مباشرة بعد خطاب عيد العرش الذي حمل بشرى سارة لبعض معتقلي حراك الريف، بالإضافة إلى تقريع السياسيين والمسؤولين الذين أسهموا في تأخر المشاريع التنموية بالمنطقة، عاد الهدوء إلى شوارع الحسيمة بعد التصعيد الذي سادت في الفترة الأخيرة. وبالرغم من أن العفو الملكي في حق نشطاء الريف استثنى "قادة الحراك" القابعين في سجن عكاشة، فإن سكان الحسيمة بعثوا إشارات إيجابية بعد خطاب عيد العرش، حسب نشطاء المجتمع المدني؛ فقد فضلوا التهدئة وعدم تأجيج الأوضاع؛ تطلعاً إلى استفادة ناصر الزفزافي ورفاقه من عفو ملكي خلال الذكرى ال64 لثورة الملك والشعب في 20 غشت الجاري. في الصدد ذاته، قال محمد النشناش، منسق "المبادرة المدنية من أجل الريف"، إن عائلات المعتقلين تنتظر بفارغ الصبر هذه المناسبة التي تحمل الكثير من الدلالات بالنسبة إلى المغاربة، "وكلها أمل في أن يكون خطاب 20 غشت عنواناً لإغلاق ملف حراك الريف، بعدما تفاعلت الدولة مع مطالب إقليمالحسيمة". وأوضح النشناش، في تصريح لهسبريس، أن تهدئة الأوضاع بالمنطقة بعد خطاب عيد العرش "بمثابة رد فعل طبيعي من ريافة الذين يملكون من الذكاء الجماعي ما يكفي لبعث إشارات إيجابية إلى سلطات البلاد، حتى يتم التفاعل مع المطلب الرئيسي المتمثل في إطلاق سراح جميع المعتقلين". وأضاف الناشط الحقوقي: "الجميع الآن في حالة انتظار لخطاب ثورة الملك والشعب، الذي لا يفصلنا عنه سوى بضعة أيام"، مشيرا إلى أن انتقاد الملك للسياسيين وتعهده بمحاسبة المسؤولين عن تأخر المشاريع التنموية "يعد بمثابة اعتراف بشرعية مطالب الساكنة، وفي هذه الحالة لا يمكن لمن طالب بها أن يبقى في السجن"، بتعبيره. وأوضح الرئيس السابق للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان أن ساكنة المنطقة تسهم بتهدئتها لحالة الاحتقان في إعطاء فرصة ونفس جديد للمدينة للانتعاش الاقتصادي، خصوصا مع عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وزاد قائلاً: "إنهم واعون جيداً بوضعهم، لن ينتحروا بكثرة الاحتجاجات؛ ولكن في الوقت نفسه إذا لم تلتقط الجهات المسؤولة رسائلهم سيعودون إلى الاحتجاج ولغة التصعيد". في المقابل، نفى مصدر من نشطاء الحراك، غير راغب في كشف هويته، أن يكون هناك أي إجماع على تهدئة الأوضاع بعد "خطاب العرش، مرجحاً استئناف الاحتجاجات في أية لحظة. وكان "توجيه" منسوب إلى نشطاء "حراك الريف"، عُمم أمس الأحد على مواقع التواصل الاجتماعي، طالب من عائلات "معتقلي الحراك" اليقظة تُجاه ما أسموه "المبادرات الاحتوائية"، و"توحيد المعركة في مدينة الحسيمة، باعتبارها هي أصل الحراك، عوض القيام برحلات استنزافية إلى مدينة الدارالبيضاء من أجل زيارة ناصر الزفزافي ورفاقه"، وفق صياغة الوثيقة.