وجه محمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، مذكرة إلى مدراء الأكاديميات الجهوية والمدراء الإقليميين ومدراء المؤسسات التعليمية، يحثهم فيها على جعل تحية العلم ممارسة منتظمة في بداية كل أسبوع وفي نهايته؛ وذلك تزامنا مع انطلاق الموسم الدراسي، الذي يصادف اليوم الخميس 7 شتنبر. وطلب حصاد من المسؤوليين المعنيين بتخليد تحية العلم بالنشيد الوطني الذي يبدأ بعبارة "منبت الأحرار" داخل المدارس التعليمية بصفة دورية ومنتظمة، "اعتبارا لما تخلفه في نفوس الناشئة من إحساس بحب الوطن والاعتزاز بالهوية الوطنية والتشبث بالثوابت والمقدسات"؛ وكذا لما يتضمنه النشيد الوطني المغربي "من عبارات الفخر بالتاريخ المجيد والحث على تلبية نداءات الوطن تحقيقا للتنمية والتقدم والعلا"، بتعبير الوثيقة. واعتبر الوزير هذه الخطوة "لحظة مهمة يعيشها التلاميذ والأطر التربوية والأساتذة العاملين بالمؤسسة التعليمية"، مطالبا إياهم ب"إيلاء عناية خاصة وفق ما يحمله هذا العلم والنشيد الوطني من دلالات ورمزية في نفوس المغاربة"، وفق صياغة المذكرة التي توصلت بها هسبريس. وفي هذا الصدد قال الدكتور عياد أبلال، الباحث السوسيولوجي، إن "المبادرة طيبة بالرغم من كون المذكرة قديمة جدا، وتعود لسنوات السبعينيات. لكن الأساسي الذي يجب على المدرسة المغربية أن تعرفه هو الارتباط بالوطن، الذي يجب ألا ينفصل عن القيم الوطنية، التي يجب أن تعاش"، وزاد: "لا يمكن أن ندرس القيم بالقدر الذي يجب أن نعيشها". "وحتى لا يبقى النشيد الوطني مجرد ترديد شفهي لا يعكس تلك القيم الكبيرة التي تربط المواطن بالوطن"، يضيف أبلال، "يجب على المنظومة التعليمية أن تخصص حيزا مهما في المنهاج الدراسي للتربية على المواطنة"؛ وفي هذا الصدد يرى أن "المواد الأساسية المدرسة، خصوصا في الابتدائي، تكاد تنفصل عن قيم المواطنة الحقيقية؛ وبالتالي يجب أن نعطي قيمة كبيرة على مستوى المنهاج الدراسي لغرس هذه القيم لدى الناشئة". وأضاف الباحث أن "ترديد النشيد الوطني وحده لا يكفي، بدليل أن عددا كبيرا من المواطنين يحفظونه عن ظهر قلب، ولكن لا يعرفون حتى دلالات الكلمات والألفاظ الواردة فيه"، معتبرا مسألة تخصيص مذكرة للنشد الوطني إيجابية، "ولكن لا يجب أن تكون منعزلة عن المهناج الدراسي باعتباره أساسيا في تكوين منظومة قيمية تربط المتعلم بوطنه وبالوطنية التي تعاش كقيم، ولا يمكن تحويلها إلى مجرد دروس شفهية مرتبطة بالحفظ". وختم الأستاذ الباحث والسوسيولوجي حديثه بالتشديد على أن النشيد الوطني "يجب أن يكون جزءا من منظومة تربوية تعطي أهمية كبيرة للتربية على المواطنة والتربية على حقوق الإنسان".. "لأنه لا يمكن للمواطن أن يشعر بأنه كامل المواطنة ويحس رابطة الانتماء إذا كان يجهل حقوق الإنسان ويجهل القيم الوطنية والكونية ومدى علاقته بوطنه. وكل هذه الأشياء لا يمكن أن تتأتى بمجرد ترديد النشيد الوطني"، يقول عياد أبلال. وأكد المتحدث ذاته أن المذكرة الوزارية الخاصة بتحية العلم بالنشيد الوطني مرتين في الأسبوع تحيلنا على ضرورة إعادة النظر في طبيعة المناهج المدرسية التي اعتبرها مرتبطة "بالتعليم".