اندلعت احتجاجات واحتفالات في منطقتين ناطقتين بالإنجليزية في الكاميرون، يوم الأحد، لدى إعلانهما "استقلالهما" عن بقية البلاد ذات الأغلبية الفرانكوفونية. وكانت الحكومة قد عززت الأمن وكان هناك تواجد كثيف للشرطة في المناطق الناطقة بالإنجليزية، بعد تهديد مجموعة انفصالية بإعلان الاستقلال في أول أكتوبر، وإقامة كيان منفصل يدعى "أمبازونيا". واشتكى المتحدثون باللغة الإنجليزية، في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا منذ فترة طويلة، من أنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية وأن الحكومة لاتعطهيم المال الكافي. وقال الزعيم الانفصالي، سيسيكو ايوك تابي، الأحد: "نعيد تأكيد السلطة على تراثنا وعلى أراضينا". وقالت وسائل الإعلام المحلية إن المتظاهرين استولوا على عدة مراكز للشرطة في المناطق الناطقة بالإنجليزية، حيث قاموا بتمزيق أعلام الكاميرون ورفعوا أعلام "أمبازونيا"، كما هاجموا مؤسسات الدولة المرتبطة بالحكومة التي يسيطر عليها الفرانكوفونيون. وذكرت محطة (سي آر تي في) المحلية أن ثلاثة سجناء، في أحد سجون مدينة كومبو بشمال غربي الكاميرون، قد قتلوا برصاص الشرطة بعد محاولتهم الفرار، عندما أضرم محتجون النار في السجن. كما وردت تقارير عن مقتل عدد من المتظاهرين. من جانبها، تقول الحكومة الكاميرونية إن أي إعلان للاستقلال ليس له أي سند قانوني، وأن أعضاء البرلمان ومجلس الشيوخ نظما مسيرة منفصلة "للوحدة" بالعاصمة يوم الأحد. وقال مارسيل نيات نجيفيني، رئيس مجلس الشيوخ لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "الكاميرون دولة واحدة ومتحدة وستظل كذلك"، مضيفا: "الحكومة على دراية بأن أشقاءنا الناطقين بالإنجليزية لديهم مشكلات وتقوم الحكومة بعلاجها". يذكر أن الكاميرون كانت مستعمرة ألمانية في بادئ الامر، ثم انقسمت مناطقها بين القوتين الاستعماريتين الفرنسية والبريطانية، حتى تجمعت المناطق لتشكل جمهورية الكاميرون في عام 1961 .