اشتد عليه وهن جسده ولم يجد غير خالقه ليشكي له همه وألمه؛ فالرجل الذي كان عاملا في فرن شعبي ذا بنية جسدية قوية يهبه سكان الحي، أصيب بمرض قاتل جعل من جسمه جثة مع وقف التنفيذ. عبد العزيز لعوف أصيب قبل عشرة أعوام بمرض السل. الداء خرب جسده وأطرافه وتسبب له في فقدان نصف رئته، بعدما استأصلها أطباء مستشفى السويسي في عملية جراحية، لتنفتح على إثرها في وجهه أبواب سلسلة من المشاكل الصحية اللا محدودة. قبل سبع سنوات من الآن، اضطر الرجل الى إجراء خمس عمليات جراحية لترميم تقب بصدره نتج عن تكون قيح برئته، لكن تلك العمليات باءت بالفشل جراء عدم توازن السكري بدمه، ما تسبب في تعفن أطرافه الداخلية إلى درجة أصبحت تنبعث منها رائحة كريهة لا تطاق. وفي لقاء عبد العزيز بهسبريس، ظهر في الوهلة الأولى وكأنه بصحة جيدة ولا يعاني من أي مشكل، قبل أن ينزع ملابسه بمساعدة زوجته ويكشف عن الثقب الغائر المتكون بالجهة اليسرى من جسده في مشهد صادم تقشعر له الأبدان. ثقب غائر ورائحة كريهة وتعفن بلون أسود وقيح يملأ الضمادات... بكلمات متلعثمة وعينين تملؤهما دموع الحسرة على جسد فقد ملامحه، اشتكى عبد العزيز الفاقة التي عجلت بوصوله إلى حافة النهاية. من داخل جناح الأمراض الصدرية، وبغرفة تحوي أكثر من 8 أشخاص فرقتهم أسباب التواجد هناك وجمعتهم المعاناة من مرض راح ضحيته عدد من الشباب والأطفال في زمن لم يتوفر فيه المغرب آنذاك على إمكانيات وأدوية للقضاء عليه، يحكي عبد العزيز، البالغ 48 عاما، في لقائه بهسبريس، عن معاناته من مرض السل وتبعاته قائلا: "كنت بصحة جيدة قبل أن أصاب بهذا المرض الذي قلب حياتي إلى جحيم حقيقي وتسبب لي في مشاكل مادية زادت من تأزم وضعي النفسي والاجتماعي". واسترسل المريض في سرد معاناته موردا: "وحدها زوجتي من تتكبد عناء السفر والتنقل من مراكش إلى الرباط لرؤيتي، وفي ظل غياب الحل لجرحي الغائر خضعت لخمس عمليات جراحية ترميمية تلت عملية استئصال الرئة، لكنها باءت جميعها بالفشل". بدموع أبت أن تجف، تسرد زكية داكير قصة معاناة زوجها في لقائها بهسبريس قائلة: "معندنا لا حنين ولا رحيم من غير الله سبحانه... أصرف على أولادي من ربحي القليل الذي أجنيه من تجارتي بالخبز وقطع الحلوى المغربية". تكمل حديثها ويداها ترتجفان: "أناشد ذوي القلوب الرحيمة لمساعدتي في انتشال زوجي من هذه الحالة؛ فأنا لا أتصور حياتي بدونه. هو سندي الوحيد ومعيل أسرتي الصغيرة". بوجهها الشاحب ومعالم الشقاء البادية على ملامحها، تستطرد الزوجة المكلومة: "أترك ابني البالغ 21 سنة وابنتي الصغيرة في بيتي الكائن بابيلان درب بوطويل يامنة بوزيد 200 بمراكش، بدون مأكل ولا مشرب، وأوفر كل ما أجنيه من بيع الخبز لأدفع مصروف التنقل إلى زوجي المريض". لمساعدة عبد العزيز في محنته وانتشال أسرته من الفقر المدقع، المرجو التواصل مع زوجته: زكية داكير Zakia Dakir على الرقم الهاتفي: 0666197216