الشأن المحلي، أشارت صحيفة (الدستور) إلى ما أكد عليه الملك عبد الله الثاني أمس من أن الإصلاح المالي يجب أن يوجه لحماية الطبقة الوسطى وذوي الدخل المحدود، مضيفة أن الملك شدد خلال لقائه رئيس مجلس الأعيان وأعضاء المكتب الدائم ورؤساء اللجان في المجلس، على أنه "لا يمكن الاستمرار في تحميل المواطن عبء الإعفاءات والدعم الذي يستفيد منه غير الأردنيين، والذين يقارب عددهم في المملكة نحو أربعة ملايين". وارتباطا بالموضوع ذاته، أوردت صحيفة (الرأي) في افتتاحيتها أن الملك أكد أيضا خلال اللقاء ذاته أنه لن يكون بعد الآن أي تهاون في قضايا التهرب الضريبي، وأن مشروع قانون الضريبة الجديد الذي تعتزم الحكومة تقديمه إلى مجلس الأمة سيفرض عقوبات صارمة على حالات التهرب الضريبي بدلا من زيادة الأعباء على المواطن. وفي لبنان انصب اهتمام الصحف على عدة موضوع زيارة العاهل السعودي إلى موسكو، و تداعيات الاستفتاء حول (استقلال) كردستان. وفي هذا الصدد، قالت يومية (المستقبل) إن زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو، تحمل أبعادا تاريخية لكونها الأولى لملك سعودي إلى روسيا، ولأنها ستمثل نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين على كافة المستويات، مشيرة إلى أن هذه الزيارة يتوقع أن تثمر اتفاقات اقتصادية واستثمارية بمليارات الدولارات وتفاهمات سياسية لما يمثله البلدان من ثقل على الساحتين الدولية والإقليمية، وصولا إلى استكشاف مجالات التعاون العسكري بينهما. وفي الموضوع ذاته، كتبت صحيفة (الديار) أن زيارة الملك سلمان إلى روسيا تسعى للحصول على دعم روسي للمملكة العربية السعودية ودول الخليج في موقفهم ضد إيران. من جهتها، أشارت يومية (المستقبل) إلى أن الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان، أرخى بضلاله على مواقف الجارين، تركيا وإيران، اللذين يشكل استقلال الإقليم بالنسبة إليهما خطرا بالغا. وأضافت الصحيفة أنه من خلال المواقف، يظهر أن إيران وتركيا التي يزور رئيسها طهران، كانتا الدولتين الأشد قلقا من الخطوة الكردية والتي دفعت زعيميهما إلى الاجتماع أمس في طهران لتنسيق مواقف العاصمتين اللتين هددتا حكومة الإقليم بمواجهة نتائج وخيمة لمضيها قدما في التصويت على استفتاء الانفصال، ومنها إجراء الجيشين التركي والإيراني كل على حدة مناورات مع الجيش العراقي على طول الحدود مع كردستان العراق.