نفت "القيادة العامة في مليلية" القيام بأشغال بناء في الجزر المقابلة لمدينة الحسيمة والرازحة تحت السيطرة الإسبانية، بعد توارد أنباء عن تحرك الجيش لبناء مرافق جديدة؛ وهو الأمر الذي قد ينذر ببروز توتر جديد مع الجارة الشمالية للمغرب. وحسب الأخبار التي نشرتها عدد من وسائل الإعلام الأسبوع الماضي، فإن الأمر ببناء مرافق فوق جزيرتي "لاتييرا" و"مار" قبالة سواحل مدينة الحسيمة، وهما الجزيرتان اللتان تحتلهما إسبانيا منذ سنة 1559، وتنص الأعراف بين البلدين على الحفاظ على الوضع القائم فيهما. النفي جاء في بيان نقلته وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس" لما يعرف ب”القيادة العامة لمليلية (Comgemel)" التابعة للجيش الإسباني، حيث نفت هذه الأعمال المزعومة. وقالت القيادة العامة: "منذ أوائل فصل الصيف وحتى اليوم لم يجر أي تغيير في مهام الموظفين في هذه الجزر"، مضيفة أنه "لا توجد أية أشغال في جزر تتيرا ومار المنتمية إلى جزر الحسيمة والخاضعة للسيادة الإسبانية". كما نفت المؤسسة العسكرية الإسبانية التي يرأسها فرناندو غوتييريز ديار، أن تكون قد نقلت مواد بناء إلى الجزر، وأكدت قائلة: "يوجد حالياً في هذه الجزر عسكريون يؤدون واجباتهم". القيادة العامة الإسبانية أوضحت أن طائرة الهيلوكوبتر الذي حلت بالجزر جاءت في إطار الرحلات الجوية العادية التي تنقل مواد صيانة المعدات في الجزر، ونفت أن تكون قد قامت بأشغال في الحسيمة أو في جزرها القريبة. يذكر أن ثلاث جزر صغيرة تقع قبالة مدينة الحسيمة، وهي جزر لا تييرا والنكور ومار، وهي خاضعة للسيطرة الإسبانية منذ سنة 1559، ويوجد بها عدد من أفراد من الجيش العسكري الإسباني وعدد قليل من المنازل. ويضاف إلى هذا التوتر بين البلدين توجه إسبانيا نحو إلغاء امتياز الإعفاء الممنوحة لسكان الشمال لدخول سبتة ومليلية المحتلتين كإجراء للحد من تدافع المغاربة العاملين في تهريب البضائع، فيما اعتبرت الحكومة المغربية الخميس الماضي "أن ما يقع في الحدود الاستعمارية لا يمكن أن يستمر". ويتوافد عدد من المغاربة من سكان إقليمي تطوان والناظور على معابر لدخول سبتة ومليلية والحصول على بضائع عبارة عن ملابس مستعملة، وكثيراً ما يتم ذلك بالتدافع عبر البوابات، وقد أدت هذه الوضعية إلى تسجيل وفيات في صفوف نساء مغربيات بلغ عددهن أربع حالات العام الجاري.