تخليدا للتقليد السنوي «يوم بدون سيارات»، الذي تتبناه عدد من الدول في العالم، وقع الاختيار هذه السنة على العاصمة الرباط لاحتضان هذه التظاهرة الإيكولوجية التي ستنظمها جمعية "شباب القرن ال21، يوم الأحد المقبل. وتهدف هذه المبادرة العالمية إلى التخفيف، ولو بشكل ضئيل، من التلوث البيئي الناجم عن انبعاث دخان السيارات والغازات الناجمة عن الاستعمال المكثف للمركبات، وقد سبق الاحتفاء بهذا اليوم لأول مرة في المغرب، شهر ماي من السنة الفارطة، عندما وجهت "شبكة دار البيئة"، المكونة من ست جمعيات تشتغل بالمجال البيئي في جهة الدارالبيضاء الكبرى، دعوة إلى سكان المدينة من أجل المشاركة في يوم من دون سيارة، للمساهمة في رفع الوعي بأهمية خفض نسبة تلوث الهواء في العاصمة الاقتصادية، والمشاركة الفعلية في المحافظة على البيئة. يذكر أن المبادرات الأولى لحملة "يوم بدون سيارة" تعود إلى سنة 1956، حينما اضطرت عدد من البلدان إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحد من استعمال السيارات. وعمدت كل من بلجيكا وهولندا وسويسرا إلى إقرار أيام الأحد بدون سيارة من نونبر 1956 إلى يناير 1957، فيما عاودت كل من سويسراوبلجيكا اللجوء إلى هذه الإجراءات في سنة 1973 في سياق الأزمة الطاقية. وتعود التظاهرة الرسمية الأولى ل"يوم بدون سيارة" إلى يونيو 1996 بمدينة رايكيافيك في إيسلندا، حيث نظمت هذه المبادرة لتشجيع السكان على استعمال وسائل نقل تكون صديقة للبيئة وأقل استهلاكا للطاقة وأكثر أمانا. وتم إطلاق هذه المبادرة بشكل رسمي على المستوى الأوربي في سنة 1998، في إطار ما سمي ب"أسبوع التنقل"، غير أن صعوبة إقرار يوم محدد لهذه التظاهرة (يوم 22 شتنبر) أدت إلى إقرار يوم في الأسبوع بدون سيارة بكبريات المدن.