اندلع شجار عنيف، يوم الأربعاء المنصرم، في أحد شوارع باريس، بين البرلماني الفرنسي من أصل مغربي مْجيد الكراب، ورئيس فدرالية الحزب الاشتراكي في الخارج، بوريس فوريس، نقل على إثره الأخير إلى المستعجلات. وحسب ما نقلته الصحافة الفرنسية فقد كان شارع بروكا في المقاطعة الخامسة في باريس مسرحاً لمشادات عنيفة بين الطرفين، بدأت كمحادثة عادية، لكن سرعان ما تحولت إلى تشابك بالأيدي. وتدخل بعض رجال الأمن لفض النزاع، ونقل الفرنسي بوريس فوراً إلى المستشفى، بعد إصابته بضربتين بالخوذة التي كانت لدى مجيد الكراب؛ وأشارت الصحافة إلى أنه نقل على وجه السرعة إلى العناية المركزة بعض إصابته البليغة. وأقر مْجيد الكراب، في تصريح لوكالة فرانس برس، بتعنيفه للفرنسي، مشيراً إلى أن ذلك "جاء رداً على شتائم عنصرية وتهديد جسدي تعرض له"، وأضاف: "أعتذر عن العنف الذي تسببت فيه، وأدين جميع أشكال العنف، وهو رد لم يكن مناسباً، وأتأسف لأني تعرضت للاستفزاز". وأشار البرلماني مجيد الكراب، الذي فاز بمقعد برلماني عن الدائرة الخاصة بفرنسيي الخارج ضمن حركة ماكرون، إلى الأمام، إلى أنه دافع عن نفسه بعدما أمسك بوريس بمعصمه، والشيء الوحيد الذي كان في يده الأخرى هي الخوذة. ونقلت الصحافة الفرنسية أن مْجيد الكراب يعتزم تقديم شكوى ضد الاعتداء الذي تعرض له، وأشار بعض من الذين عاينوا الحادث أن بوريس صاح في وجه الكراب ب"عربي قذر" "sale arabe". وأوردت الصحافة الفرنسية أن النزاع بين الطرفين يعود إلى عام 2016، حين غادر المغربي مجيد الكراب الحزب الاشتراكي من أجل الالتحاق بحركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وفي ماي 2017 نشر فوريس على مدونته على موقع "ميديابارت" مقالاً وصفه فيه مجيد الكراب بالانتهازي. وأدان الحزب الاشتراكي الفرنسي الاعتداء الذي طال فوريس، وقال في بيان له إن هذا العنف غير مبرر؛ في حين لم يدعم حزب الجمهورية إلى الأمام البرلماني مجيد الكراب، وأدان العنف الذي تعرض له فوريس رغم عدم تحديد ظروف هذا الحادث بعد، وقال إنه لا يمكن تبرير أي سلوك عنيف. وحكى الكراب، في "تدوينة" على صفحته "فيسبوك"، أمس الخميس، تفاصيل الحادثة، وأشار إلى أنه تعرض لاعتداء عنيف من قبل فوريس حين كان جالساً في مقهى، ليفاجأ به متوجهاً له مباشرة وهاجمه لفظياً وجسدياً، وصل حد إمساكه بمعصمه، ما جعله يقوم بردة الفعل العنيف لتجنب كسر يديه. وزاد الكراب: "تعرضت لاعتداء بدني، ولذلك دافعت عن نفسي، وذهبت للطبيب وأعطاني شهادة عجز لستة أيام، وأنا في حالة صدمة منذ أمس لأن هذا الوضع استمر لعام تقريباً". وأضاف الكراب أنه يعرف فوريس منذ سنوات حين كان عضواً في الحزب الاشتراكي، وعملا لفترة طويلة معا، واحتفظا بعلاقات ودية وأخوية، لكنها انتهت نهاية سنة 2016 بعد أن اختار المغربي الالتحاق بحركة ماكرون. وأشار الكراب إلى أنه منذ تلك الفترة تعرض لمضايقات مستمرة من طرف فوريس، عبر وسائل الإعلام المتعددة، باتهامه بخيانة حزبه السابق، وقال إنه يحتفظ بكل الأدلة على ذلك، بما فيها تهديده بالقتل، من أجل تقديمها للعدالة في الشكاية التي يعتزم تقديمها ضده أمام القضاء.