تصدرت نتائج الانتخابات التشريعية الإيطالية التي أفرزت اختراقا تاريخيا للشعبويين واليمن المتطرف، تعاليق وتحليلات الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بأوروبا الغربية ، والتي خصصت صفحاتها الأولى لتداعيات هذا الاقتراع الذي يثير قلق أوروبا برمتها . و في مقال بعنوان "إيطاليا مختبر السياسات" ، كتبت صحيفة (لاستامبا ) أن الوضع السياسي في إيطاليا أصبح "كالرمال المتحركة" ما جعل البرلمان في مأزق لم يسبق له مثيل سيكون له حتما تداعيات اقتصادية وسياسية ليس فقط على البلاد و إنما على أوروبا التي كانت تراهن على فوز سيلفيو برلسكوني أو ماثيو رينزي لوقف زحف اليمين المتطرف والشعبويين. و تساءلت صحيفة (لاريبو بليكا) عما "قام به الاتحاد الأوروبي، وخاصة في مجال الهجرة، لتجنب انتصار الشعبويين"، معتبرا أن "البلدان الأوربية قد تكون ارتكبت بعض الأخطاء " التي ساهمت في صعود قوة سياسة مناهضة للتكتل ، والآن ستضطر إلى التعامل مع السيناريو الجديد. واعتبرت اليومية أن ليس هناك حل يلوح في الأفق أو صورة واضحة المعالم لما ستؤول إليه الأوضاع "المريبة والمقلقة" حاليا في إيطاليا ، ليبقى المخرج الوحيد هو العودة لصناديق الاقتراع . و كتبت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) في مقال بعنوان " الشعبويين واليمين المتطرف ..أي مصير للحكومة" أن إعلان ماثيو رينزي أمس الاثنين عن استقالته من منصبه كأمين عام للحزب هدفه الأساسي إظهار للإيطاليين عجز خصومهم عن تشكيل ائتلاف حكومي وجعل الشعبويين و اليمين المتطرف يتصادمون مع الأرقام التي تفرزها صناديق الاقتراع والتي لن تحقق الأغلبية البرلمانية المطلوبة . وأضافت أن رينزي عبر صراحة أنه ليس لديه نية لدعم حركة خمس نجوم أو رابطة الشمال لتشكيل ائتلاف حكومي "، مضيفة أن رينزي أكد أمس خلال ندوة صحافية بأن الحزب الديمقراطي "لن يكون عكازا لحكومة مناهضة للنظام" و يفضل أن يكون حزبه في المعارضة". ونقلت عن رينزي قوله "أن الإيطاليين أرادوا أن نكون معارضين و هذا ما سنفعله"، معتبرة ان "الهزيمة التي مني بها الحزب كانت واضحة جدا". وسجلت أن الحزب الديمقراطي لن يقبل بالمشاركة في الحكومة المقبلة ، في الوقت الذي تتنافس فيه "حركة النجوم الخمس" و الرابطة اليمينية المتطرفة، على الأحقية بحكم ايطاليا ، مستبعدين في الآن ذاته قيام أي تحالف بينهما مناهض لأوروبا. وفي بلجيكا، أثارت (لوسوار) حالة عدم اليقين التي تسود في إيطاليا في عمود يحمل عنوان "إيطاليا : الشك والخوف ". وأوضحت أن " الشك ؟ هو حركة خمس نجوم " مضيفة أن هذا الحزب، المناهض للنظام والذي كان قد تحالف مع حزب اليمين المتطرف في بريطانيا بالبرلمان الأوروبي قبل أن يقوم بحملة مرنة تخلى خلالها عن فكرة الاستفتاء حول الخروج من منطقة الأورو، " لا محيد عنه لكن لا يمكن التنبؤ بخطواته ". أما بخصوص الخوف، فيجسده حسب الجريدة، زعيم رابطة الشمال ماتيو سالفيني، الذي يتمتع بكاريزما كبيرة. من جانبها، كتبت (ليكو) على عمودها أن أوروبا تراقب القوة الاقتصادية الثالثة في منطقة الأورو وهي تسير في طريق الشعبوية دون قياس انعكاسات هذا الانقلاب الجديد". وتحدثت (لاليبر بلجيك) عن " حجر في حذاء أوروبا " مشيرة إلى أن " الأمل في إعطاء انطلاقة جديدة للاتحاد الأوروبي، والتي بدأت في ماي 2017، بعد انتخاب ماكرون، تلقى ضربة موجعة " مضيفة أن الارتياح عقب التوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة الألمانية كان أم و علقت الصحف الإسبانية على نتائج هذه الانتخابات ، كتبت صحيفة ( البايس ) تحت عنوان ( انتصار الأحزاب المناهضة للنظام يقود إيطاليا نحو عدم الاستقرار " أن حركة ( خمسة نجوم ) الحزب الشعبوي وكذا رابطة الشمال المناهضة للأجانب وللتوجه الأوربي دخلت في تنافس محموم لتشكيل الحكومة دون أن تكون لها أغلبية واضحة . وأضافت الصحيفة أن إيطاليا وجدت نفسها بعد نتائج هذه الانتخابات تدخل مرحلة معروفة في تاريخها والموسومة بتفتيت وتعقيد تشكيل الحكومة مشيرة إلى أن أحزاب وسط اليمين حازت على 37 في المائة من أصوات الناخبين منها 17.4 في المائة لفائدة رابطة الشمال بينما حصدت حركة ( خمسة نجوم ) أعلى نسبة ب 32.7 في المائة من الأصوات . ومن جهتها أكدت صحيفة ( إلموندو ) أن إيطاليا " أضحت بعد النتائج التي أفرزتها هذه الانتخابات أول بلد أوربي تفوز فيه الأحزاب السياسية المناهضة للنظام بأكثر من 50 في المائة من الأصوات " مشيرة إلى أن البلاد " التي كانت تعد مختبرا سياسيا بامتياز تحولت من جديد إلى حقل كبير للتجارب " . وأوضحت أن إيطاليا " دخلت بالفعل مرحلة لم تكن معروفة بالمطلق في القارة العجوز على الأقل منذ الحرب العالمية الثانية " . وتعليقا على نتائج هذه الانتخابات كتبت صحيفة ( لاراثون ) تحت عنوان " أوروفوبيا أو الخوف من أوربا .. نصف الإيطاليين يصوتون ضد الاتحاد الأوربي " أن الانتصار الذي حققته حركة ( خمسة نجوم ) ورابطة الشمال وعدد الأصوات التي حصلت عليها والتي تجاوزت بكثير ما حصده حزب سيلفيو برلسكوني " شكلت بحق كارثة " . وقالت إن أهم مرشح لليسار وهو الوزير الأول السابق ماطيو رينزي قدم استقالته من رئاسة الحزب الديموقراطي بعد الإعلان عن نتاج هذه الانتخابات خاصة وأن حزبه لم يحصل سوى على 18 في المائة من الأصوات . وفي ألمانيا، علقت صحيفة "دي تاغس تسايتونغ" على فوز حركة "خمس نجوم" قائلة انه بحصولها على ما يقرب من 33 في المئة، فهي حتى الآن أكبر حزب في البلاد، لكنه بالنظر الى إلى هذه الأرقام، فانه لا سبيل إلى تشكيل حكومة في روما. وأبرزت اليومية أن الدوافع وراء هذا الاختيار واضحة اذ يأمل الناخبون في أن تحقق حركة خمس نجوم تغييرا جذريا في البلاد، في السياسة، وفي ظروف معيشتهم الخاصة. من جانبها، ترى صحيفة "فرانكفورتر روند شاو" أن إيطاليا صوتت ويجب أن تكون النتيجة إشارة إنذار للاتحاد الأوروبي، الفائزون هم الشعبويون من اليسار واليمين، حركة خمس نجوم هي أكبر قوة سياسية، ورابطة الشمال فازت في تحالف يمين الوسط. وأكدت الجريدة ان الفائز في هذه الانتخابات هي الاحزاب المناهضة للنظام، وأكبر خاسر هي الديمقراطية، وانه لا يمكن لاي حزب ولا تحالف حزبي لوحده تشكيل حكومة، مما يتعين عليهم الدخول في ائتلافات، مشيرة الى ان إيطاليا تواجه مرة أخرى فترة صعبة من عدم اليقين السياسي. وذكرت صحيفة "لاندزتسايتونع" أن تراجع الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في أوروبا بات من الصعب ايقافه ، مضيفة ان أولئك الذين يتحدثون فقط عن أزمة الديمقراطية الاجتماعية يسيئون فهم الوضع، لان الامر يتعلق في الواقع، بأزمة السياسة ككل، وهي أزمة تسبب فيها العديد من السياسيين أنفسهم. وكتبت صحيفة (فيستليشن ناغريشتن) "اختار الإيطاليون - مع أسوأ نتيجة ممكنة لأوروبا"، مؤكدة "أنه انتصار شعبوي، إنها إشارة تحذير لأوروبا وهي هزيمة مريرة لبرلسكوني، الذي مثل لوحده- في الحملة الانتخابية، حصنا ضد الشعبوية. و تناولت الصحف السويسرية الانشغالات بشأن تشكيل الحكومة في إيطاليا، وكتبت صحيفة "لوتون " ان الفازين في الانتخابات حركة "خمس نجوم" و رابطة الشمال (الشعبويون)، سيجدان صعوبة في تشكيل الحكومة. واضافت أن الاختراق الذي حققه الحزبان سيدخل أوروبا في منعطف جديد حيث ستصبح الشعبوية تشكل غالبية. وتحت عنوان "لويغي دي مايو يحمل انتصار الشعبويين"، كتبت صحيفة "تريبيون دو جنيف" ان لويغي (31 سنة) جعل من حركة خمس نجوم الحزب الاول في ايطاليا، مضيفة أن نائب رئيس مجلس النواب منذ 2013، يبدو حاليا لا غنى عنه في محادثات تشكيل الحكومة المقبلة بحصوله على 30 في المائة من الاصوات في تشريعيات الاحد الماضي. من جانبها، أكدت يومية "فانت كاتر اور" ان حركة خمس نجوم ، الحزب الاول في ايطاليا، قد تسقط في فخ تناقضاتها ، مشيرة الى انه سيكون من الصعب عليها التفاوض مع الرابطة التي تختلف رؤيتها معها في العديد من النقاط. و في بريطانيا اهتمت الصحف بالتحقيق الذي فتحته مصالح الأمن البريطانية حول قضية تسميم جاسوس روسي سابق ببريطانيا وكذا بالمشروع الضخم السعودي المصري الخاص ببناء مدينة في منطقة سيناء . وسلطت صحيفة ( الغارديان ) الضوء على الوضع الصحي لهذا الجاسوس الروسي السابق الذي وصف بأنه "حرج " بعد تعرضه لمواد كيماوية سامة هو وإحدى السيدات التي كانت برفقته . وأضافت الصحيفة نقلا عن شرطة ويلتشير أن الرجل الذي يبلغ من العمر 60 عاما يعالج في المستشفى بساليسبورى على بعد حوالي 140 كلم جنوب غرب لندن . وحسب ال ( بي بي سي ) فإن الأمر يتعلق بسيرغي سكريبال وهو عقيد سابق في المخابرات العسكرية الروسية اتهم بالتجسس لصالح المملكة المتحدة وحكم عليه بالسجن لمدة 13 عاما في روسيا عام 2006 ولكن أطلق سراحه في إطار تبادل الجواسيس عام 2010 . أما صحيفة ( دايلي مايل ) فأشارت من جانبها إلى أنه تم العثور على سيرغي والسيدة التي كانت برفقته لحظة الحادث وهما فاقدا الوعي على مقعد في مركز تسوق في ساليسبوري . وفي موضوع آخر كتبت صحيفة ( الأندبندنت ) عن قرار المملكة العربية السعودية ومصر إحداث صندوق مشترك برأسمال 10 مليار دولار من أجل إنشاء مدينة كبيرة تمتد على مساحة 1000 كلم مربع جنوب شبه جزيرة سيناء . وأوضحت الصحيفة أن الهدف من هذا المشروع هو تعويض الخسائر الناجمة عن تراجع عائدات النفط في البلدين عبر تطوير وتنمية قطاع السياحة .