لقيت عريضة إلكترونية أطلقتها مواطنة على موقع أفاز العالمي إقبالاً كبيراً من لدن المغاربة، تدعو فيها إلى إنهاء الفوضى التي تعرفها مدينة الدارالبيضاء، بسبب الصراع بين سائقي سيارات الأجرة الصغيرة ومستعملي التطبيق الذكي للنقل الخاص "أوبر". العريضة، التي تحمل عنوان “Stop à l'anarchie à Casa”، تتوخى إيصال صوتها إلى وزير التجهيز والنقل عبد القادر اعمارة، المسؤول على القطاع، ووالي جهة الدارالبيضاء، هذه المدينة الذي باتت تشهد شجارات وعنفا بين سائقين مهنيين يوقعون بأشخاص يشتغلون لحساب شركة "أوبر" للنقل الخاص. ودعت العريضة، التي حظيت بتوقيع أكثر من ألف مغربي، المسؤولين على قطاع النقل إلى التفاعل بشكل عاجل وبطريقة فعالة مع المشكل القائم بين الطاكسيات وسائقي "أوبر". واعتبرت العريضة أن عدم التحرك تجاه هذه المعضلة سيدفع الدارالبيضاء إلى "فوضى لم يسبق لها مثيل". وشددت الوثيقة على أن سيارة الأجرة مُلزمة بنقل الزبون إلى وجهته التي يرغب فيها، واشتكت من امتناع السائقين عن نقل مواطنين إلى وجهاتهم، حيث يلجأ الكثير منهم إلى فرض وجهات أخرى أو فرض مسارات طويلة. كما طالبت العريضة الإلكترونية، التي أطلقتها مواطنة مغربية على موقع أفاز العالمي، بسحب الرخصة من سيارات الأجرة التي لا تحترم الالتزامات الخاصة بالنقل. وأشارت الوثيقة إلى أن كل البلدان التي تعرف نشاط شركات النقل الذكي مثل “أوبر” تواجه عدة مشاكل؛ لكن يتم حلها بسرعة من خلال تفاعل السلطات المعنية. وبعدما ناشدت العريضة السلطات المغربية بالشروع في ملء الفراغ القانوني المحيط بعمل هذا "الفاعل الجديد الذي لا غنى عنه في قطاع النقل"، لفتت إلى أن سائقي سيارات الأجرة يستهدفون بشكل يومي سائقي تطبيق "أوبر" على مرأى الجميع، حيث يتم سلب سياراتهم، إضافة إلى الاعتداء الجسدي، كما تسببوا في حوادث سير جراء محاصرتهم من طرف الطاكسيات، وهذا بسبب غياب قانون يؤطر عملهم ويعتبرون خدماتهم "نقلاً سرياً مخالفاً للقانون". وحذرت العريضة من تصاعد "موجة العنف، الذي ينهجه أصحاب الطاكسيات والترهيب دون أن تتم معاقبتهم؛ وهو ما يجعل الوضع أسوء في المستقبل في حالة استفحال الظاهرة". مشكل النقل عبر تطبيقات ذكية كان موضوع نداءات وبلاغات من النقابات المهنية التي دعت وزارة النقل والتجهيز إلى تجاوز الفراغ القانوني؛ وهو الأمر الذي يحتم ضرورة مراجعة مدونة السير، لتشمل خدمات النقل الخاص مثل أوبر التي تشتغل في الدارالبيضاء، وكاريم في الرباط؛ لكن الحكومة لم تتجاوب مع مطالب المهنيين إلى حد الساعة. ويعتبر المهنيون في قطاع النقل أن خدمة نقل الأشخاص بدون ترخيص من وزارة النقل يعتبر أمراً غير قانوني، ويدخل في إطار النقل السري، هذا الأخير يعاقب عليه القانون المنظمة للمهنة، وبسبب عدم تحرك الوزارة المعنية لتوضيح الأمر تندلع من حين إلى آخر أعمال عنف بين بعض سائقي سيارات الأجرة وسائقي هذا التطبيق، تصل في بعض الأحيان حد الاعتداء الجسدي. العريضة أشارت إلى أن وصول خدمة أوبر إلى المغرب غيّرت حياة الكثير من الناس، وقالت: “طلب الخدمة عبر تطبيقات ذكية أصبح لا غنى عنه في مجتمع حديث ومتصل، وأوبر أوفت بجميع التزاماتها تجاه المستخدمين، والناس هم بحاجة إلى هذا البديل أكثر من أي وقت مضى لضمان حريتهم في التنقل بأمان أمام فوضى سيارات الأجرة". كما لفتت العريضة أيضاً إلى مشكل انعدام الأمن في الدارالبيضاء، وقالت: "لا أحد يستطيع الخروج بحرية في شوارع المدينة دون التعرض لهجوم من قبل مجرمين لوثوا المدينة، بسبب المؤثرات العقلية التي يتناولونها". وختمت المواطنة المغربية التي تحمل اسم غيتة العريضة الإلكترونية بالقول: "إذا كنتم، يا مسؤولين، غير قادرين على التعامل مع هذه المشاكل أدعوكم إلى قراءة الخطاب الملكي وتستقيلوا من مناصبكم وترك الفرصة للكفاءات للأخذ بزمام الأمور".