بكلمات متثاقلة ومتلعثمة، وبوجه شاحب جراء الدوار الذي يزوره بين الفينة والأخرى، وبجسد متعب أنهكه السرطان، يسرد زيد أومهان، البالغ 34 سنة، حكاية المعاناة التي يعيشها منذ أن أقعده المرض في بيته المهترئ، حارما أبناءه الصغار من معيلهم الوحيد. في بيته القديم المهترئ، والذي يكاد ينهار من تواتر ثلوج مواسم الصقيع بدوار إيست غرغور، الواقع بمنطقة تونفيت، البعيدة عن مركز زايدة ضواحي ميدلت بحوالي 76 كيلومترا، يقطن زيد رفقة زوجته وأطفاله. بوجه متعب جراء الآلام التي تنخر رأسه، يحكي زيد عن اللحظة التي اكتشف فيها إصابته بالسرطان، ويسرد معاناته في لقاء بهسبريس، قائلا: "كنت أعاني من آلام على مستوى الرأس لا تطاق، إلى درجة كانت تفقدني الوعي بشكل مستمر". ويكمل زيد حديثه لهسبريس: "رغم كل التعب الذي رافق تلك الأوجاع، لم أتوقع يوما أن مرضي سيكون عبارة عن ورم قاتل لم أعرفه في البداية حتى شرح لي أحد الأطباء بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس طبيعته، وأكد ضرورة إجرائي عملية جراحية مستعصية". "عندها أدركت خطورة الورم الذي أحمله بدماغي... مكثت بالمستشفى لمدة ثلاثة أشهر، لكن وضعي ظل على حاله، ولَم أخضع للعملية الجراحية اللازمة لاستئصال ذلك المرض الخبيث، بحجة عدم تمكني من دفع مصاريفها، فقام الأطباء بتسريحي من المستشفى"، يقول زيد في اللقاء ذاته مع هسبريس، وزاد: "منذ أربعة أشهر وأنا أكتفي بمسكن للآلام لتخفيف وجعي ووهن جسدي". وإلى جانب معاناته وآلامه، يعاني زيد وأسرته الفقر والحرمان..يستطرد في حديثه للجريدة: "استثمرت كل ما كسبته من تعب في شراء هذا البيت، لكن صاحبه تراجع بعدما دفعت له كل ما أملك، وهددني بالطرد وقام بسرقة أغراضي الشخصية، ورفع دعوى قضائية ضدي بدعوى أن البيت ملك لإخوته". وفِي لحظة غادرة التأم فيها الفقر المدقع والمرض الخبيث، وأصبحت الأسرة في مهب الريح، بدون مأوى وبدون توفرها على أبسط شروط العيش، يقول المتحدث ذاته: "أنا وأطفالي مهددون بالتشرد، فالمرض منعني من الاشتغال لكسب قوت يوم صغاري، ولَم أتمكن من استئجار بيت يأويهم من غدر الزمن". وبعدما أغلقت جميع الأبواب في وجهه، يناشد زيد وزارة الصحة قائلا: "لم يتبق لي سوى اللجوء إلى الوزارة الوصية لتوفر لي العلاج لأتخطى أزمتي الصحية". للتواصل مع زيد أومهان: 0677572855