تصدرت نتائج الانتخابات التشريعية في ألمانيا والتي أعطت الفوز لحزب أنجيلا ميركل الاتحاد المسيحي الديمقراطي، محذرة في نفس الوقت من الاختراق الذي حققه حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف. وكتبت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) " أن البرلمان الألماني في خطر، لأنه سيتحول إلى أرضية رنانة لأجندة شعبوية ونظريات المؤامرة، وتقوي بهذا الشكل التمكن بسهولة من السيطرة على المجال العام". وأضافت الصحيفة "هذا يهمنا جميعا! يهمنا جميعا نحن الذين لا نحسب على حزب البديل من أجل ألمانيا وزبائنه. هذه الديمقراطية تحتاج إلى شغفنا ومقاومتنا ومعارضتنا بلا حل وسط ضد سم اليمين. والآن أكثر من أي وقت مضى: لا مجال للتودد في أي مكان". من جانبها، لاحظت صحيفة "دي فيلت" ان حزب البديل "حزب احتجاج كلاسيكي ولكنه ايضا نتاج اتحاد يدمج مواقف حزبي الخضر واليسار وترك كل شيء لحزب البديل ، مضيفة أن الاتحاد شجع في الواقع صانعي الحزب اليميني على فتح معسكراتهم في الميدان الضخم الفارغ في الساحة السياسية، في موقع ما بين القيم المحافظة والقومية الوطنية". أما صحيفة "دير تاغس شبيغل"، فترى أن "حزبي الاتحاد المسيحي، قد يميلان أكثر إلى اليمين؛ لكي لا يتقوى حزب البديل من أجل ألمانيا أكثر. والحزب الليبرالي الديمقراطي سبق وأن فعل ذلك. وهنا يتاح مجال جديد للاشتراكية الديمقراطية. في آن واحد يمكن أن تفكر فيما إذا كان ممكنا تشكيل كيان معاكس مع حزب اليسار والخضر، له أغلبية ضد الحكومة المقبلة. ومن ثم سيتولى الحزب الاشتراكي الديمقراطي دورا جديدا : ألا وهو دور الزعامة. وهذا قد يشكل تحديا مثيرا ". واهتمت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" بحزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي، الشقيق الاصغر للاتحاد الديمقراطي المسيحي، وزعيمه هورست زيهوفر مبرزة أن خسارة 10 بالمائة من النقاط في الانتخابات أثر على الحزب بشكل غير متوقع. ولاحظت الصحيفة أنه بدعوته الى تحديد سقف لعدد اللاجئين، وسياسة هجرة مقيدة بشكل عام، برز الحزب كأسمى منقذ للاتحاد المسيحي خلال السنتين الاخيرتين غير أن الحزب لم يمنع تصاعد البديل الشعبوي في بافاريا. وفي فرنسا كتبت صحيفة (لوفيغارو) انه بانتخابها لولاية رابعة تكون انجيلا ميركل قد تساوت مع هيلموت كول من حيث عدد الولايات، لكنها اشارت الى ان فوزها الجديد له طعم مر. واضافت الصحيفة ان مكانة المستشارة الالمانية تعكرها النتيجة التاريخية التي حققها شعبويو حزب البديل من اجل المانيا مشيرة الى ان سياسة الهجرة التي ينهجها هذا الحزب منحت هذه النتيجة لليمين المتطرف الذي دخل بقوة الى البوندستاغ وهي سابقة خلال فترة ما بعد الحرب . من جهتها قالت صحيفة (لوموند) ان تشكيل تحالف خلال الولاية الرابعة للمستشارة انجيلا ميركل يبدو معقدا، مبرزة ان النتيجة غير المسبوقة لليمين المتطرف تشكل بالنسبة لها تحدي جديد. واضافت الصحيفة ان المفاوضات ستستمر عدة اسابيع او اشهر مؤكدة انه لم يسبق في المانيا المعاصرة ان وجد الفائز في الانتخابات نفسه بدون اغلبية من اجل الحكم . واشارت الى ان البحث عن هذه الاغلبية عرف تعقيدا بدء من مساء امس الاحد حيث اختار وسط اليسار (الحزب الاشتراكي الديموقراطي) الاصطفاف في المعارضة بعد اربع سنوات من المشاركة في حكومة انجيلا ميركل. وكتبت صحيفة (ليبراسيون) من جهتها ان حزب انجيلا ميركل الاتحاد المسيحي فاز الاحد في الانتخابات التشريعية، لكنه تراجع ، وهو ما يتعين معه البحث عن اغلبية لتشكيل الحكومة، فيما حقق اليمين المتطرف اختراقا تاريخيا غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، مضيفة انه تم تسجيل دخول صادم لحزب البديل من اجل المانيا اليميني المتطرف (13.5 في المائة) من الاصوات الذي يتبنى خطابا معاديا للمهاجرين، وللاسلام، ولأوروبا. وفي بلجيكا، كتبت (لاليبر بلجيك) تحت عنوان " انتصار بطعم مر " أن أنجيلا ميركل فازت في الانتخابات بنسبة ضعيفة وفي أجواء خيم عليها الاختراق الذي حققه اليمين المتطرف. وفي السياق ذاته، أشارت (لاديرنيير أور) إلى أن انتصار ميركل أفسده الزلزال الذي أحدثه صعود اليمين المتطرف، مضيفة أن هذه النتيجة تضع ميركل أمام صعوبة إيجاد حلفاء لتشكيل الأغلبية. أما (لوسوار)، فأكدت أن ميركل فازت بالانتخابات لكنها حققت تراجعا سياسيا بعد هزيمة حليفها الحزب الاشتراكي الديمقراطي وانسحابه من التحالف الحكومي، وإعلان اليمين المتطرف نفسه كثالث قوة سياسية في ألمانيا. وفي البرتغال، كتبت (بوبليكو) تحت عنوان " الانتصار الصغير لميركل يدخل ألمانيا في حالة من عدم اليقين " مشيرة إلى أن تحالف الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي والليبراليين والخضر هو الفرصة الوحيدة بالنسبة لأنجيلا ميركل لتشكيل الحكومة. وكتبت (دياريو دي نوتيسياس) أن نجاح ميركل في انتخابات أمس كان بطعم مر حيث أنها لم تعد تستطيع الاعتماد على الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي قرر الاصطفاف في المعارضة، ولم يبق أمامها سوى التفاوض مع الليبراليين والخضر لتشكيل تحالف حكومي جديد. أما (دي نوتيسياس) فأشارت إلى أن المستشارة الألمانية وزعيمة الديمقراطي المسيحيين فازوا بالانتخابات التشريعية بعد هزيمة الاشتراكيين الديمقراطيين وصعود البديل من أجل ألمانيا كثالث قوة بالبرلمان الألماني. وفي إيطاليا، كتبت صحيفة "لاريبوبليكا" أن فقدان حزب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل للعديد من الأصوات مقارنة مع انتخابات 2013 ودخول حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي البرلمان لاول مرة منذ الحرب العالمية الثانية سيرخي بظلاله على تشكيل الحكومة المقبلة وعلى البرنامج الحكومي . واعتبرت الصحيفة ان انتصار اليمين المتطرف المناهض للهجرة سيصعب مفاوضات التي ستجرى مستقبلا بشأن تشكيل الحكومة المقبلة ومن الممكن أيضا أن يهدد الاتفاق على عدة نقاط قد يتضمنها البرنامج الحكومي القادم. وفي الشأن الداخلي ، كتبت صحيفة "لاستامبا " في مقال تحت عنوان 'دي مايو، يعد بوقف تمويل بعثات الناتو"، أن الزعيم الجديد للحزب الشعبوي الإيطالي "حركة خمس نجوم لويجي دي مايو الذي فاز أول أمس السبت بالانتخابات التمهيدية ، صرح بأنه "سيقول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، نحن لسنا جاهزين لإعادة تمويل البرنامج العسكري ب 14 مليار أورو أخرى". وأضافت أن دي مايو أوضح أن هذا لا يعني أن حركة خمس النجوم تريد أن تبعد إيطاليا عن حلف شمال الأطلسي أو عن الاتفاقات مع شركائنا في الغرب . وفي إسبانيا، ذكرت (إل باييس) أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نجحت في الفوز بولاية رابعة بعد أن حصل حزبها المسيحي الديمقراطي على 33 في المائة من الأصوات، وهو ما يشكل تراجعا مقارنة مع الانتخابات الأخيرة عندما حصل على 42 في المائة. وأشارت الجريدة إلى دخول اليمين المتطرف لأول مرة إلى البرلمان منذ الحرب العالمية الثانية حيث حصل على 13 في المائة. وكتبت (آ بي سي) تحت عنوان " انتصار مر بالنسبة لميركل " أن الحزب الديمقراطي المسيحي فقد ثماني نقاط مقارنة مع نتائج الانتخابات الأخيرة وعليه تشكيل حكومة دون الاعتماد على الاجتماعيين الديمقراطيين الذين عادوا إلى المعارضة بعدما سجلوا أسوأ نتيجة لهم في الانتخابات التشريعية. وفي موضوع آخر، أكدت (إلموندو) أن الرئيس الكاتالاني الانفصالي كارلس بيغديمونت قد توجه إليه تهمة التمرد إذا ما أقدم على الإعلان عن انفصال الإقليم بعد استفتاء تقرير المصير المتوقع في فاتح أكتوبر المقبل، مضيفة أن هذه التهمة قد تقوده إلى عقوبة سجنية قد تصل إلى 25 سنة. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بالمؤتمر السنوي للحزب العمالي، والبريكزيت ومستقبل العلاقات الأورو – البريطانية. وتوقفت (الغارديان) عند المؤتمر السنوي الذي افتتح أمس الأحد في ظروف إيجابية بعدما حقق الحزب مفاجأة في انتخابات يونيو وعزز مكانه كأول حزب في المعارضة بعد حصوله على 30 مقعدا إضافيا. من جانبها، سلطت (الديلي تلغراف) الضوء على الجولة الرابعة من مفاوضات بريكزيت التي تنطلق اليوم الإثنين ببروكسل، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء تيريزا ماي دعت الجمعة في فلورانسا إلى مرحلة انتقالية تمتد لسنتين في محاولة منها لإعادة انطلاق المفاوضات. وفي سويسرا، علقت الصحف اليوم الاثنين على التصويت ضد إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل أمس الأحد والذي تدعمه الأغلبية البرلمانية. وكتبت (لاتريبون دو جنيف) أن إصلاح نظام التقاعد كان من المفترض أن يصحح وينقذ أسس نظام يفقد موارده باستمرار " وغير مطابق لنمط حياتنا وعملنا، وتأثر بسبب التطور الديمغرافي ووصول عدد من الأشخاص إلى سن التقاعد ". وبالنسبة لجريدة (24 ساعة) فإنه من الصعب اليوم إعطاء انطلاقة جديدة لمسلسل إصلاح نظام التقاعد ، مؤكدة على ضرورة إنقاذ هذه الركيزة الأساسية للنظام الاجتماعي . وتساءلت (لوطون) ما إذا كانت أحزاب الوسط اليسار مستعدة للتقارب مع اليمين من أجل التوصل إلى مراجعة لنظام التقاعد، مشيرة إلى أنه ليس هناك حل غير التفاوض حول صيغة جديدة.