وسط حضور أمني مكثف، خاض العشرات من الحقوقيين والمحامين اعتصاما أمام السجن المحلي عين السبع "عكاشة" بالدارالبيضاء للمطالبة بالإفراج عن معتقلي حراك الريف. ورفع المحتجون، وضمنهم نشطاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومناضلون بحزب النهج الديمقراطي ومنتسبون لجماعة العدل والإحسان ونشطاء بحركة عشرين فبراير، شعارات منددة باستمرار اعتقال نشطاء الحراك الشعبي بالريف، بينما ترجل أفراد من أسر الموقوفين من الحافلة التي تقلهم كل أسبوع إلى الدارالبيضاء لزيارة أقاربهم المعتقلين ورددوا شعارات تطالب بإطلاق سراحهم. وندد المحتجون، الذين ساندهم وفد حقوقي دولي من أمريكا وألمانيا وكينيا وفرنسا، بما يعيشه المعتقلون، واعتبروا أن استمرار حبسهم انتهاك لحريتهم. وكشف محمد أحمجيق، شقيق "دينامو الحراك" المتواجد بسجن عكاشة، أن أخاه المعتقل يوجد في وضع صحي مزرٍ بسبب استمراره في الإضراب عن الطعام ورفضه شرب الماء، مشددا على أنه "رفقة بعض المعتقلين عازمون على الذهاب في إضرابهم بعيدا حتى الشهادة"، وفق تعبيره. وأوضح أحمجيق في تصريحه لجريدة هسبريس، وعلامات التأثر بادية على محياه بعد زيارته ووالدته لشقيقه نبيل، أن هذا الأخير "فقد عشرة كيلوغرامات من وزنه وتظهر عليه علامات اصفرار ويعاني من تكرار التقيؤ، لكنه مستمر في الإضراب عن الطعام ويرفض شرب الماء والسكر". وأورد المتحدث أن الأسرة "أصيبت بخيبة أمل لأن المعتقلين يرفضون التراجع ووقف الإضراب، بالرغم من المحاولات التي تمت من طرفنا لإقناعهم بالعدول عن ذلك". وشدد على أن المعتقلين يطالبون الجهات الوصية بضمان عدم تكرار ما جرى خلال عملية التفتيش التي تمت لزنازينهم والعبث الذي تعرضت له حاجياتهم، وهو الأمر الذي دفعهم إلى خوض هذا الإضراب، مؤكدين على ضرورة منحهم حقوقهم البسيطة المتمثلة في "تمكينهم من بطائق اتصال للتواصل مع أسرهم، والاستجابة للمطالب التي جاءت في حراك الريف". من جهتها، قالت المحامية بشرى الرويسي، عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين، في تصريحها للجريدة، إن وقفتهم اليوم تأتي من أجل "المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء"، مشددة على أن "كل الضمائر الحية وكل إنسان بهذا الوطن نطالبه اليوم بالعمل على إطلاق سراح هؤلاء؛ لأن وضعيتهم أصبحت جد خطيرة". وأوضحت المحامية، ضمن تصريحها، أنه "حين يصل الإنسان إلى مرحلة فقدان نصف وزنه وإلى حالة من الإغماءات المتكررة وتقيء الدم، وغيرها من الأعراض، فإنه بات من الواجب التدخل بشكل سريع"، موردة في هذا السياق المثل المغربي القائل: "البكاء من ورا الميت خسارة". وطالبت المحامية إدارة السجن المحلي عين السبع بالاستجابة لمطالب المعتقلين الثلاثة: ربيع الأبلق ونبيل أحمجيق ومحمد جلول، الذين يخوضون إضرابا حتى عن شرب الماء، من أجل وقف هذا التصعيد. وكان عدد من المعتقلين قد دخلوا في إضراب عن الطعام منذ أيام، بينما نفت المديرية العامة لإدارة السجون في بلاغات رسمية ذلك، غير أن أسر نشطاء حراك الريف شددت على أن بعض المعتقلين، وعلى رأسهم أحمجيق والأبلق، صعدوا في إضرابهم وباتوا يمتنعون حتى عن شرب الماء والسكر.