خصصت الصحف الصادرة ببلدان أمريكاالجنوبية حيزا هاما من صفحاتها للحديث عن المسيرات الاحتجاجية التي شهدتها الأرجنتين للمطالبة بالكشف عن مصير الناشط الحقوقي سانتياغو مالدونادو، و استطلاعات الرأي حول رئاسيات 2018 بالبرازيل ومشروع ميزانية 2018 بالشيلي و النقاش المتواصل حول العفو المحتمل عن الرئيس البيروفي الأسبق، ألبيرتو فوجيموري. ففي الأرجنتين انصب اهتمام الصحف المحلية، على الخصوص، على المسيرات الاحتجاجية التي شهدتها بوينوس أيريس وعدد من مدن البلاد للمطالبة بالكشف عن مصير الناشط الحقوقي سانتياغو مالدونادو، الذي اختفى منذ فاتح غشت المنصرم في إقليم تشوبوت، بمنطقة باتاغونيا جنوبالأرجنتين بعد مشاركته في مظاهرة فرقتها قوات الأمن بالقوة. وهكذا كتبت يومية "لاناثيون" أنه بعد مرور شهرين على اختفاء الناشط الحقوقي مالدونادو خرج الآلاف من المحتجين في مسيرات جابت أهم شوارع بوينوس أيريس قبل أن يتجمهروا وسط ساحة مايو أمام مقر رئاسة الحكومة "لاكاسا روسادا"، مشيرة إلى أنه تم أيضا تنظيم مسيرات احتجاجية بعدد من المدن من بينها روساريو وتشوبوت ومار ديل بلاتا. ومن جهتها، كتبت يومية "كلارين" أن شقيق مالدونادو قال في رسالة تلاها أمام جموع المحتجين "أريد أن أسأل الرئيس ووزراءه أين سانتياغو مالدونادو"، مشيرة إلى أن المسيرة عرفت مشاركة العديد من الفصائل السياسية والمنظمات الحقوقية والاجتماعية. وأضافت اليومية أن المتظاهرين طالبوا أيضا باستقالة وزيرة الأمن، باتريسيا بولريتش، وبإجراء تحقيق مع الدرك الوطني، الذي كان مكلفا بتفريق المظاهرة التي شارك فيها مالدونادو قبل أن يختفي. وحسب ذات اليومية الواسعة الانتشار فإن شقيق مالدونادو طالب المحتجين بأن يغادروا مكان المظاهرة بشكل سلمي وذلك تفاديا لما حدث في المظاهرة التي كانت قد شهدتها العاصمة يوم فاتح شتنبر الماضي والتي انتهت بأعمال عنف. من جانبها ذكرت يومية "باخينا 12” أنه وكما حدث في المسيرة السابقة حاول عدد من الأشخاص الملثمين، وصفتهم بأنهم من رجال الاستعلامات، أن يندسوا وسط المسيرة، مضيفة أنهم قاموا بالإعتداء على الشرطة والمصورين الصحافيين. وبالبرازيل، تطرقت الصحف المحلية إلى نوايا الناخبين البرازيليين بشأن الانتخابات الرئاسية لسنة 2018، واستئناف إطلاق النار في فافيلا روشينها بريو دي جانيرو بعد يومين على انسحاب الجيش، وزيادة عدد طالبي اللجوء البرازيليين في الولاياتالمتحدة. وهكذا، وتحت عنوان "رغم الإدانة، لولا في صدارة نوايا التصويت"، كتبت "إستادو دي ميناس" أن الرئيس البرازيلي الاسبق لولا دا سيلفا (2003-2011) لا يزال إلى حد كبير يتصدر نوايا التصويت للانتخابات الرئاسية لعام 2018 على الرغم من المتابعات القضائية. وتوقعت الصحيفة، بناء على نتائج استطلاع للرأي نشرها معهد داتافولها، أن يحصل الرئيس السابق على 36 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى. وأشارت الى أنه للمرة الأولى منذ بدء استطلاعات الرأي لداتافولها للانتخابات الرئاسية لعام 2018، يأتي لولا في الصدارة بخصوص نوايا التصويت، مبرزة أن مرشح الحزب الاجتماعي المسيحي، جاير بولسونارو بوأه الاستطلاع المرتبة الثانية في الجولة الأولى من الانتخابات ب 16 في المئة من نوايا التصويت، متبوعا بمارينا سيلفا ب 14 في المئة. ومن جانبها، أوردت "فولها دي ساو باولو" أن فافيلا روشينها عرفت مجددا تبادلا لإطلاق النار، بعد يومين من انسحاب الجيش، التي قام هناك بعملية لإنهاء الحرب بين جماعات إجرامية متناحرة لاحتكار الاتجار بالمخدرات. وأضافت اليومية أن الشرطة العسكرية ذكرت أن مواجهات وقعت بين الشرطة ورجال مسلحين دون أن تسفر عن إصابات، موضحة أن الحادث وقع بعد أن تمت تعبئة حوالي 500 من عناصر الشرطة للقيام بدوريات يومية في هذه الفافيلا، الواقعة جنوب ريو دي جانيرو. وفي موضوع اخر، كتبت "أو غلوبو" أن عدد طالبي اللجوء البرازيليين في الولاياتالمتحدة ازداد بحوالي النصف سنة 2017، مشيرة الى أن من بين طالبي اللجوء هناك أفرادا من الشرطة. وأفادت اليومية أن دوافع العديد من طالبي اللجوء تتلخص أساسا في الأزمة الاقتصادية والعنف، مشيرة إلى أنه "بالإضافة الى كون (هذه العملية) مكلفة وتستغرق وقتا طويلا، فهي محاطة بالسرية". وأضافت "أو غلوبو" أن "هناك زيادة ب 47 بالمئة بخصوص طلبات اللجوء لهذه السنة، خاصة من قبل أفراد الشرطة، الذين يفرون من المجرمين"، مشيرة إلى أن الفنزويليين والصينيين والمكسيكيين يأتون على رأس قائمة طالبي اللجوء في الولاياتالمتحدة. وبالشيلي، تطرقت الصحف المحلية على الخصوص إلى مشروع ميزانية 2018، ونتائج استطلاعات الرأي بخصوص الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 19 نونبر. وهكذا، ذكرت صحيفة "إل ميركوريو" أن الرئيسة ميشيل باشيليت أعلنت أن مشروع ميزانية 2018، الذي سيحال على الكونغرس، سيعرف زيادة بنسبة 3.9 في المئة. وأضافت الصحيفة أن الاقتصاديين والسياسيين كانوا يتوقعون أن تصل النسبة إلى 3 في المائة، مشيرة إلى أن ميزانية العام القادم، وهي آخر ميزانية لحكومة باشيليت، ستحافظ على استثمارات عامة هامة وخاصة في المجالات الاستراتيجية أو المكملة للقطاع الخاص. وبخصوص الرئاسيات المقررة في نونبر المقبل، أوردت "لا تيرثيرا" أن سيباستيان بينيرا يتصدر نوايا التصويت بنسبة 44 في المئة، ويليه أليخاندرو غيير بنسبة 23 في المئة وبياتريث سانشيث ب 13 في المئة. وبحسب اليومية ذاتها، فإن كارولينا غويك وخوسي أنطونيو كاست يبتعدان كثيرا عن المراكز الأولى (4 في المئة)، في حين حصل ماركو إنريكيث أومينامي على نسبة 3 في المئة من نوايا التصويت. وبالبيرو انصب اهتمام الصحف على الخصوص على موقف رئيس الجمهورية والبرلمان بخصوص النقاش الدائر حول العفو عن الرئيس البيروفي الأسبق، ألبيرتو فوجيموري. وهكذا، كتبت يومية "لاريبوبليكا" أن رئيس الجمهورية، بيدرو بابلو كوشينسكي، عاد مرة أخرى للحديث حول النقاش الدائر بخصوص إمكانية العفو عن الرئيس البيروفي السابق، ألبرتو فوجيموري، مضيفة أن كوشينسكي، الذي كان في زيارة لجهة أريكيبا (جنوب)، أشار إلى أن هذا العفو هو "إنساني". وأوردت اليومية أن كوشينسكي كشف أنه يتم الآن تقييم "الوضع الصحي لفوجيموري ولا شيء أكثر من ذلك"، مشيرة إلى أن هذه القضية أثارت في الأيام الأخيرة ردود فعل متباينة، وأن جهة أريكيبا تعارض العفو عن فوجيموري. وفي نفس الموضوع، أشارت صحيفة "البيرو 21" أن رئيس البرلمان "لويس غالاريتا" لا يعارض العفو عن الرئيس البيروفي السابق ونقلت عنه قوله "آمل أن يتم العفو عنه قريبا، فأغلبية البيروفيين تنتظر هذا العفو لأن الأمر يتعلق بحرية رجل (...) دعم فريق المخابرات الخاص لمواجهة الإرهاب". ويقضي ألبيرتو فوجيموري، الذي حكم البلاد ما بين 1990 و2000، عقوبة حبسية مدتها 25 سنة بتهم ارتكابه لجرائم ضد الإنسانية والفساد، ودفع تدهور حالته الصحية أقاربه ومؤيديه إلى تقديم طلب الحصول على عفو إنساني، وهو الطلب نفسه الذي كان قد رفض في سنة 2013 في ظل حكومة الرئيس أويانتا هومالا. وفي موضوع اخر أبرزت اليومية أن رئيس الجمهورية أكد أنه لا مجال للفساد في حكومته، وأنه خلال فترة ولايته لن يكون هناك أي عمل أو مشروع تحط تشكيك. ونقلت "البيرو 21" عن كوشينسكي قوله "نحن في حكومة جديدة ولا نتسامح مع الفساد وكل عمل يحتاج إلى أناس صادقين"، مضيفة أن رئيس الجمهورية أشار إلى أن هناك صعابا تواجهها حكومته وسيتم تجاوزها.