ندد عدد من سكان مدينة الناظور بانتشار ظاهرة احتلال الملك العمومي، التي برزت في واجهة حديثهم اليومي واحتلت مساحة كبيرة من نقاشاتهم الروتينية، تزامنا مع تفشيها بشكل ملفت للنظر، خاصة في فصل الصيف الذي يشهد اكتظاظا بتوافد السياح وعودة أفراد الجالية المقيمة بديار المهجر. وسجّلت الفعاليات الجمعوية وأرباب المحلات التجارية بمختلف مناطق المدينة استياء عارما من استفحال ظاهرة احتلال الملك العمومي التي يقف وراءها الباعة المتجولون، وأصحاب المطاعم والمقاهي الذين يوزعون الكراسي والطاولات على مستوى الأرصفة؛ بحيث لا يلقى المارة أي مساحة للعبور، ما يدفعهم إلى اقتحام قارعة الطريق مع ما يصاحب ذلك من خطر التعرض لحوادث السير. ويخلق التّرامي على المساحات العمومية من قبل الباعة المتجوّلين تسيّبا وفوضى منشؤهما مخلفات الأزبال والنفايات من أكياس بلاستيكية وخضر وفواكه فاسدة، والأدهى من ذلك روث البهائم الذي ينشر روائح كريهة تزكم الأنوف، حتى يخال المواطن نفسه في قرية بدائية وليس مدينة حضارية، ناهيك عن الاكتظاظ وسد الطرقات وخلق حالات من "البلوكاج" في الشوارع المخصصة لعبور السيارات. واعتبرت الفاعلة الجمعوية زلفى أشهبون، في تصريح لهسبريس، أن الظاهرة المتفشية بالناظور "كارثة تعاني منها المدينة لأزيد من سنتين أو ثلاث سنوات" مشيرة إلى أن "الظاهرة ليست خاصة بالباعة المتجولين وأرباب العربات المجرورة بالدواب، بل يتورط فيها حتى أصحاب المقاهي والمطاعم الذين لا يدخرون أي جهد في استغلال الأرصفة والمساحات العمومي". ودعت أشهبون إلى تدخل الجهات المسؤولة للقيام بواجبها والتعاطي بحزم مع محتلي الملك العمومي بطريقة قانونية، كما أشادت المتحدثة إلى هسبريس بعمل قائدة مدينة أزرو التي حازت شهرة واسعة بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مؤخرا، بعد قيامها بحملة حازمة استهدفت مستغلي مساحات الملك العمومي بالمدينة، ونادت بتفعيل حملة مماثلة بمدينة الناظور. واعتبر مواطن من ساكنة المدينة أن غالبية محتلي الملك العمومي لصوص ومنحرفون يقومون بأفعال مخالفة للقانون، متحدثا عن الأوضاع المزرية التي تعيشها المدينة في ظل انتشار الظاهرة. وأشار آخر إلى أن السلطات لا تقوم بواجبها بالضرب بيد من حديد على يد هؤلاء المترامين على الملك العام، مما يساعدهم على الانتشار بشكل ملفت للنظر، فيما انتقد متحدث آخر بشدة انتشار ظاهرة البغي إلى جانب احتلال الملك العمومي، وأوضح أن مختلف المحلات التجارية تقف على مقربة منها عاهرات يتحرشن بالمارة بميوعة ظاهرة. وفي تصريح لهسبريس، قال رئيس المجلس البلدي، سليمان حوليش، إن المسؤولية تبقى على عاتق السلطات المحلية في ما آلت إليه أوضاع المدينة، وأضاف أن بلدية الناظور قامت بمجهودات عدة لصالح "الفرّاشة" والباعة المتجولين من أصحاب العربات المجرورة، خصوصا بائعي الخضر والفواكه؛ ومن ذلك إنشاؤها أسواقا للحد من هذه الظاهرة، معتبرا أن "محاربة تواجد الفرّاشة في الشوارع الرئيسية والساحات العمومية من اختصاص الشرطة الإدارية والسلطات المحلية". وقد سبق للسلطات العمومية أن شنت حملات تمشيطية استهدفت عددا من الباعة المتجولين بساحة الشبيبة والرياضة، وصادرت سلعهم في عملية صارمة سبقها إنذار لم يمتثل له المستهدفون. وكان من ردود الفعل على ذلك أن أقدم أحد الباعة على صب كمية من مادة حارقة على جسده وإشعال النار فيه كنوع من الاحتجاج، وتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج من الحروق الخطيرة التي أصيب بها.