لم تتوقع نورة ذات التسع سنوات أن تتحول حياتها إلى عذاب، بعدما شخّص الأطباء مرضها وحددوه في ورم خبيث في الرأس، يحتاج عملية جراحية لاستئصاله، لتستأنف الطفلة حياتها بشكل طبيعي. نورة، التي قصدت أول الأمر مستشفى مولاي علي الشريف بالراشيدية ثم انتقلت في ما بعد إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، لتحال بعدها إلى مستشفى دار الحياة لإيواء مرضى السرطان القاطنين في أماكن بعيدة عن المستشفيات ويتابعون بها العلاج؛ توجد حاليا في منزل والدها بدوار إنزاكن بمشيخة أيت حديدو إقليم تنغير، منتظرة موعد إجرائها عملية جراحية في 10 شتنبر المقبل، على أمل أن تتكلل بالنجاح وتعيش طفولتها، على غرار باقي الطفلات الأخريات، بشكل عادي، وتلتحق بمدرستها (المستوى الثاني ابتدائي) التي انقطعت عنها لمدة سنة كاملة، جراء المرض الذي ينهش جسمها الصغير. والد الطفلة الذي يعاني عجزا في النطق، إلى جانب معاناته من قلة ذات اليد التي عمقت مأساته، لم تتمكن هسبريس من التواصل معه بشكل سلس، لتضطر ابنة أخيه إلى أن تحكي للجريدة تفاصيل السرطان، الذي قلب حياة نورة رأسا على عقب وعكر صفو مزاجها. وما زاد الطين بلة، وفق كريمة، في اتصال هاتفي بهسبريس، "وفاة والدتها منذ شهرين تقريبا بسبب مرض فلذة كبدها، الذي نزل عليها كالصاعقة وعجل بمفارقتها الحياة. ولم يشأ والدها إخبارها بهذا النبأ الأليم حتى لا يتدهور وضعها الصحي". وفي هذا السياق، قالت كريمة في التصريح نفسه، "إنه في حالة لم تُجر نورة العملية في مستشفى الدولة، فإن الأب سيكون مطالبا بما قدره 20 مليون سنتيم لإجراء العملية لابنته في المصحات الخاصة؛ وهو المبلغ الذي سيكون الوالد، دون شك، عاجزا عن توفيره، لأنه مجرد راعي غنم في السابق، وبالكاد يوفر قوت يوم أسرته. أما اليوم فهو عاطل عن العمل، لأنه منهمك بمرض ابنته، التي ينخر السرطان جسدها النحيف ويطيل معاناتها مع الألم". وأمام هذا الوضع، حسب تصريح كريمة، لا يطلب والد نورة سوى مساندته وتقديم يد العون، بغية مسايرة مصاريف العلاج والتداوي، حتى يتسنى لابنته تجاوز محنتها وترجع الابتسامة إلى محياها الصغير. رقم والد الطفلة نورة: 0641763546