احتفلت رابطة دول جنوب شرق آسيا، المعروفة اختصاراً باسم "آسيان"، اليوم الثلاثاء بمقر السفارة التايلاندية بالرباط، بالذكرى ال50 لتأسيسها؛ وذلك بحضور السفراء المعتمدين بالمغرب لكل من إندونيسيا، والتايلاند، وماليزيا، وفيتنيام، وبروناي. وتعتبر منظمة "آسيان" أكبر تكتل اقتصادي يضم 10 دول في جنوب شرق آسيا، وتم تأسيسها في الثامن من غشت سنة 1967 في بانكوك، ومنذ ذلك الوقت يحتفل بهذا اليوم للوقوف على النجاحات الاقتصادية والأمنية التي حققتها الرابطة، وكذلك التحديات والرهانات الواجب رفعها لترقية السلام والاستقرار في المنطقة. ويطمح المغرب إلى اختراق هذا التجمع الاقتصادي، بعد توقيعه العام الماضي في فينتيان بلاوس على معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، في خطوة اعتبرت سابقة لدولة عربية وإفريقية. وخلال هذا الحفل، رفع المسؤولون الآسيويون علم (ASEAN) في ساحة مقر السفارة التايلاندية بالرباط، وسط حضور أعضاء السلك الدبلوماسي والموظفين بالسفارات الآسيوية، إلى جانب مدعوين من سفارات عربية أخرى، فيما حضرت عن الجانب المغربي مونية بوستة، كاتبة الدولة لدى وزير الخارجية والتعاون الدولي. وفي هذا الصدد، قال سوبرون بولماني، سفير دولة التايلاند المعتمد لدى المملكة المغربية، إن فكرة تأسيس "آسيان" استلهمت من الاتحاد الأوروبي، لتطوير المعاملات الاقتصادية والسياسية والسوسو ثقافية بين الدول الأعضاء. وعن طلب انضمام المغرب، أوضح سفير تايلاند، في تصريح لهسبريس، أن المغرب مهتم بالشراكة الاستراتيجية مع دول "آسيان"، وسبق أن وقع معاهدة الشراكة والصداقة في هذا الإطار. "في حالة قبول دول آسيان لطلب المغرب، سيسمح له بولوج أسواق هذه الدول التي تشكل سوقا اقتصادية قوية، بما يضاهي 600 مليون نسمة"، يضيف ممثل تايلاند الذي أكد أن البت في طلب المملكة المغربية "ليس بالأمر الهين، بل يتطلب وقتاً ورغبة سياسية للوقوف على أن الشراكة ستكون مربحة بالنسبة للرباط وجميع دول المنظمة". وذكر سوبرون بولماني بالدور المهم الذي يضطلع به ممثلو دول "آسيان" في المغرب لتطوير الشراكة بين دول آسيا والمغرب، قائلاً: "نقول لإخواننا في وزارة الخارجية المغربية نحن جميعاً بجانبهم من أجل تحقيق هدفهم للانضمام وفقا لتوجيهات الملك محمد السادس، الذي يحرص على تنويع الشراكات الاقتصادية مع مختلف دول العالم، ليس فقط مع أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، بل أيضا مع الصين وروسيا والهند، وباقي الدول النامية". من جهتها، قالت مونية بوستة، كاتبة الدولة لدى وزير الخارجية والتعاون الدولي، في تصريح لهسبريس، إن حضورها في احتفالية رابطة دول جنوب شرق آسيا تأكيد على أهمية الشراكة التي تجمع المغرب مع الدول الأسيوية، التي تدخل في إطار التوجيهات العليا للملك محمد السادس، خاصة على مستوى تنويع الشراكات الاقتصادية. وأوضحت كاتبة الدولة في الخارجية أن المغرب تجمعه برامج مهمة مع الدول الآسيوية تساعد على تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجانبين، كما أشارت إلى أن العديد من الدول الأسيوية تدعم الطلب الذي وضعه المغرب للانضمام لهذا التكتل الاقتصادي. يشار إلى أن سفارة المغرب بتايلاند وقعت في الشهر الماضي مع مفوضية "نهر الميكونج"، التي تضم شركاء مثل الصين ودولا أعضاء بينها كمبوديا ولاوس وتايلاند وفيتنام وميانمار، مذكرة تفاهم مع مفوضية "نهر الميكونج"، أصبحت بموجبها المملكة أول بلد إفريقي وعربي يحصل على وضع شريك مع هذه المنظمة.