ارتفع عدد ضحايا التسمم الغذائي الذي تعرضت له أسرة بورزازات إلى ثلاثة أشخاص، بعد أن لفظت البنت الكبرى والتي تبلغ من العمر 10 سنوات أنفاسها الأخيرة اليوم الجمعة بإحدى المصحات الخاصة بمراكش. ولقيت آخر ضحايا التسمم الغذائي القاتل بورزازت مصرعها بعد أن تدهورت حالتها الصحية نتيجة خطورة التسمم الذي تعرضت له والذي أودى بحياة والدتها البالغة من العمر 30 سنة وأختها الصغيرة ذات الست سنوات بعد تناولهن لوجبة الإفطار فيما نجا الأب الذي تناول إفطاره بمقر عمله. وتوفيت البنت الصغرى بالمستشفى الإقليمي بورزازات ساعات بعد إصابتها بالتسمم، يوم الإثنين 5 يونيو الجاري، فيما توفيت الأم بعد أربعة أيام من إدخالها إلى قسم الإنعاش بالمستشفى العسكري ابن سينا بمراكش، ليتم نقل البنت الكبرى إلى إحدى المصحات الخاصة بمراكش لتلقى مصير أمها وأختها وتلفظ أنفاسها الأخيرة صباح اليوم الجمعة. وعلى إثر هذا الحادث، قامت الخلية الإقليمية لليقظة الصحية، على وجه السرعة، بتقصي وبائي للمنزل الذي تقطن به الأسرة، حيث تم أخذ عينات من الأطعمة التي تم العثور عليها بالمنزل وأرسلت على الفور إلى المعهد الوطني للصحة والمختبر الجهوي للتحاليل والأبحاث التابع للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من أجل القيام بالتحاليل المخبرية الضرورية. وكشفت وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أن التحاليل المخبرية التي قامت بها المختبرات المختصة على عينات من الأطعمة التي تناولتها الأسرة خلصت إلى أن التسمم الغذائي راجع إلى تناول الأسرة لمواد غذائية ملوثة بجرثومة سامة تسمى "كلوستريديوم بوتولينوم"، التي تلوث المنتجات الغذائية وتفرز سموم مضرة بصحة المستهلك. وأوضح بلاغ للوزارة والمكتب المذكور، تتوفر جريدة "العمق" على نسخة منه، أنه "تم رصد الجرثومة السامة بأطعمة تم العثور عليها بمنزل الأسرة السالفة الذكر، تنتمي لفصيلة البكتيريا العصيبة اللاهوائية والموجبة الغرام (bacille anaérobie à gram positif) وتنتج بويغات (spores) التي تعد وسيلة المقاومة لهذه البكتيريا"، مضيفا أن "تناول الأطعمة الملوثة بهذه الجرثومة يتسبب في اعتراض التواصل بين الخلايا العصبية والعضلية مما ينتج عنه شلل تدريجي للمستهلك حتى الممات".