استأثرت باهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، عدة مواضيع، أبرزها الأزمة الخليجية وتطورات القضية الفلسطينية، وإصرار إقليم كردستان العراق على تنظيم استفتاء للانفصال عن بغداد والأوضاع في اليمن وسوريا، فضلا عن تسلم البحرية المصرية أول فرقاطة شبحية فرنسية من طراز "جوويند"، ففي مصر، اهتمت الصحف بتسلم البحرية المصرية، أمس الجمعة، أول فرقاطة شبحية فرنسية من طراز "جوويند"، حيث كتبت يومية (الأهرام) في افتتاحيتها، أن تسلم مصر لهذه الفرقاطة الشبحية التي تدخل المنطقة لأول مرة، تمثل نموذجا فعالا من نماذج التعاون المستمر والمثمر بين مصر وفرنسا، وهو دليل قاطع على العلاقات العسكرية الوطيدة والقوية بين البلدين، حيث تطورت هذه العلاقة بدءا من شراء الفرقاطة طراز "فريم"، مرورا باستلام حاملتي المروحيات "المستيرال" في إطار الدعم المستمر لشرايين القوات البحرية المصرية. وأشارت اليومية، إلى أن "القيادة السياسية لا تألو جهدا في دعم القوات المسلحة لتكون دائما على أهبة الاستعداد لتنفيذ مهامها المخططة والطارئة لحماية الأمن القومي والحدود في ظل المتغيرات الجيواستراتيجية والسياسية والأمنية الحادة التي شهدتها المنطقة خلال الأعوام الأخيرة، كما طفت على الساحة تهديدات الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة، مما استوجب تغيير المفهوم التقليدي للأمن المبني على قدرة الدولة على حماية أراضيها وحدودها البحرية في مواجهو التهديات إلى مفهوم التعاون المشترك والمستدام بين الدول لمجابهة المخاطر من منابعها". بدورها، نشرت يومية (الجمهورية) مقالا للكاتب ناجي قمحة، أشار فيه إلى أن "الشعب المصري عبر دائما عن إيمانه العميق وثقته المطلقة في قواته المسلحة، واستعدادها لبذل أقصى الجهد والتضحيات من أجل حماية مصر وأمن واستقرار ورفاهية شعبها، وهو لا يدخر جهدا أو وقتا، مهما بلغت التكلفة، على طريق إعداد وتجهيز قواته في مختلف الفروع العسكرية بما يزيد قدراتها القتالية ويمكنها من الوفاء بعهدها المقدس تجاه الوطن والشعب". وفي الشأن الفلسطيني، كتبت يومية (الجمهورية) في افتتاحيتها، أن مشاركة الرئيس المصري "الإيجابية" في زخم المناقشات والحوارات واللقاءات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، ستتوالى بما يدشن عصرا جديدا في منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجية يحقق لها الاستقرار ويعيد لهاد دورها المحوري تجاه مسؤولياتها على الساحتين الإقليمية والدولية. وأشارت الصحيفة، إلى أن اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت بنيويورك، شهدت "إجماع الأسرة العالمية باعتماد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة في يونيو 1967 وعاصمتها القدس، ويقوي من تحقيق ذلك نجاح القاهرة في حل الخلافات على الساحة الفلسطينية واستعادة وحدة الفصائل الفلسطينينة لتكون صوتا واحدا أثناء المفاوضات المرتقبة مع الإسرائيليين للوصول للحل المنشود". كما اهتمت يومية (أخبار اليوم) بالموضوع ذاته، ونشرت مقالا للكاتب عبدالله حسن، أبرز فيه أن خطاب الرئيس المصري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حمل رسالة "قوية" للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بضرورة إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني حتى حدود الرابع من يونيو عام 1967 لكي يسود السلام في العالم ويعيش الجميع في سلام وتنتهي ظاهرة الإرهاب التي تعاني منها معظم دول العالم. وسجل الكاتب، أن دعوة الرئيس المصري في هذا المحفل الدولي، جاءت بعد أيام قليلة من نجاح الجهود المصرية في تحقيق المصالحة بين حركتي "فتح" و "حماس" الفلسطينيتين بعد أكثر من عشر سنوات من الخلافات والصراعات بينهما والتي تحولت في بعض الأوقات إلى الصراع المسلح بينهما. وعلاقة بمستجدات الوضع في العراق، نشرت يومية (الأهرام) مقالا للكاتب جمال زهران توقف فيه عند إصرار إقليم كردستان العراق على تنظيم استفتاء للانفصال عن بغداد ، وكتب أن "الاستفتاء من جانب واحد، والمزمع إجراؤه يوم 25 شتنبر الجاري، على خلفية الإعلان بما يسمى الاستقلال الكردي، هو إجراء غير مشروع وغير قانوني بكل تأكيد". وتابع الكاتب، أن "من أوجب شروط إجراء استفتاءات الانفصال هو موافقة الطرفين، والأهم موافقة الدولة الأصل ومؤسساتها، ومن غير ذلك فأي إجراء من جانب واحد هو إجراء باطل، وما يبنى على باطل فهو باطل وفقا للقاعدة القانونية المستقرة". وفي لبنان تناولت الصحف جملة من المواضيع، أبرزها، خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونقلت صحيفة (الديار) عن الرئيس اللبناني ميشال عون في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قوله إن "العقود السبعة من الحروب الإسرائيلية أثبتت أن المدفع والدبابة والطائرة لا تأتي بالحلول ولا بالسلام، فلا سلام من دون عدالة، ولا عدالة إلا باحترام الحقوق. ولا شك أن جريمة طرد الفلسطينيين من أرضهم وتهجيرهم لا يمكن أن تصحح بجريمة أخرى ترتكب بحق اللبنانيين عبر فرض التوطين عليهم، كما بحق الفلسطينيين عبر إنكار حق العودة عليهم. وليس تعطيل دور مؤسسة الأونروا إلا خطوة على هذه الطريق تهدف إلى نزع صفة اللاجئ تمهيدا للتوطين، وهو ما لن يسمح به لبنان، لا للاجئ أو لنازح، مهما كان الثمن، والقرار في هذا الشأن يعود لنا وليس لغيرنا". وأضافت اليومية أن الرئيس عون أشار إلى أن "جميع هذه الحروب تركت جراحا ثخينة في المجتمعات وبين الأفراد، وقضت على الأفكار الاجتماعية الواعية، وخربت مبادئ التعايش والتضامن وروح التسامح وقبول الآخر بين الأفراد والمجموعات في العالم، وصارت منطقتنا أسيرة الفقر والحاجة وهي تتحول إلى بؤرة لمزيد من التطرف وتتوالد فيها الأزمات وتتصاعد". وفي نفس الموضوع كتبت يومية (الأخبار) أن كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تركت أثرا بالغا في الساحة اللبنانية، لا سيما حين قال إنه "بكلفة توطين لاجئ في الولاياتالمتحدة، يمكننا مساعدة عشرة لاجئين في المناطق" القريبة من بلادهم، في إشارة غير مباشرة إلى نيات الولاياتالمتحدة الأميركية في توطين اللاجئين السوريين في دول المنطقة (تحديدا لبنان والأردن)، عوض مساعدتهم على العودة إلى سوريا. وأضافت الصحيفة أن الزوبعة التي تسبب فيها ترامب، استدعت ردا مباشرا من وزير الخارجية جبران باسيل، قبل أن يؤكد الرئيس ميشال عون، خلال كلمته أمام الجمعية العامة، رفض لبنان للتوطين "مهما كان الثمن، والقرار في هذا الشأن يعود لنا وليس لغيرنا". وفي السعودية، أفردت الصحف المحلية حيزا واسعا لاحتفال المملكة اليوم السبت بالذكرى 87 ليومها الوطني، مستحضرة محطات من مسيرة التوحيد والبناء، وما تشهده البلاد من تحولات تنموية جعلت منها أحد الفاعلين الذين لهم تأثير وحضور وازن على الصعيد العربي والإقليمي والدولي. وأبرزت افتتاحيات الصحف المحلية أن الاحتفال بذكرى تأسيس المملكة يمثل أيضا مناسبة لاستشراف المستقبل من خلال العمل على تحقيق رؤية 2030 التي تمثل بدء مرحلة جديدة من التطوير والبناء. وفي موضوع آخر، كتبت يومية (الوطن الآن) أن المعركة التي بدأتها القوات العراقية لاستعادة مدينة الحويجة ثاني أكبر مدن محافظة كركوك من قبضة تنظيم (داعش)، تثير مخاوف حقيقية حول مستقبل كركوك، لأن استعادة الحويجة ستؤدي إلى تقسيم المحافظة بين القوات العراقية التي ستتمركز في الحويجة وقوات كردية تتمركز في بقية المحافظة. وقالت الصحيفة إن سياسيين عراقيين لا يستبعدون تقسيم كركوك إلى محافظتين وهما كركوك والحويجة باعتباره أحد الخيارات المطروحة في مداولات القوى السياسية الرئيسية في العراق لتفادي استمرار الخلاف بين بغداد وأربيل، وتجنب سيناريو عمل عسكري بين الطرفين. وفي الشأن اليمني، أكد مقال في يومية (عكاظ) تحت عنوان "تأخر الحرب في تعز"، أن اقتحام ميليشيات الحوثيين للمدينة "بعث مخزونا تاريخيا من الأحقاد ومشاعر الظلم، وتم استغلاله لتصفية إرث مذهبي ومناطقي تشكلت ملامحه على امتداد عقود طويلة"، لافتا الانتباه إلى أن موقع تعز الجغرافي وكتلتها البشرية الكبيرة تجعل كثيرا من القوى اليمنية خارج المحافظة غير حريصة وغير راغبة بأن ينفرد فريق بعينه بالسيطرة على مجريات الأمر داخلها لضخامة التأثير الذي سيحدثه على الخارطة السياسية اليمنية. وفي قطر، واصلت الصحف المحلية، في افتتاحياتها، متابعة تفاعلات الأزمة الخليجية الراهنة، مستحضرة جانبا من تدخلات مسؤولين قطريين بنيويورك خلال الأنشطة المنظمة على هامش اجتماع الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة. فتحت عنوان "دعم قطري متواصل للشعب السوري"، كتبت صحيفة (الشرق) أن ظروف الأزمة الخليجية الراهنة "لم تنس قطر قضايا أمتها العربية والإسلامية، ولم تنشغل (...) عن محاولة إصلاح البيت العربي، وحل قضايا الشعوب، ودعم تطلعاتها"، مشيرة الى أنها "لم تتوقف لحظة عن دعم الشعب السوري وتطلعاته المشروعة"، وأن موقفها كان "منذ مطلع اليوم الأول لثورته (...) واضحا وثابتا لم يتبدل ولم يتغير". واستحضرت تذكير وزير الخارجية القطري، في الاجتماع الوزاري المنظم حول الأزمة السورية على هامش أعمال الجمعية العامة الأممية، بحجم تعهدات ومساعدات مادية وعينية قطرية "وصلت الى اكثر من 1.6 مليار دولار، كان آخرها تعهداتها في مؤتمر بروكسل بتقديم 100 مليون دولار"، وأيضا بحرص قطر في كل الاجتماعات ذات الصلة على حث المجتمع الدولي على "التأكد من ايصال هذه المساعدات إلى الشعب السوري والتصدي لأي جهة تعرقل" ذلك. ومن جهتها، نوهت صحيفة (الوطن) بإشارة وزير الاقتصاد والتجارة القطري، في جلسة حوارية نظمت بنيويورك، الى أن بلاده "قدمت للعالم أنموذجا مرموقا لكيفية مواجهة التحديات الطارئة، بفضل اتباعها لخطط استراتيجية ناجعة، ووضعها لخطط استباقية متميزة، لمواجهة كافة الأزمات والمشكلات". أما صحيفة (الراية) فأشارت الى أن واقع حال ما وصلت اليه الأمور بات يستدعي جلوس أطراف الأزمة الخليجية الى طاولة الحوار دون شروط.