يشرع قريبا المخرج مصطفى الشعبي في تصوير أول فيلم سينمائي ناطق بأمازيغية الريف ، معززا بذلك الريبيرتوار السينمائي الأمازيغي و مساهما في إقحام أمازيغية الريف و للمرة الأولى في المشهد السينمائي الوطني ، و الفيلم الذي يحمل عنوان " ايزري ن-تمورت" ( أنشودة الأرض) دراما اجتماعية تحاول رصد العلاقة الأنطولوجية و القدسية التي تربط الإنسان بالأرض و ما لحق بها من تحولات ، و ذلك من خلال تجليات كثيرة من المعيش اليومي تمت صياغتها في قالب حكائي درامي ، كما تحاول أيضا و من خلال بنية القصة و تسلسل الأحداث الكشف عن بعض مظاهر التحول التي طرأت على المجتمع الريفي جراء الإنتقال إلى العيش بالمدينة و ذلك على مستويات مختلفة أبرزها إنتاج سلم قيمي يطغى عليه البعدان الفرداني و المادي بشكل مخيف ، إضافة إلى تراجع ظاهر لقيمة عدد من مكونات التراث الأمازيغي ( الشفوية غالبا) في سوق الممتلكات الرمزية. "" يحكي الشريط باختصار شديد، قصة شاب ريفي يتيم ، ورث عن والده حقولا كثيرة أثارت طمع عمه الفقير الشديد الخمول ، حيث سيستغل العم أرض أخيه لسنوات طويلة ، متذرعا بحجة رعايته لابن أخيه القاصر. ما أن يشب الفتى و يشتد عوده حتى يضطر للهجرة من القرية بسبب حدث طارئ . يحمل الفتى جرابه و يتوجه إلى المدينة ، حيث سيكتشف عالما جديدا لا عهد له به ، عالما كثير الأضواء و شديد الصخب . بريق المدينة سيخفت في أعين الشاب في غضون أشهر قليلة من مقامه بها ، خاصة بعد أن تمادى مشغله في استغلال طيبوبته و سذاجته ، الخلاص هذه المرة لن يأتي من غير" تازاغين" ، القلعة التي ستلقي به في غضون ساعات من الإبحار إلى الفردوس الإيبيري ، هناك... في تلك القرية الساحلية ، تنتظره المفاجأة ... ختاما تجدر الإشارة الى أن قصة الشريط قد كتبها مصطفى الشعبي ، بينما قام جمال أبرنوص بكتابة السيناريو و الحوار ، أما مهمة التمثيل و تشخيص الأدوار فستعهد لثلة من الممثلين الواعدين على الساحة المسرحية بالمنطقة ، هذا بالإضافة طبعا إلى عدد من الأسماء المعروفة على الصعيد الوطني منهم الفنان عمر السيد/ محمد البصطاوي/جواد السايح .مهمتها تقديم السند لهذه المواهب .