بحث تمهيدي فتحته الشرطة القضائية بمراكش في شأن تسبب وجبة سريعة شعبية،تُعرف باسم «الخبزة العجيبة»، في تسمم جماعي لعائلة مكونة من زوجين وطفلين، قضى أكبرهما سنا،حوالي الساعة التاسعة من ليلة الأربعاء الخميس،في إحدى المصحات الخاصة بالمدينة،متأثرا بالتسمم الغذائي،الذي بدأت أعراضه الأولى في الظهور عليه،مساء يوم الأحد المنصرم، ساعات قليلة بعد تناول الطفل «إسماعيل ويدات»،الذي لا يتجاوز عمره 10 سنوات،رفقة باقي أفراد عائلته، للوجبة الشعبية، عبارة عن خبزتين محشوتين بالبطاطس المسلوقة والجبن والزيتون ولحوم مرتديلا وصلصة «المايونيز»،والتي اقتنوها من بائع متجول بحي «باب تاغزوت» العتيق،وتناولوها بالحديقة المجاورة لمسجد «الكتبية» التاريخي،قبل أن يصابوا بمغص وإسهال حادين و تقيؤ شديد،اضطرهم إلى التنقل لمرّات متعددة،خلال الليلة نفسها،من منزلهم الكائن بالحي الشعبي «الزرايب» بمنطقة «باب الخميس»،إلى قسم المستعجلات بمستشفى «الرازي»،التابع للمركز الاستشفائي الجامعي «محمد السادس» بمراكش. العلاجات الأولية التي تلقتها العائلة بالمستشفى العمومي المذكور لم تُجد نفعا في الحد من آلام المغص،بل لقد تطورت أعراض التسمم الغذائي،بشكل متسارع،خاصة بالنسبة للطفل الأكبر سنا،الذي دخل في مرحلة متقدمة من المرض،إذ أصيب بحمى مرتفعة وفقد تدريجيا القدرة على الحركة و الحديث والتواصل بشكل طبيعي مع محيطه العائلي،ليتم نقله،حوالي الساعة الرابعة من صباح يوم الثلاثاء الفارط،رفقة والده،الذي يعمل مياوما، وشقيقه الأصغر،البالغ من العمر ست سنوات،إلى إحدى المصحات الخاصة بالمدينة،بإلحاح من بعض أقارب العائلة،الذين تحملوا أداء مبلغ مالي لإدارة المصحة كدفعة أولى على الحساب. مباشرة بعد نقله للمصحة دخل الطفل إسماعيل في غيبوبة،لم يجد معها الأطباء الخصوصيون من حل سوى إدخاله لقسم الإنعاش و إخضاعه هناك للتنفس الاصطناعي،وإجراء تحليل طبية أكدت بأن أعضاء حيوية من جسده توقفت عن أداء وظائفها،خاصة الكبد والكليتين،وهو ما دفعهم إلى إشعار بعض أقاربه بأن فرص نجاته معدومة،عازين تدهور وضعه الصحي،مقارنة مع والده وأخيه،إلى أنه تناول كمية أكبر من الوجبة السريعة،وهو ما أكده ل»أخبار اليوم» أحد أقارب العائلة،موضحا بأن إسماعيل كان يشعر بالجوع، بسبب نفوره الدائم من أكل لحوم أضحية العيد،ليضطر والداه إلى خوض رحلة بحث مضنية عن وجبة لابنهم في محلات الأكلات السريعة،التي أغلقت أبوابها بسبب الدخول الاضطراري لأصحابها في عطلة «العيد الكبير»،قبل أن يعثروا على صاحب عربة مختصة في بيع «الخبزة العجيبة». لم تخطئ توقعات الأطباء،فلقد دخل إسماعيل في مرحلة موت سريري انتهت،ساعات قليلة بعد ذلك، بإعلان وفاته،بشكل نهائي،ليتم نقل جثته إلى مستودع حفظ الأموات بباب دكالة،فيما لايزال والده،مصطفى ويدات،وشقيقه الأصغر،سليمان،يرقدان بالمصحة الخاصة. مصدر مقرب من عائلة الضحية أكد بأن الشرطة القضائية استمعت،صباح أمس،إلى إفادة والد الضحية،مضيفا بأن الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش أعطى تعليماته بإجراء تشريح طبي لجثة الضحية،وبتكليف المختبر الوطني للشرطة العلمية بالدار البيضاء بإجراء بعض التحليلات،في إطار التحقيقات الأمنية الجارية للكشف عن ملابسات هذا التسمم الغذائي الجماعي. /////////