بعد خروجهم للاحتجاج بشكل يومي منذ أسبوع تقريبا، من أجل المطالبة ببناء حجرتين دراسيتين للمستويين الأول والثاني، وتوفير حافلة للنقل المدرسي لنقل أبناء دوار "أولاد أعمامو" الذي يبعد عن وسط مدينة زايو، التابعة لإقليم الناظور، بحوالي كيلومتر ونصف الكيلومتر، تدخلت عناصر الأمن ضد المحتجين. وعرف التدخل إغماءات وسط نساء محتجات، وانهيارا عصبيا لقائد الاحتجاج سعيد العيلي، بعد منع المسيرة التي انطلقت من الدوار نحو الطريق الوطنية رقم 02، متجهين نحو مقر عمالة الناظور مشيا على الأقدام؛ فيما جرى نقل المصابين على وجه السرعة على متن سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية صوب المستشفى الإقليمي. وكشف السكان، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن رجال أمن بزي مدني عملوا على اعتقال الناشط سعيد العيلي من داخل المستشفى الإقليمي للناظور، فور وصوله إلى المستعجلات، وجرى اقتياده إلى مقر تابع للمنطقة الأمنية بالناظور ووضعه رهن الحراسة النظرية. وأكد مصطفى منصور، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن "سعيد العيلي دخل في إضراب عن الطعام منذ ليلة البارحة، فور علمه أنه سيتم تقديمه على أنظار العدالة بتهم التحريض على الاحتجاج وقطع الطريق العمومية". وأضاف محمد أبغي، عضو بالجمعية الحقوقية نفسها، أن سكان دوار أولاد اعمامو يعيشون ظروفا غير إنسانية، مشيرا إلى أن "أزيد من 100 امرأة وتلميذ وتلميذة، ومجموعة من الأطفال الرضع، باتوا في العراء أمام مقر مفوضية الشرطة، مطالبين بإطلاق سراح الناشط العيلي". وزاد الفاعل الحقوقي ذاته أن احتجاج سكان دوار أولاد اعمامو انطلق منذ أزيد من أسبوع؛ وواصل: "للأسف لم يتحاور معنا أي مسؤول، وهذا يتنافى مع خطابات الملك محمد السادس"، وفق تعبيره المتحدث. من جهتها، تساءلت زوجة سعيد العيلي، في تصريح لهسبريس، قائلة: "هل من يخرج للاحتجاج من أجل توفير قسمين للتلاميذ والنقل المدرسي، يعتقل ويزج به في السجون؟". كما استغربت المتحدثة من سبب اعتقال زوجها، وطريقة اعتقاله من المستشفى الإقليمي، ف"بعد أن قصد المؤسسة الاستشفائية طلبا للعلاج وجد نفسه مكبل اليدين، ويتم اقتياده إلى مخفر الشرطة"، تقول الزوجة. وقال سمير المزاري، من سكان دوار أعمامو، إن المحتجين تلقوا وعودا خلال اجتماعهم بمسؤولي قطاع التعليم، بحضور نقابة فيدرالية التعليم وأعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بزايو وعدد من أولياء وأباء التلاميذ، على أساس أن المشكل سيجد طريقه إلى الحل مع بداية الموسم الدراسي الحالي، وسيستفيد تلاميذ قاطني دوار أعمامو من النقل المدرسي؛ غير أن "المسؤولين بمديرية التربية الوطنية والجماعة الحضرية لزايو لم يلتزموا بالوفاء بالوعود"، وفق قوله. جدير بالذكر أن سكان دوار أعمامو يعتزمون خوض احتجاجات تصعيدية في حالة عدم الاستجابة للمطالب التي ينادون بها، وذلك من خلال مجموعة من الأشكال الاحتجاجية على رأسها مقاطعة الدراسة وإعلان سنة بيضاء لجميع المستويات.