لقيت سيدتان مغربيتان مصرعهما، وأصيبت أربع أخريات، صباح اليوم، بفعل التدافع الشديد بالمعبر الحدودي "تراخال"، المؤدي إلى مدينة سبتة، الخاضعة للسيادة الإسبانية. وتم في الحين نقل المصابات إلى مستعجلات مستشفى الحسن الثاني بمدينة الفنيدق، حيث تلقين العلاج من إصابات متفاوتة الخطورة، في حين تم إيداع جثتي الهالكتين مستودع الأموات. ولم ينفع صراخ المشتغلات في التهريب المعيشي لوقف الفوضى والتدافع الذي شهده المعبر، إذ أورد شهود عيان لهسبريس أن الهالكتين تعرضتا للدهس والاختناق، معتبرين أن التنظيم يغيب عن المعبر الحدودي الذي يستقبل الآلاف من المواطنين بشكل يومي. مصدر هسبريس أورد أن الأمر يتعلق بكل من "ثورية البقالي"، من شفشاون، و"كريمة الرميلي"، من القنيطرة، مضيفا أن النيابة العامة أمرت بإخضاع الجثتين للتشريح الطبي من أجل تحديد الأسباب الحقيقية للوفاة. وشهد المعبر الحدودي خلال الساعات الأولى من صباح اليوم توافد عدد كبير من المشتغلين في التهريب المعيشي؛ وذلك لاستئناف أنشطتهم التجارية بعد أسابيع من التوقف عن العمل بفعل قرارات صادرة عن الجانب الإسباني تارة وتارة أخرى عن الجانب المغربي. سعيد السوسي، الناشط بمركز حقوق الإنسان بشمال المغرب، اعتبر في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن ما حدث بمعبر "تارخال" بباب سبتة كان متوقعا، "بالنظر إلى سوء التدبير والفوضى والازدحام الكارثي الذي تعرفه تلك النقطة الحدودية"، وزاد: "بالرغم من التحذيرات المتتالية لنشطاء حقوق الإنسان إلا أن السلطات الحدودية، خاصة بالجانب المغربي، لم تبد تحركا أو اهتماما كبيرا للعمل على تفادي حدوث وقائع مماثلة". وأضاف المتحدث: "إذا كان منع التهريب ورفض استمرار السماح بامتهان كرامة النساء "الحمالات" بباب سبتة هو المبدأ، فإن الواقع كان يفرض على السلطات إيجاد آليات تنظيمية وتقنية لتنظيم عملية الدخول إلى المدينة السليبة، مع العلم أن حوادث الدهس والموت التي حدثت مؤخرا كانت في نقطة الدخول نحو سبتةالمحتلة، أي في التراب المغربي". وشدد السوسي على أنه "لا يمكن عزل حوادث الدهس والموت عن تحكم مافيا التهريب في المعبر، حيث يقوم عناصرها، بتواطؤ طبعا مع بعض أفراد القوات المساعدة، بالتدخل في عملية الولوج، ما يخلق حالة من الازدحام والتدافع التي تؤدي غالبا إلى حوادث كارثية كما وقع هذا الصباح". وختم الفاعل الحقوقي تصريحه لهسبريس بالتأكيد على ضرورة تحمل الدولة المغربية كامل المسؤولية في مقتل النساء بمعبر تارخال، مشددا على أن "الموت الذي ينضاف إلى القهر والإذلال والإهانة سيستمر إذا لم يتم إيجاد حل عاجل لملف التهريب المنظم بمعبر باب سبتة"، وفق تعبيره.