لم تنجح المبادرة التي كانت تستعد جمعية "شباب القرن ال21" لتنظيمها بشارع محمد الخامس وسط العاصمة الرباط اليوم الأحد، والتي كانت تروم إخلاءه من السيارات في إطار حملة تحسيسية للاحتفال باليوم العالمي بدون سيارات، الذي يصادف ال 22 من شتنبر من كل عام، من أجل دعم السياقة الإيكولوجية. وتأتي هذه التظاهرة الإيكولوجية بمبادرة من جمعية "شباب القرن ال21"التي كانت تعتزم دعوة المواطنين إلى السير رفقة أطفالهم وذويهم، والاستمتاع بالمشي واستنشاق هواء نقي، والوعي بأهمية المساهمة في خفض انبعاثات الغازات السامة عبر التخلي عن سياراتهم الخاصة ليوم واحد. وقال عزيز الفكاكي، رئيس الجمعية، في تصريح لهسبريس، "كان مقرراً أن يتم إخلاء شارع محمد الخامس اليوم الأحد كاملاً وجعله بدون سيارات، لكن المسيرة الاحتجاجية التي نظمها دكاترة الوظيفة العمومية حالت دون حصولنا على الترخيص من طرف السلطات مخافةَ أن يقع احتكاك مع المحتجين". وأضاف الفكاكي أنه تم الاكتفاء بتوجيه نداءات إلى ساكنة الرباط بترك السيارات وفسح المجال للراجلين ومستعملي الدراجات الهوائية ووسائل النقل العمومية، مورداأن الاستجابة كانت نسبياً جيدة؛ إذ لوحظ وجود وسائل النقل العمومي وعدد قليل من السيارات الخاصة. وتأتي هذه المبادرة في إطار القافلة الإيكولوجية الثانية تحت شعار "السياقة الإيكولوجية"، وهي تظاهرة معتمدة من طرف مؤتمر المناخ "كوب22" الذي نظم في مراكش العام الماضي، وتضمنت حملات تحسيسية بأهمية تشجيع استعمال وسائل نقل صديقة للبيئة. وأوضح الفكاكي أن مبادرة يوم بدون سيارة تكتسي أهمية بالغةمن أجل المساهمة في نقص انبعاثات الغازات السامة، مشيراً إلى أن هدف القافلة هو تحسيس المواطنين بأهمية السياقة الإيكولوجية لخفض ما يقارب 40 في المائة من انبعاثات الغازات السامة. وأشار الفكاكي إلى أن 70 في المائة من انبعاثات الغازات السامة في العالم أساسها وسائل النقل، وتأتي الصناعة والزراعة في المرتبة الثانية والثالثة، وقال إن وعي المواطن المغربي بأهمية السياقة الإيكولوجية سيكون له دور فعال في تقليص الغازات السامة، وبالتالي تحقيق هدف "كوب22" المحدد في تثبيت درجة الحرارة في أفق 2050 في 1,5 درجة. يشار إلى أن "يوم بدون سيارة" مبادرة سنوية تخلد في ال 22 من شتنبر بعدد من عواصم ومدن الدول المتقدمة، بهدف التخفيف ولو بشكل "ضئيل" من التلوث البيئي الناجم عن انبعاث دخان السيارات والغازات الناجمة عن الاستعمال المكثف للمركبات. وتعود المبادرات الأولى لحملة "يوم بدون سيارة" إلى سنة 1956، حينما اضطرت مجموعة من البلدان إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحد من استعمال السيارات، وعمدت حينها كل من بلجيكا وهولندا وسويسرا إلى إقرار أيام آحاد بدون سيارة من نونبر 1956 إلى يناير1957، فيما عاودت كل من سويسراوبلجيكا اللجوء إلى هذه الإجراءات في سنة 1973 في سياق الأزمة الطاقية. وترجع التظاهرة الرسمية الأولى ل"يوم بدون سيارة" إلى يونيو 1996 بمدينة رايكيافيك في آيسلاندا؛ حيث نظمت هذه المبادرة لتشجيع السكان على استعمال وسائل نقل تكون صديقة للبيئة وأقل استهلاكاً للطاقة وأكثر أماناً. وتم إطلاق هذه المبادرة بشكل رسمي على المستوى الأوروبي في سنة 1998 في إطار ما سمي ب"أسبوع التنقل"، غير أن صعوبة إقرار يوم محدد لهذه التظاهرة (يوم 22 شتنبر) أدت إلى إقرار يوم في الأسبوع بدون سيارة بكبريات المدن، ونادراً ما تتم الاستجابة بشكل واسع لهذه المبادرات عبر عواصم العالم نظراً لصعوبة الاستغناء على السيارات في أيام العطل من طرف مستعملي الطريق.