أكدت هيئة قناة السويس تحقيق القناة عائدات قياسية بلغت 2.938 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري، رغم انخفاض حركة التجارة العالمية. وأشارت الهيئة في بلاغ لها، توصلت به هسبريس، إلى أن 100% من تجارة الحاويات المنقولة بحرا بين آسيا وأوروبا تعبر من قناة السويس بعد تطويرها وافتتاح القناة الجديدة، وأن 9949 سفينة عبرت القناة خلال تلك الفترة، بزيادة 2.1% عن الفترة ذاتها عام 2016؛ وذلك بإجمالي حمولة بلغت 585.6 مليون طن، بزيادة 4.3 %. وأوردت هيئة قناة السويس، بمناسبة الذكرى الثانية لافتتاح قناة السويسالجديدة في السادس من غشت 2015، أن القناة "حققت منذ افتتاح القناة الجديدة أرقاما قياسية في العائدات وأعداد السفن والحمولات العابرة لتدحض الشائعات التي تناولت بالنقد هذا المشروع العملاق". وأوضحت أن "التطور الكبير والمتواصل في مجال النقل البحري وحركة التجارة العالمية خلال الأعوام القليلة الماضية، خاصة مع ظهور الجيل الحالي من سفن الحاويات العملاقة التي وصلت حمولاتها مؤخرا إلى 21000 حاوية، وعدم كفاية أماكن الانتظار المخصصة للسفن العملاقة التي يزيد غاطسها عن 45 قدما في منطقة البحيرات المرة، دفع إدارة قناة السويس لإدراك حجم التحدي القادم مع زيادة أعداد تلك السفن العابرة للقناة، فكان لزاما عليها سرعة التحرك لزيادة الطاقة العددية لقناة السويس؛ وذلك بعمل قناة مزدوجة جديدة تمتد لمسافة 72 كيلومترا عن طريق توصيل تفريعات البلاح والبحيرات المرة؛ وبذلك ارتفعت الطاقة العددية للقناة إلى 97 سفينة يوميا". وأكدت الهيئة، في بيانها، أن قناة السويسالجديدة "كان لها تأثير إيجابي في العديد من النواحي؛ حيث استطاعت قناة السويس الحفاظ على تصنيفها كأهم وأسرع ممر ملاحي عالمي في ظل التحديات الاقتصادية التي واجهها العالم في عامي 2015 و2016، والمتمثلة في تباطؤ معدلات نمو التجارة العالمية وانخفاض تكاليف السفن نتيجة للانخفاض الكبير في أسعار تأجيرها والانخفاض الكبير في أسعار وقود السفن في عام 2016، والذي بلغت نسبته حوالي 58%". وأوضحت الهيئة أن "نصيب قناة السويس من تجارة الحاويات بين الساحل الشرقي الأمريكي وجنوب شرق آسيا ارتفع ليصل إلى 52% عام 2016 مقارنة بنسبة قدرها 25% فقط عام 2006، وشهد عام 2017 بداية تعافي حركة التجارة العالمية المارة بقناة السويس؛ حيث بلغت عائدات القناة في الفترة من مارس إلى يوليوز 2017 تحقيق عائدات 2.167 مليار دولار، مقابل 2.105 مليار دولار عن الفترة نفسها من عام 2016، بزيادة 62.2 مليون دولار بنسبة زيادة قدرها 3.0%، كما بلغ عدد السفن خلال تلك الفترة في 2017 عدد 7294 مقابل 7021 سفينة، بزيادة 273 سفينة بنسبة 3.9 %". وأشارت هيئة قناة السويس في بيانها إلى أن السياسات التسويقية المرنة التي تتبعها هيئة قناة السويس "أسفرت عن اجتذاب 6080 سفينة جديدة، لم تكن تعبر قناة السويس من قبل؛ وذلك في الفترة من يوليو 2014 إلى يوليو 2017، محققة إيراداً قدره 1.3 مليار دولار، كما ساهمت القناة الجديدة في تقليل زمن العبور للسفن العابرة من الشمال بمقدار 7 ساعات، ويبلغ متوسط تكلفة هذه المدة لسفينة الحاويات الواحدة حوالي 14000 دولار، وهو ما يعني أن القناة الجديدة وفرت للسفن العابرة ما يقرب من 240 مليون دولار خلال العامين الماضيين، وقد أدى ذلك لرفع تصنيف قناة السويس، بالإضافة إلى تقليل كميات البترول المستخدمة، وبالتالي خفض الانبعاثات الكربونية بما ينعكس إيجاباً على البيئة". وتابعت الهيئة: "ساهمت قناة السويسالجديدة كذلك في زيادة معدلات السلامة للسفن العابرة وقللت من إمكانية تعطل الملاحة في القناة نتيجة لوجود بديل في حالة تعطل الملاحة في القناة الأم، وهذا ما حدث بالفعل عندما جنحت سفينة الصب البنمية NEW KATERINA، مما أدى إلى توقف كامل للملاحة في قناة السويس الأم لمدة عشرة أيام، فتم تحويل جميع السفن لتعبر بانتظام يوميا من خلال قناة السويسالجديدة؛ وفى هذه الفترة حققت قناة السويسالجديدة إيرادا قدره 1.4 مليار جنيه مصري، ولم تتوقف الملاحة العالمية العابرة قناة السويس؛ بما يؤدى إلى ثقة عالية في قناة السويس". واستعرضت الهيئة في بيانها المشروعات التي نفذتها خلال عامي 2015 و2016، ومنها تطوير معديات هيئة قناة السويس لخدمة مواطني مدن القناه وسيناء، وجاري حاليا إنشاء عدد 6 معديات بترسانات وشركات الهيئة بنسب تنفيذ وصلت إلى 80%، وإنشاء 4 أنفاق ببورسعيد والاسماعيلية لخدمة مواطني مدن القناة وسيناء ومشروع تنمية منطقة قناة السويس، ويبلغ طول كل نفق من نفقي السيارات ببورسعيد 2850 مترا ويصل إلى 4050 مترا بالمداخل والمخارج، وبلغ معدل حفر النفق الشمالي 1250 مترا والجنوبي 1250 مترا بنسبة تنفيذ 44 في المائة للنفقين، وتم إنشاء عدد 2 كوبري عائم بمنطقة نمرة 6 بالإسماعيلية بطول 514 مترا، بالإضافة إلى إنشاء كوبري عائم بالقنطرة بطول 257 مترا لربط ضفتي القناة".