بعد مقاطعته اللقاءات الماضية للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، عاد الأمين العام عبد الإله بنكيران لرئاسة "حزب المصباح" أمس الخميس، في لقاء جاء "في إطار سلسلة اللقاءات التي تقرر عقدها من أجل تدارس واعتماد المشاريع المرفوعة من قبل اللجنة التحضيرية للمؤتمر"، حسب بلاغ رسمي للحزب. وخلقت اللقاءات التنظيمية الأخيرة جدلا واسعا داخل قيادة الحزب؛ وذلك بعد تصويت الأمانة العامة ضد إحالة تعديل النظام الأساسي على المجلس الوطني المرتقب نهاية الشهر الجاري؛ وهو ما أكده نائب الأمين العام سليمان العمراني. وقال العمراني، في بلاغ رسمي له، إن "الأمانة العامة، وتتويجا للنقاش الذي تم في اجتماعها، صوتت ضد إحالة المادتين 16 و37 من النظام الأساسي معدلتين على المجلس الوطني"؛ وهو ما رد عليه نائب رئيس المجلس الوطني عبد العالي حامي الدين بالتأكيد أن مناقشة المجلس الوطني لتعديل النظام الأساسي قائمة، لكون لجنة الأنظمة والمساطر أحالت التعديلات على برلمان الحزب. وأعلن حامي الدين في هذا الصدد أن "أعمال لجنة الأنظمة والمساطر المتعلقة بتعديل مواد النظام الأساسي لحزب العدالة والتنمية تحال مباشرة على المجلس الوطني"، مشيرا إلى أنها "لا تحتاج إلى مصادقة الأمانة العامة، وبعد اعتمادها من طرف المجلس الوطني تحال على المؤتمر الوطني، صاحب الاختصاص في تعديل مواد النظام الأساسي". من جهة أخرى اعتمدت الأمانة العامة برنامج الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني المرتقب انعقادها يومي 25 و26 نونبر الجاري، مشيرة في بلاغ لها إلى أنها اعتمدت ورقة توجهات المرحلة المقبلة التي رفعتها إليها اللجنة التحضيرية بعد سلسلة من اللقاءات التي عقدتها لتدارسها، ولقاءات أخرى للجنة السياسية المتفرعة عنها، انتهت باعتمادها، على أساس أن تحال على الجموع الجهوية لمندوبي المؤتمر الوطني من أجل تدارسها وإبداء ملاحظاتهم ومقترحاتهم بشأنها قبل أن تحال من قبل الأمانة العامة على المؤتمر الوطني. واستبقت الأمانة العامة للحزب المجلس الوطني بالدعوة إلى عقد ملتقيات جهوية لأعضاء المؤتمر الوطني الثامن للحزب، وذلك بهدف تثبيت رفض الولاية الثالثة للأمين العام؛ وهو ما اعتبره عبد الحق العربي، مدير الحزب، غير صحيح. وقال العربي، في توضيح له، إن الملتقيات الجهوية للمؤتمرين تقليد دأب الحزب على تنظيمه لإشراك المؤتمرين في إعداد المشاريع قبل عرضها على المجلس الوطني أو المؤتمر، وليست لها أي صبغة تقريرية، مبرزا أن هدف المراسلة هو مدارسة المشاريع المحالة على هذه الملتقيات بعدما أقرتها الأمانة العامة، وهو ما جرى به العمل منذ انطلاق تنظيم هذه الملتقيات، وهو ما تنص عليه أنظمة الحزب. وفي محاولة للرد على الصراع الكبير بين قادة الحزب، اختارت أمانة "المصباح" في بلاغها التأكيد أن اجتماع أمس الخميس تميز بحوار جاد ومسؤول، وفي استحضار تام لما تم الاتفاق عليه سابقا من التزام كافة أعضائها بالعمل على التوجه للمجلس الوطني والمؤتمر الوطني بنفس إيجابي وحرص جماعي على إنجاح هاتين المحطتين، وبما يعزز لحمة الحزب ووحدته.