اشتكى مواطنون بمدينة الناظور، من ظاهرة احتلال الملك العمومي، التي ارتفعت بشكل ملفت خلال الآونة الأخيرة، بسبب غياب الحملات الأمنية من أجل التصدي لترامي الباعة المتجولين و أرباب المحلات التجارية و المقاهي على الأرصفة و الساحات العامة، والتي تؤدي في أغلب الأحيان إلى وقوع حوادث تهدد سلامة الراجلين. ودعا مواطنون التقت بهم "ناظورسيتي"، مسؤولي الإدارة الترابية و المجلس الجماعي بمدينة الناظور، إلى تسطير برنامج عمل منتظم لحماية الملك العمومي من احتلال الباعة و المحالات التجارية، معربين عن تذمرهم من الحالة المزرية التي أضحى مركز المدينة يعيش على وقعها رغم النداءات المتكررة للساكنة. عبد الحكيم بلال، أستاذ جامعي بكلية سلوان، وصف في حديثه ل "ناظورسيتي" ظاهرة احتلال الملك العام، بواحد من المشاكل الخطيرة التي تعرفها مدينة الناظور، وأكد أن عدداً من الحوادث التي يتعرض لها المواطنون تكون بسبب ترامي أرباب المحلات التجارية والباعة المتجولين على الأرصفة و الساحات و استعملها دون سند قانوني في ممارسة أنشطتهم اليومية. وأكد نفس المتحدث ''شريحة هامة من المجتمع المحلي أصبحت غير قادرة على التجول وسط مدينة الناظور، بفعل الاحتلال المهول لأرصفتها، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة و النساء المرافقات لأبنائهن، حيث تجد هذه الفئة صعوبة في التنقل لأنها تضطر في غالب الأحيان إلى مزاحمة السيارات في الشارع لأن الأماكن المخصصة للراجلين قد احتلت بكاملها‘‘. وشدد آخرون، على ضرورة إيجاد السلطات الحلول الناجعة للقضاء على هذه الظاهرة المتفشية، و القيام بواجبها لتحرير الأرصفة والأماكن المخصصة للراجلين من هذا الاحتلال غير المقبول، كونهم أصبحوا لا يطيقون العيش وسط الناظور التي تحولت حسب تعليقات بعضهم ل "جوطية" كبيرة أفقدت جل الاحياء الهدوء و الأمن التي تبتغيه الساكنة. وتحدثت فعاليات، ان الازدحام الذي تسببه ظاهرة البيع على الأرصفة "الفراشة" دون وجود تغطية امنية مكثفة لهذه الأمكنة، تستغل في أوقات كثيرة من طرف بعض اللصوص والمتسكعين في ممارسة أعمال النشل والسرقة والاعتداء على الاملاك الخاصة للمواطنين. إلى ذلك، رصدت كاميرا "ناظورسيتي" أثناء جولتها بعدد من الشوارع الرئيسية بالناظور، احتلالاً مهولا لجل الأرصفة و الساحات العمومية، خاصة تلك المتواجدة بمركز المدينة و أحيائها الحيوية، حيث يجد الراجلون صعوبة كبيرة في التنقل، ما يجعلهم في غالب الأحيان يجازفون بسلامتهم عبر مزاحمة السيارات و الدراجات النارية و العربات المجرورة المستعملة في بيع الخضروات والفواكه. تجدر الإشارة، أن هيئات حقوقية وجمعوية بمدينة الناظور، وجهت نداءً لعامل الإقليم، من أجل مواصلة حملات التطهير التي شنها في أيامه الأولى بعد تعيينه، متسائلين عن سبب توقفها المفاجئ رغم الإشادة بها من طرف شريحة واسعة من المواطنين.