فتحت المصالح الأمنية بمراكش تحقيقاتها وتحرياتها الأولية، تحت إشراف النيابة العامة، لتحديد جميع ظروف وملابسات وفاة طفل يبلغ من العمر حوالي 11 سنة، بإحدى المصحات الخاصة، جراء إصابته بتسمم بعد تناوله الوجبة الشعبية المعروفة بمراكش ب"الطورطيا". وكشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها الجهات المختصة لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أودت بحياة الهالك، وكادت تودي بحياة والده وشقيقه، أن الضحايا تناولوا "الطورطيا"، وهي عبارة عن خبز يتم حشوه بالبيض والبطاطس المسلوق و"الكاشير" والزيتون، ويجري بيعه بأثمان تتراوح بين خمسة وستة دراهم، ليجري أخذ عينة منها لإجراء تحاليل عليها والتأكد من سلامتها، في انتظار اتخاذ الإجراءات القانونية. وحسب مصادر هسبريس، فإن الخبرة التي أجراها المختبر الوطني للشرطة العلمية بمدينة الدارالبيضاء على بعض المأكولات الخفيفة التي كان يبيعها صاحب محل متخصص في "الطورطيا" بحي "باب تاغزوت"، في المدينة العتيقة لمراكش، كشفت أن الضحايا تناولوا مأكولات فاسدة وغير صالحة للأكل. وأضافت المصادر نفسها أن المصالح الأمنية بمراكش أوقفت صاحب المحل المذكور بعد إغلاقه بتعليمات من النيابة العامة المختصة، ليتم اقتياده إلى المصلحة الولائية للشرطة القضائية لإخضاعه لتدابير الحراسة النظرية، ومواجهته بتهمة تقديم مواد غير صالحة للاستهلاك، نتج عنها تسمم غذائي، في انتظار إحالته على القضاء. وكانت الوجبة الشعبية المعروفة بمراكش ب"الطورطيا" تسببت يوم الأحد الماضي في تسمم أزيد من 20 شخصا، ضمنهم الطفل الهالك ووالده وشقيقه، بعد ظهور مجموعة من الأعراض، كمغص حاد وحالات تقيؤ، ليتم نقلهم إلى مستشفى ابن زهر المعرف ب"المامونية" لتلقي العلاجات الضرورية. وعاشت مدينة مراكش مجموعة من حالات التسمم التي تعرض لها عدد من المواطنين، وتسبب بعضها في عدد من الوفيات، ما خلف ردود فعل متباينة في أوساط المجتمع المراكشي الذي ظل يطالب المسؤولين عن دوريات حماية المستهلك بضرورة التحرك لتكثيف المراقبة على السلع والمنتجات الغذائية، للتأكد من سلامتها وجودتها.