استطاع ما بات يعرف بتيار الاستوزار داخل حزب العدالة والتنمية أن يضيق الخناق على عبد الإله بنكيران، الأمين العام الحالي للحزب؛ وذلك بعدما تمكن من إبعاد الحديث السياسي حول النظام الأساسي لهذه الهيئة السياسية، في الندوات التي تنظم استعدادا للمؤتمر. ويحتضن المقر المركزي لحزب "المصباح"، اليوم الأحد، ندوة تنظيمية استعدادا للمؤتمر، بحضور أعضاء اللجنة التحضيرية التي يرأسها محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج المهني، ويسيطر عليها تيار الاستوزار، وأعضاء هيئة التحكيم الوطنية وكذا الجهوية، بالإضافة للكتّاب الجهويين والإقليميين، حسب المراسلة التي توصل بها المشاركون من اللجنة التحضيرية. وفي الوقت الذي يعيش فيه حزب "المصباح" على وقع الخلاف الكبير بين تيارين، الأول يدعو إلى التجديد لعبد الإله بنكيران، الأمين العام الحالي للحزب، والثاني يحذر من هذا التوجه؛ وهو التيار الذي أصبح يسيطر على الحزب، ويوصف بتيار الاستوزار، تمكن التيار الأخير من فرض هيمنته على التوجه العام للمؤتمر وهو رفض التجديد للأمين العام الحالي. وقرّرت اللجنة التحضيرية تنظيم ندوتين وطنيتين، الأولى تنظيمية والتي تنعقد اليوم لمناقشة النظام الأساسي للحزب والذي يثير نقاشا كبيرا، والثانية سياسية لإعداد الأطروحة السياسية للمؤتمر، معلنة إبعاد المحسوبين على الأمين العام من المشاركة، بسبب ما اعتبر مواقف مسبقة لهم من النقاش داخل الحزب. وحسب مصادر قيادية داخل حزب المصباح، فإن المخاوف، التي تنامت داخل المعارضين للوزراء من حسم "تيار الاستوزار" للنقاش عن طريق قطع الطريق على عبد الإله بنكيران ومنعه من ولاية ثالثة على رأس "البيجيدي"، أصبحت واقعا ملموسا؛ فقد استطاع تيار الوزراء أن يحسم النقاش لصالحه، عبر توجيه النقاش نحو الحفاظ على ولايتين فقط للأمين العام. وتبعا لذلك سيتم الحفاظ على المادة ال16 من النظام الأساسي لحزب المصباح، والتي تنص على أنه "لا يمكن لعضو أن يتولى إحدى المسؤوليات الآتية لأكثر من ولايتين متتاليتين كاملتين: الأمين العام، رئيس المجلس الوطني، الكاتب الجهوي، الكاتب الإقليمي، الكاتب المحلي". وكان بنكيران قد هاجم، في آخر خروج له، "تيار الاستوزار" بشكل ضمني بالقول: "أسمع كلاماً غير صحيح ومؤلماً عن نفسي، من أشخاص مقربين، ومع ذلك ألوذ بالصمت، بالرغم من أنني أمين عام الحزب، ويمكنني أن أمارس صلاحياتي عبر تشكيل لجان للتحقيق"، مضيفا: "أنا قريب باش نتفارق معكم، ربما من هنا ثلاثة أشهر أو ربما نزيد شي حاجة، وهذا أمر لا يهمني"، ليضيف أن "الجميع يعلم أن هناك أزمة على مستوى رئاسة الحزب وقيادته، وأحاول أن أدبرها بالتي هي أحسن، في انتظار تسليم المسؤولية لشخص آخر".