تعيش عدد من مدن العالم، خلال شهر شتنبر الجاري، على إيقاع إحياء حملة "يوم بدون سيارات" الرامية إلى التحسيس بأهمية المساهمة في الحد من تلوث الهواء والبيئة، عن طريق التخلي عن استعمال السيارة ولو ليوم واحد، وإعطاء الأولوية للتنقل غير الملوِّث سواء مشيا على الأقدام أو بواسطة الدراجات الهوائية أو باستخدام وسائل النقل العمومي المشترك. وفي هذا السياق، باردت جمعية "شباب القرن ال21″، بدعم من كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة وبتعاون مع السلطات المحلية، إلى إطلاق حملة "يوم بدون سيارات" بمدينة الرباط، يوم أمس الأحد، من خلال دعوة المواطنين إلى اعتماد "أشكال بديلة للحركية وتبني ممارسات تخدم البيئة والعيش المشترك"، وذلك من أجل تحسن شامل في جودة الحياة الحضرية. وتعد هذه المبادرة الإيكولوجية الثانية من نوعها ببلادنا بعد مبادرة سابقة عرفتها مدينة الدارالبيضاء في سنة 2016. فيما تعود أول المبادرات ل "يوم بدون سيارة" عبر العالم إلى سنوات الخمسينات والسبعينات من القرن الماضي، حيث كانت بعض الدول تتخذ قرارات بالحد من استعمال السيارات لأسباب طاقية أكثر منها بيئية. لكن أول تظاهرة رسمية رفعت شعار حماية البيئة هي تلك التي احتضنتها مدينة رايكيافيك الآيسلندية في سنة 1996. كما شرع الاتحاد الأوربي في إحياء هذا اليوم سنة 1998، في إطار ما سمي ب "أسبوع التنقل"، لأن صعوبة إقرار يوم محدد لهذه التظاهرة (رسميا يوم 22 شتنبر) أدت إلى إقرار يوم في الأسبوع بدون سيارة بكبريات المدن. يذكر أن المنظمة العالمية للصحة قد حذرت، في أحد تقاريرها الحديثة، من أن 92 في المائة من ساكنة العالم تتنفس هواء ملوثا، وأن 80 في المائة من السكان الذين يعيشون في مناطق حضرية تتم فيها مراقبة جودة الهواء، معرضون لمستويات جودة هواء لا تتناسب مع المعايير المحددة من قبل المنظمة. كما اعتبرت منظمة الصحة العالمية في 2012 بأن ثلاثة ملايين شخص عبر العالم يتعرضون سنويا لحالة وفاة سابقة لأوانها بسبب تلوث الهواء الخارجي. وحسب المنظمة، فإن مخاطر البيئة كتلوث الهواء الداخلي والخارجي، والتدخين السلبي، والمياه غير الصحية، وغياب وسائل التطهير والنظافة الكافية، تؤدي كل عام لوفاة 1.7 مليون طفل لا يتجاوز سنه خمس سنوات.