سجلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، بقلق شديد، تباطؤ التحقيق في وفاة طفل داخل مصحة خاصة بالمدينة ذاتها، بعدما نقل إلى جانب شقيقه الصغير البالغ من العمر 6 سنوات ووالدهما، إثر تدهور حالاتهم الصحية جراء تعرضهم لتسمم جماعي نهاية الأسبوع المنصرم، نتيجة تناولهم وجبة سريعة. وطالبت الهيئة المذكورة، في بلاغ لها توصلت به هسبريس، بتحديد المسؤوليات في هذا الحادث المأساوي؛ بدءا من المسؤولية الفعلية والمباشرة للمتسبب في حالة الوفاة، وانتهاء بمسؤولية كل من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمندوبية الإقليمية للصحة والسلطة المحلية وباقي المؤسسات المخول لها دور مراقبة جودة وسلامة ما يتم عرضه للعموم. كما طالبت الجمعية ذاتها بإجراء تحقيق جدي في هذا الحادث الأليم، وترتيب الجزاءات القانونية المترتبة عنه، لتشمل كل من ثبت في حقه أي تقصير في ضمان سلامة ما يتم عرضه للعموم من مأكولات ومواد غذائية، وتنظيم هذا القطاع غير المهيكل الخاص ببيع وعرض وتوزيع المواد الغذائية والوجبات السريعة، وتوفير البنية اللائقة لمزاولته من وسائل للعرض وتبريد وحفظ. "تكثيف المراقبة ومداومتها على كل ما يعرض للعموم، ووضع خط الهاتفي للإبلاغ عن الاختلالات التي يسجلها المستهلك"، مطلب آخر سجله التنظيم الحقوقي نفسه إلى جانب غياب أدنى شروط الجودة والصحة في ما يتم عرضه بقارعة الطريق ومعظم المطاعم الشعبية بكافة أحياء وأزقة مراكش، من خلال طريقة عرضها وشروط التخزين وغياب التبريد، في ظل حرارة تتجاوز 40 درجة، حسب لغة البلاغ عينه. واستنكرت الوثيقة المشار إليها عدم تقديم المساعدة للأسرة من لدن المركز الاستشفائي محمد السادس؛ وهو ما دفع المصابين إلى التوجه إلى مصحة خاصة، وغياب المراقبة واقتصارها على بعض الأحياء السياحية؛ وهو ما يتناقض مع الحرص على قدسية الحق في الحياة، والسلامة الصحية لكافة المواطنات والمواطنين بمدينة مراكش. في المقابل، أوضح هشام نجمي، المدير العام للمستشفى الجامعي محمد السادس، في تصريح لهسبريس، أن أفراد هذه الأسرة زاروا المؤسسة الاستشفائية المذكورة، بورقة تحمل العلاجات، وبعدها غادروا المشفى، كما هو مسجل في الوثائق الرسمية، مؤكدا أن المعنيين لم يعودوا إلى المركز بعد أن أصبحت حالتهم جد صعبة. وفي السياق ذاته، قال عمر الصباني، مندوب وزارة الصحة: "وفي انتظار نتائج النهائية لتحاليل المختبر الجهوي، تم التنسيق مع المصالح المختصة، وسيتم تكثيف دوريات المراقبة وتحسيس المواطنين بخطورة تناول مأكولات مجهولة المصدر، والمحضرة بطريقة عشوائية". هسبريس ربطت الاتصال أيضا بالمدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، فوجدته في اجتماع بولاية جهة مراكش، لمناقشة الموضوع المومأ إليه. وفي هذا الإطار، أكد إطار مسؤول من الهيئة نفسها أن عينة من الوجبة المذكورة سترسل إلى المختبر لتحليلها، وبعدها سيتم اتخاذ الإجراءات التي تنص عليها القوانين الجاري بها العمل في هذا الصدد، على حد تعبير مصدر هسبريس.