لا حديث منذ أسابيع للأوساط الطبية إلا عن خصاص مهول يجتاح البلاد في بعض الأدوية الأساسية للإنسان، فللقاح « Serum anti-d » لا وجود له بصيدليات المملكة أو لدى موزعي الأدوية، أضف إليه بعض أنواع الأنسولين « Mixtard » و « Insulatard »الأكثر استعمالا من طرف المرضى بالسكري، و الدواء « Néomercazol » المضاد لاختلالات الغدة الدرقية...و اللائحة قد تطول قريبا. "" و قد اجابت السيدة وزيرة الصحة ي ياسمينة بادو (الصورة) وم 07/11/2007 عن سؤال شفوي لمجموعة من النواب البرلمانيين في موضوع خصاص اللقاح المضاد لآثار اختلاف عامل الريزوس بين الأزواج بان المغرب سيستورد في ظرف أسبوعين 5000 لقاح و ذلك لدرء الخصاص في هذا المجال و أن السبب الرئيسي للمشكل هو كون احد مصانع الأدوية الذي يعتبر الممون التقليدي للمغرب قد أوقف تصنيعه. و اليوم وبعد عشرين يوما من تصريح السيدة الوزيرة لم تتغير الحالة و ما زلنا نعيش الخصاص،ما لم تجب عنه السيدة وزيرة الصحة هو مصير الأطفال الذين شاء لهم القدر أن يولدوا في فترة الانتظار، من المسئول عن الوفيات "هذا في أحسن الأحوال و ارحمها" أو عن التشوهات التي سيتحملون تبعتها ردحا من الزمن، أم تشاء السيدة الوزيرة أن نضيف إلى مآسينا معاقين جدد ... ما لم تقله السيدة الوزيرة، أننا نعيش صحة بسرعتين، فغالبية أغنياء البلد يقتنون ما شاءوا من أدوية من صيدليات مدريد وباريس و يجدون من يحمله لهم غاضين النظر عن القوانين المنظمة لاستيراد الأدوية فالمسألة بالنسبة للجميع مسألة حياة أو موت، أما الفقراء " فليلجئوا للدعاء" و الصحة كانت و ما زالت "بيد الله" ببلدي. كان الأجدر بوزارتنا و كافة العاملين في قطاع الصحة الإنجابية أن يستبقوا الأحداث، وبناء على إحصاء بسيط تحديد عدد الحالة المستلزمة لدواء ما و مراقبة المخزون المتواجد بالبلد و هو أمر متيسر لو كانت لدينا سياسة صحية واضحة تشرك جميع المتدخلين في القطاع من أطباء و صيادلة و مساعدين في اتخاذ القرار،الحقيقة أننا لم ندرك بعد أفرادا و مؤسسات قيمة العمل على الوصول إلى الاكتفاء الذاتي على الأقل على مستوى الحاجات الأساسية من الغذاء و الدواء، فلا كرامة لشعب يمكن أن ينقطع عنه الغداء أو الدواء لمجرد تقلبات السوق و أهواء المتحكمين فيه،قد يجيب البعض بأننا نصنع في المغرب 70% من الدواء الذي نستهلكه بل و نصدر 10% من إنتاجنا إلى أوروبا وإفريقيا، لكننا كما يبدو من توالي الأزمات في مجال الصحة أننا لا نصنع الأدوية الأساسية التي تبقى في يد الممون الأجنبي يوقف تصنيعها وقتما يشاء و يعرض أبناء المغرب "عفوا أبناء الفقراء" للموت أو الإعاقة ،وكل الأرقام التي تنشر عن انجازات كبرى تبقى مجرد وهم ما دام طفل واحد في أية بقعة من المملكة لا يصله الدواء في الوقت المناسب و بالثمن المناسب.