تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس، عدة مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية، من قبيل العلاقات المصرية الإفريقية والسياسة الخارجية لمصر، والمواقف الإيرانية المعادية للسعودية، وتفاعلات الأزمة الخليجية، فضلا عن الانتخابات البلدية ومجالس المحافظات في الأردن، والاستفتاء المرتقب بشأن مصير إقليم كردستان العراق. ففي مصر، كتبت صحيفة (الجمهورية) معلقة على الجولة الإفريقية التي يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حاليا، أن انتماء مصر الإفريقي "لم يعد مجرد حقيقة جغرافية لا تقبل التغيير" بل أصبح " من الحقائق التاريخية والسياسية التي لا تقبل الجدل بعدما ارتبطت ( مصر ) مبكرا بقيادة حركات التحرر الوطني والاستقلال طوال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي". وأضافت أن "إفريقيا مازالت بحاجة لدور مصر ومصر مازالت بحاجة للعمق الأفريقي الذي تعتمد عليه في أمنها القومي وبهذا يصبح انتماء مصر الأفريقي، حقيقة جغرافية وتاريخية وسياسية لا تقبل الجدل". أما صحيفة (الأخبار) فنشرت مقالا للكاتب محمد بركات أكد فيه أنه من "الإيجابيات الواضحة في التوجه السياسي المصري على الساحتين الاقليمية والدولية هناك الادراك الواعي بالأهمية البالغة لتطوير ودعم العلاقات المصرية الإفريقية في كل المجالات وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية". وأضاف كاتب المقال أن هذا الإدراك بدا واضحا ومؤكدا من خلال السعي المصري الجاد لإقامة قاعدة ثابتة من المصالح المشتركة مع الدول الشقيقة بالقارة الإفريقية تحقق المنافع المتبادلة وتقوم على أساس متين من المشروعات الاستثمارية في المجالات الزراعية والصناعية والعمرانية وكل نواحي التنمية". وحول موضوع السياسة الخارجية لمصر، نشرت يومية (الأهرام) مقالا للكاتب محمد أبو الفضل قال فيه إن "سياسة الحذر والنفس الطويل التي اتبعتها مصر في التعامل مع الأزمات الإقليمية أحرزت قدرا من النتائج الإيجابية، وفتحت طريقا يمهد للقيام بدور فاعل يمكنها من أن تتحول إلى رقم مهم، إذا جرى التغلب على بعض المعوقات وتوظيف التطورات بصورة تجعل مصر عنصرا رئيسيا تملك زمام المبادرة ولا تنتظر من يمسك بيدها". غير أن هذا التحول التدريجي للدور المصري، يضيف الكاتب، من الانكفاء للانخراط، "يستلزم نظرة شاملة للأزمات، مع مراعاة الفروق بين أزمة وأخرى، وإدراك الحقيقة التي تؤكد أن مصر تحافظ على أمنها القومي عندما تنتقل من مرحلة رد الفعل إلى الفعل، وتتخلى عن السلبية مهما تكن دوافعها السياسية والأمنية والاقتصادية، وتتمسك بسلاح المبادرة ولا تنتظر من يقدم لها ما تجود به مصالحه". كما تناولت (الأهرام) في افتتاحيتها، موضوع قناة السويس الرابطة بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، والتي قالت إنها باتت من "أهم المرافق الاقتصادية المصرية وأحد أهم الممرات البحرية العالمية"، مبرزة أنه يتعين تدبير هذا المرفق الحيوي بكفاءة عالية من ناحية، حتى يحقق المكاسب المأمولة منه للاقتصاد المصري، ومن ناحية أخرى، بمعايير وآليات عالمية، لأنه يتعامل مع حركة التجارة العالمية في ظل منافسة شرسة علي "كيكة" النقل البحري العالمي. وفي السعودية، كتبت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها تحت عنوان "فبركة إيرانية" أن السعودية "أكدت دوما أن النظام الإيراني الحالي لا يمكن التفاوض معه، والتجارب خير شاهد على أن حكومة إيران لا تحترم الأعراف الدبلوماسية ومبادئ العلاقات الدولية". وذكرت الافتتاحية بالموقف الرسمي السعودي الذي عبر عنه مصدر مسؤول بوزارة الخارجية أمس من أن المملكة "لم تطلب أية وساطة بأي شكل كان مع جمهورية إيران"، مؤكدة بأن "المشروع الطائفي لإيران في المنطقة العربية والإسلامية لن يتم، ولن يسمح لها بإثارة الفتن والقلاقل وجر المنطقة إلى بقعة حرب لتحقيق أطماعها". وفي موضوع ذي صلة، شدد مقال في يومية (الرياض) على أن التصريح الأخير لنائب قائد الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي بأن بلاده "لا تعترف بالحدود الدولية التي استبدلتها بالحدود العقائدية والجهادية على حد زعمه يمثل مجرد نقطة في بحر الممارسات العدوانية والتهديدات الجوفاء الصادرة من طهران". وأكد كاتب المقال أن توقيت هذا الحديث الذي نقلته وكالة (ميزان) الإخبارية التابعة للسلطة القضائية الإيرانية خلال مراسم إحياء ذكرى قتلى الحرس الثوري في سورية "يعني أن النظام الإيراني قد استوعب فشل صفقة الاتفاق النووي والتي راهن عليها كثيرا للخروج من عزلة دولية". وفي موضوع آخر، أكد مقال في يومية (الجزيرة) بصدد الاستفتاء المرتقب بشأن مصير إقليم كردستان العراق،واعتبر كاتبه أن "الموقف الأمريكي تجاه خطوة الاستفتاء يتسم بالبرود، لكن مع تسليح الولاياتالمتحدة لأكراد سوريا يبدو أن واشنطن لا تمانع الاستفتاء بل إنها تقوم بتوسيع الدائرة الكردية أكثر بما يضع حدا للمشروعات التوسعية الإيرانية والتركية وبما يتماشى مع إفرازات العنف الذي بلغ مداه الأقصى في صراعات العراقوسوريا والتغييرات الديمغرافية التي شهدتها المنطقة". وفي قطر، كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن "التقدير العظيم" الذي تكنه قطر وقيادتها لدولة الكويت وأميرها "يتجسد عبر التشاور المستمر والتنسيق بهدف إيجاد واقع عقلاني يكفل للمنطقة الخليجية تجاوز التداعيات السلبية" للأزمة الراهنة، وذلك في إشارة الى الرسالة الخطية التي بعث بها أمس الأربعاء أمير قطر الى أمير الكويت. وتابعت الصحيفة، تحت عنوان "تقدير عظيم من القيادة القطرية للجهود الكويتية"، أن استمرار هذا التشاور بين الجانبين "يعطي الرأي العام بالمنطقة بأسرها مقدرة متجددة على التفاؤل بإمكانية نجاح الوساطة الكويتية"، مؤكدة أن "الأدوار الراهنة المشهودة" لدولة الكويت "تمثل بالفعل، نقطة مضيئة في المشهد الخليجي والعربي والإسلامي الراهن" ومن جهتها، عادت صحيفة (الراية) لتجدد التأكيد، في سياق الأزمة الخليجية الراهنة على ما وصفته ب"القدرة الاحترافية" لقطر على "امتصاص الصدمة ومرونتها العالية في إيجاد بدائل فورية حتى لا تتعطل مناحي الحياة"، مشددة على أن هذه الأزمة "ليس لها أضرار إلا على كتلة مجلس التعاون"، وأنها "حولت" أحلام شعوب الخليج ب"الوحدة والمزيد من التعاون والانفتاح إلى كوابيس مزعجة". واستحضرت الصحيفة، في هذا الصدد، مضمون تحليل لوكالة أنباء (بلومبرغ) الاقتصادية، كانت اعتبرت فيه أن الأزمة الخليجية "أدت إلى إضعاف كتلة مجلس التعاون الخليجي (..) الكتلة الإقليمية الأهم في المنطقة لما لديها من موارد وإمكانيات اقتصادية"، وأيضا ما ذهب إليه محللون من أن الأزمة الخليجية "نسفت هدف التعاون الأعمق بين دول الخليج والتي كانت تسعى إلى تأسيس كتلة اقتصادية وسياسية واحدة"، و"عصفت بكل ما تم تحقيقه على طريق التكامل وأعادت الأمور إلى نقطة الصفر". وتحت عنوان "دور عالمي في مكافحة الإرهاب"، تطرقت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، الى اتفاقية الشراكة التي أبرمتها أمس الأربعاء اللجنة الوطنية القطرية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب مع "شركة فايننشيل إنتغريتي نيتوورك" (شبكة النزاهة المالية في واشنطن)، باعتبارها "لبنة جديدة في بناء الجهود القطرية لمكافحة الإرهاب"، مشيرة الى أن هذا الاتفاق يعمل على "تعزيز نظام مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في قطر وفق المعايير العالمية، بما يدعم التزام الدوحة القوي" في هذا الصدد على "المستويات الدولية". واعتبرت الصحيفة أن "تلك الخطوات التي تتخذها الدوحة من أجل مكافحة الإرهاب، لا تحتاج إلى تبرير أو ادعاء، فهي من أبرز الدول في المنطقة التي تدعم جهود المكافحة على كافة المستويات الإقليمية والدولية"، مضيفة أن "تصريحات رؤساء الدول العظمى التي تؤكد أن قطر شريك إستراتيجي في مكافحة الإرهاب، خير دليل على جدية الدوحة في هذا المجال". وبالأردن، واصلت الصحف الحديث عن الانتخابات البلدية ومجالس المحافظات (اللامركزية)، التي جرت أول أمس بالمملكة بمشاركة مليون و302 ألف و748 مقترعا، بنسبة مشاركة بلغت 31,7 في المائة. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الغد) أنه بالرغم من النظرة السلبية التي تزامنت مع هذه الانتخابات بما تشكله من فرصة لتجديد النخبة المحلية وتأطير القضايا التي تواجه الناس في تلك المناطق، فإنها كذلك خطوة مهمة في طريق طويل للتحول نحو المشاركة الفعلية والديمقراطية في الشأن العام. وأبرزت الصحيفة في مقال الدلالات والمعاني الاجتماعية والاقتصادية المتعددة لهذه الانتخابات السياسية، مشيرة إلى أنها تجرى في وقت تعاني فيه العديد من دول الجوار من الحروب والفتن وعدم الاستقرار. وفي السياق ذاته، وتحت عنوان "الانتخابات عبور إلى مرحلة جديدة من الإصلاح"، نشرت صحيفة (الرأي) مقالا أكدت فيه أن الجديد في هذه الانتخابات أنها تجرى بالتزامن مع إجراء انتخابات اللامركزية التي تجرى للمرة الأولى في تاريخ المملكة وأفرزت جسما جديدا في البنية المؤسسية لمؤسسات الدولة ككل، مضيفة أن الهدف من هذا الجسم هو تعزيز الإدارة المحلية في كل محافظة باستقلال مالي وإداري. ومن جانبها، كتبت صحيفة (الدستور) في مقال مماثل أن الفائز الأول في الانتخابات البلدية واللامركزية هو الأردن والشعب الأردني كله في تحقيق هذا الإنجاز الديمقراطي في كل محافظات المملكة وألويتها وبلدياتها، في ظل ظروف إقليمية استثنائية، وفي ظل الحروب المشتعلة المحيطة بالأردن من كل الجهات. وأضافت الصحيفة "نحن أمام تجربة جديدة في انتخاب أعضاء مجالس المحافظات حتى تصبح مجالس تمثيلية منتخبة تتولى الشؤون الخدمية للمواطنين على مختلف الأصعدة التنموية"، مشيرة إلى أن التجربة تحتاج إلى الانضاج والتطوير من خلال الممارسة والتطبيق وهذا يتطلب اخضاع الناجحين إلى دورات تأهيلية تجعلهم قادرين على فهم أدوارهم بطريقة صحيحة، وعلى القيام بمهامهم بنجاح، بعيدا عن التجاذبات والمناكفات العشائرية والجهوية والمناطقية التي تعرقل سير العمل".