تناولت الصحف الصادرة اليوم الجمعة ببلدان أوروبا الغربية موضوع الهجرة في أوروبا واندماج المسلمين بالإضافة إلى مواصلة اهتمامها بنتائج التحقيق في اعتداءي برشلونة بالإضافة إلى عدد من المواضيع الوطنية المتفرقة. ففي بلجيكا، تناولت الصحف اليوم أزمة التنقل في بروكسل جراء مجموعة من الأوراش واندماج المسلمين في أوروبا. وتحت عنوان " بروكسل تختنق تحت وطء أوراش تفتقد إلى التنسيق " كتبت (لاليبر بلجيك) أن وجود عدد من أشغال البناء بالعاصمة لا يوحي بمؤشرات جيدة بالنسبة للدخول المقبل. أما جريدة (ليكو) فقد اهتمت باندماج المسلمين في أوروبا تحت عنوان " اندماج المسلمين في تطور واضح ". وسلطت الصحف الضوء على دراسة أجراها معهد برتلسمان ستيفتنغ الألماني كشفت أن اندماج المهاجرين المسلمين يسجل "تقدما فعليا" في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وسويسرا والنمسا، رغم العقبات التي تقف أمامهم في ما يخص التعليم والعمل. وعلقت الصحافة الألمانية على هذه الدراسة حيث اعتبرت صحيفة "ماركيشه اودار تسايتونغ" أن نتيجة الدراسة تنطوي على رسالة هامة بخصوص موضوع الاندماج، مبرزة أنه "بعد الكثير من المشاق، يتعين التوقف للحظة والنظر الى الوراء عما تحقق، ألمانيا بالرغم من جميع المشاكل يحق لها الافتخار بقوتها في ما يتعلق بالاندماج". من جهتها ربطت صحيفة "بديشن نويستن ناغريشتن" التقدم المسجل في الاندماج بقوة سوق الشغل الالمانية، مسجلة ان الدراسة لم تأخذ بعين الاعتبار التطورات الاخيرة منذ أزمة اللاجئين مع قدوم دفعة جديدة من المسلمين، من بلدان اخرى ، على رأسها شمال افريقيا، متسائلة عما إذا كانوا سينجحون في الاندماج. وترى صحيفة "فرانكفورتر راند شاو" أن عملية الاندماج لا يمكن أن تكون أحادية الجانب، فهي تتطلب من المهاجرين الكثير ولكن أيضا من الفعاليات المؤثرة في المجتمع"، معربة عن أسفها لانتشار الصور النمطية تجاه المسلمين بالرغم من كونهم ألمان حيث يرفض مواطنون ألمان أن يكون لديهم جار مسلم. وبخصوص المشروع التجريبي لنظام المراقبة بقطار "زويدكرويتس" ببرلين، كتبت صحيفة "راين نيكار تسايتونغ" "مع تفهمنا للحاجة المتزايدة الى الامن، فانه لحد الان لم تمنع الكاميرات وقوع اعتداء، غير ان التسجيلات يمكن استعمالها لغرض الابحاث بعد وقوع الحادث،وهو السيناريو الاكثر واقعية". وحذرت صحيفة "راين بفالتس" من سوء الاستعمال هذا النظام لاسيما وأن غالبية الالمان يمكن ان ينجروا وراء امل الحصول على أمن اكثر. وانتقدت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" من جهتها هذا النظام معتبرة انه يمس الحقوق الشخصية والحقوق المدنية والحريات. وفي إسبانيا، واصلت الصحف تركيزها على نتائج التحقيق حول الخلية الجهادية التي كانت وراء اعتداءي كاتالونيا. وأكدت (إل باييس) أن أعضاء هذه الخلية ينتمون إلى " الجناح الأكثر تطرفا في صفوف الجهاديين "، والجناح المعروف تحت إسم التكفير والهجرة الذي تكفل بتلقينهم الألأفكار المتطرفة. من جانبها، أشارت (إل موندو) أن الشرطة البلجيكية كانت قد حذرت الشرطة الكاتالانية بأن إمام ريبول عبد الباقي الساتي، أراد الذهاب إلى برشلونة وطلبت معلومات بخصوصه بعدما تم رصد تطرفه. وافادت أن الملك فيليبي السادس سيشارك في مسيرة ضد الإرهاب غدا السبت ببرشلونة، مشيرة إلى أن هذه هي أول مرة يشارك فيها عاهل إسباني في هذا النوع من التظاهرات. وأكدت (لاراثون) أن مصالح الأمن الإسبانية بصدد التحقيق في خلايا مماثلة لتلك التي ارتكبت في هجمات على كاتالونيا تنشط في مدريد وإقليم الأندلس. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بزيارة رئيس الدبلوماسية البريطانية لليبيا، وتراجع عدد المهاجرين على المملكة المتحدة بسبب رحيل عدد من الأوروبيين عن البلد. وكتبت (الديلي تلغراف) أن زيارة بوريس جونسون لبنغازي هي الأولى من نوعها منذ 2011، حيث أجرى مشاورات مع عدد من المسؤولين الليبيين من بينهم فايز السراج رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي تحظى باعتراف المجموعة الدولية والتي تواجه معارضة المارشال حفتر والبرلمان في شرق البلاد. وفي موضوع آخر، أشارت (الديلي إيكسبريس) إلى تراجع عدد المهاجرين في بريطانيا إلى 246 ألف وصول في مارس، أي بانخفاض بلغ 81 ألف خلال 12 شهر الماضية حسب معطيات المكتب الوطني للإحصاء. وأرجعت الجريدة هذا التراجع بارتفاع عدد المهاجرين من بلدان الاتحاد الأوروبي الذين غادروا بريطانيا بسبب البريكزيت وتراجع الجنيه الاسترليني الذي قلص من قيمة التحويلات المالية نحو بلدانهم الأصلية. وانصب اهتمام الصحف الإيطالية على الاشتباكات العنيفة التي اندلعت أمس الخميس بين الشرطة ولاجئين كانوا قد احتلوا ساحة اندبندنس وسط العاصمة الإيطالية روما، متحدين بذلك أمر السلطات الإيطالية بمغادرة مبنى أقاموا فيه بشكل غير قانوني. وكتبت صحيفة "إل سولي 24 أوري" أن الفوضى عمت ساحة اندبندنس القريبة من محطات القطارات الرئيسية في مدينة روما ، حيث تناثرت ملابس وأغطية وقلبت صناديق قمامة وحطمت المقاعد البلاستيكية. وأشارت إلى أنه في محاولة لتهدئة الأوضاع، قررت لجنة أمنية شكلها عمدة مدينة روما عشية أمس الخميس ضمان الإقامة للاجئين و البالغ عددهم نحو 100 شخص لمدة ستة أشهر بدون أداء أي تكاليف، مضيفة أنه في نهاية هذه المدة سيتم عقد اجتماع بغرض التوصل إلى حل نهائي لهؤلاء اللاجئين. وعلقت صحيفة "لا ريبو بليكا " على تفريق قوات الأمن للاجئين بالقول إن "الأسلوب الذي اعتمدته الشرطة لم يكن مطلوبا في مدينة كروما"، موضحة أنه أثار موجة من الانتقادات طالت حتى وزير الداخلية ماركو مينيتي، حيث تعالت أصوات تطالبه بتقديم استقالته ، على الرغم من أنه، وفقا لمحافظ روما باولا باسيلون، "لم يكن مسؤولا عن طرد الاجئين من المبني". ونقلت الصحيفة عن النائب البرلماني ستيفانو فاسينا قوله إن" الشغل الشاغل وقلق الحكومة كان حيال إعادة ترتيب ديكور ساحة اندبندنس وسط روما و تنظيفها قبل عودة الرومانيين من عطلهم" ، بدل إيجاد حلول ، مشيرا إلى أنه سيقدم بشكل آني سؤالا برلمانيا لتوضيح أسباب هذا السلوك غير المسؤول". واعتبرت الصحيفة أن حل مشكل احتلال مبنى من قبل لاجئين ليس هو الطرد وإنما تقديم حلول بديلة. أما صحيفة "لا ستامبا" فقد تطرقت إلى الخرجات الإعلامية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومواقف إزاء بعض القضايا الأمريكية والدولية، لاسيما موقفه من أعمال العنف التي شهدتها مدينة شارلوتسفيل، بولاية فرجينيا. وحسب الصحيفة فإن ترامب "لديه شعور بالحاجة إلى العيش في جو أزمة مستمر حتى ولو تطلب الأمر افتعال أزمة وهمية والتلاعب بجزء منها " وأضافت أن الرئيس الأمريكي قد يخلق باستمراره على هذا النهج أزمات خطيرة وبشكل متنامي من قبيل نشوب حرب محتملة مع كوريا الشمالية التي توعدها ب"النار والغضب"، في تهديد للنظام الكوري الشمالي الذى رد عليه بإعلان عزمه اطلاق أربعة صواريخ قرب جزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادي. واعتبرت ان الرئيس الأمريكي المتسرع والغير متزن يقود البلاد نحو مشاكل صعبة ومزمنة يتطلب حلها الاهتمام بالتفاصيل والصبر والتبصر".