لفظ طفل، في ربيعه العاشر، بعد ظهر أول أمس الأربعاء، أنفاسه الأخيرة بإحدى المصحات الطبية الخاصة، جراء إصابته بتسمم بعد تناوله الوجبة الشعبية "الخبزة العجيبة"، وهي عبارة عن خبزة يتم حشوها بالبطاطس المسلوقة، والمورتديلا، والجبن، وقطع الزيتون، والمايونيز، فيما نجا والده وشقيقه ذي الخمس سنوات من موت محقق، بعدما تم نقلهما إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس وتلقيهما العلاجات اللازمة. وحسب مصادر مطلعة، فإن الوجبة الشعبية المعروفة بمراكش ب"الخبزة العجيبة"، تسببت يوم الأحد الماضي، في تسمم أزيد من 20 شخصا، بحي باب تاغزوت بالمدينة العتيقة لمراكش، بعد ظهور مجموعة من الأعراض كمغص حاد وحالات تقيؤ. وأضافت المصادر نفسها، أن المصابين الذين غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاجات الضرورية، أحيلوا على قسم الأمراض التعفنية بعد وضعهم تحت المراقبة الطبية لتتبع حالتهم الصحية، في الوقت الذي فتحت الجهات المختصة تحقيقا في الموضوع قبل تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات. وكشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها الجهات المختصة لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أودت بحياة الهالك، وكاد يودي بحياة والده وشقيقه، أن الضحايا تناولوا الخبزة العجيبة، التي يتم بيعها بأثمنة تتراوح ما بين خمسة وستة دراهم، ليجري أخد عينة منها لإجراء تحاليل عليها والتأكد من سلامتها في انتظار اتخاذ الإجراءات القانونية. وشهدت هذه الخبزة العجيبة خلال السنوات القليلة الماضية، انتشارا واسعا بمعظم الأحياء الشعبية بمراكش، في غياب أي تدخل من الجهات المختصة، بما في ذلك المكتب الصحي، حيث تباع في الشارع العام في ظل غياب وسائل حفظ المواد الغذائية المستعملة فيها خاصة المورتديلا والمايونيز. وسبق لهذه الأكلة أن تسببت السنة الماضية في تسمم حوالي 120 شخصا، ضمنهم 20 مصابا كانت حالتهم الصحية خطيرة جدا، إلا أن الأطقم الطبية بمستشفى ابن زهر تمكنت من إنقاذ حياتهم، فيما اضطرت إلى نقل طفلة لا يتجاوز سنها 09 سنوات إلى المستشفى العسكري ابن سينا بالرباط، بعدما تفاقمت حالتها وتلوثت دماؤها.