تناولت الصحف الصادرة اليوم الإثنين في منطقة شرق أوروبا عدة مواضيع، من بينها مستقبل العلاقة المؤسساتية بين بولونيا والاتحاد الأوروبي، و توسيع مواقع الولاياتالمتحدة والناتو في منطقة البلقان، والخسائر الناجمة عن سوء الأحوال الجوية بالنمسا، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "رزيشبوسبوليتا "، معلقة على تصريح رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بكون الوضع الحالي يعكس مقدمات تعكس وكأن بولونيا ليست بحاجة إلى الاتحاد الأوروبي، أن هذا التصريح ،الذي يشرح واقع العلاقات البينية ،"بقدر ما يدق ناقوس الخطر ويشير الى وضع غير عادي ،فإنه يعد دعوة مفتوحة الى الجانبين للبحث عن مكامن الخلل وتجنب ما لا يحمد عقباه ،لأن الطرفين في حاجة ماسة الى بعضهما البعض". وأضافت أن "العلاقة المتشنجة بين بروكسيل ووارسو في قضايا شائكة ومعقدة تهم الجانبين القانوني والبيئي وغيرهما ،لا تبشر بمستقبل متوازن ،وتؤشر على مزيد من المواجهات ،إذا لم يعمل الطرفان ،بحسن نية ،على تدارك الأمر في أقرب وقت ممكن لتقليص هوة الخلاف". ورأت صحيفة "فيبورشا" أن الاختلاف "العميق" القائم بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي ،التي ترى تصرف بولونيا تحديا للتشريعات الداخلية والاتفاقيات الأوروبية ،مقابل إصرار بولونيا على ممارسة حقوقها الوطنية بما ينسجم وسياستها الوطنية السيادية" ،قد يؤدي الى "مزيد من الاصطدامات ومحاولة كل طرف لي يد الآخر وإجباره على تقبل مواقفه وقناعاته ". وأوضحت في هذا السياق أن رأي دونالد توسك ،الذي يقول بأن الإجراءات التي تتخذها الحكومة البولونية "مثيرة للجدل ويمكن أن تهدد استمرار بولونيا داخل الاتحاد الأوروبي" وهو ما "يستدعي الانكباب السريع لحل المشاكل المتراكمة بين الجانبين ،وعدم هدر الزمن من أجل التوافق ،مع استحضار الظروف المعقدة والمشاكل المطروحة على القارة العجوز، والتي قد تؤثر تداعياتها على كل أوروبا بدون استثناء". واعتبرت صحيفة "فبوليتيسي" أن الجانبين "ملزمان بفتح حوار عاجل لمعالجة القضايا الخلافية من أساسها ،والبحث عن نقط الالتقاء حتى لا يقترب الجانبان من "لحظة الفراق ". وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي كما بولونيا "لا يمكنهما العيش الواحد دون الآخر بعد التراكمات الايجابية التي بنى أوتادها الطرفان معا منذ أزيد 13 سنة عقب انضمام بولونيا الى المنتظم الأوروبي سنة 2004 ،مع الأخذ بعين الاعتبار الأدوار الطلائعية التي لعبتها بولونيا لضمان الاستقرار السياسي والأمني بوسط وشرق أوروبا ،ومساهمة الاتحاد الأوروبي في بناء دعائم الدولة البولونية الديموقراطية الحديثة ،التي تمتلك حاليا كل أسباب التقدم والتطور والاستقرار السوسيواقتصادي ". وفي روسيا، كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن الولاياتالمتحدة تعتزم توسيع وجودها في البلقان عبر توسيع مواقع الناتو في المنطقة، مشيرة إلى أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس بدأ في مستهل غشت الجاري زيارة إلى الجبل الأسود تستمر أسبوعا هي الأولى لمسؤول أمريكي بهذا المستوى منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1905. ونقلت الصحيفة عن مجموعة من الخبراء الروس أن هذه الزيارة تعني، في الحقيقة، عودة الولاياتالمتحدة إلى منطقة البلقان، وذلك عبر توسيع مواقع الناتو في المنطقة، ولاسيما أن مقدونيا ستصبح العضو المقبل للحلف بعد انضمام جمهورية الجبل الأسود في وقت سابق. وأبرزت تصريح نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، المبعوث الأمريكي إلى البلقان، هويت براين، الذي أكد "نحن نتخذ خطوات لتعزيز بلدان منطقة غرب البلقان في صراعها ضد التأثير السلبي لروسيا أو أي دول أخرى، ونسعى لمنع روسيا أو أي لاعب آخر من التأثير في السياسة الداخلية للبلقان". صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أوردت، من جهتها، تأكيد رئيس جمهورية ترانسنيستريا الانفصالية فاديم كراسنوسيلسكي أن قرار مولدوفا اعتبار نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين شخصا غير مرغوب فيه هو خطوة موجهة بالأساس ضد روسيا وتهدف إلى قطع العلاقات بين موسكو وتشيسيناو. ونقلت عنه قوله أن "هذه الخطوة تؤكد التزام مولدوفا بالتعاون مع الغرب"،مسجلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن العلاقات بين ترانسنيستريا وروسيا سوف تقطع ولا يستشف منه أن عملية التفاوض بين ترانسنيستريا ومولدوفا ستتوقف". وشدد كراسنوسيلسكي على أن "الحوار بين ترانسنيستريا ومولدوفا يجب أن يستمر كما كان، وضمن جميع الإطارات الممكنة، حيث تضطلع روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بدور الوسيط ، فيما تتمتع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بصفة مراقب، مؤكدا أن الحوار يجب أن يشمل كافة القضايا العالقة. وفي تركيا، كتبت صحيفة (دايلي صباح) أنه بعد مرور عقد ونصف من الزمن الذي تميز نسبيا بالاستقرار في بداية الألفية الجديدة، دخل النظام الدولي في مرحلة جديدة موسومة بالكثير من الشك. وأضافت الصحيفة أن الأحلاف الأمنية التي أنشئت في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية تتفكك تدريجيا سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف، في الوقت الذي تملك الائتلافات الجديدة مثل مجموعة العشرين القدرة على الحلول محل الائتلافات السابقة. وذكرت أن خطاب النيوليبرالية الجديد الذي يشجع السوق فقد بريقه في الوقت الذي أصبحت أشكال مختلفة من الحمائية الجديدة والقومية الاقتصادية تلقى إقبالا كبيرا. وفي موضوع آخر، أفادت صحيفة (ستار) أن أزيد من 850 ألف لاجئ سيمنحون في شهر غشت الجاري بطاقات ائتمان خاصة ممولة من الاتحاد الأوروبي ويسهر على تنفيذها الهلال الأحمر التركي، وذلك بهدف تمكين أزيد من مليون لاجئ من الاستفادة في شتنبر المقبل، وحوالي مليون و314 ألف بحلول نهاية العام الجاري. من جهتها، ذكرت (حريت دايلي نيوز) أن المحمة الدستورية رفضت ما مجموعه 70 ألف و771 طلبا يهم حالات مرتبطة بحالة الطوارئ التي تم إقرارها منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة ليوليوز 2016، مؤكدة أن لم يستنفذوا بعد آليات الطعن المحلية. وفي النمسا، ذكرت صحيفة (سالسبورغر ناشريشتن) أن عاصفة قوية ضربت نهاية الأسبوع الماضي مناطق ستيريا (جنوب) وسالزبورغ (غرب)، مما خلف أضرارا مادية هامة دون وقوع إصابات، مشيرة إلى أنه تم إغلاق العديد من المحاور الطرقية بسبب الانهيارات الارضية، كما تقطعت السبل بنحو 400 سائح في مواقعهم التجول والتخييم التي كانوا بها وأضافت الصحيفة أن شبكة الكهرباء تضررت بشكل كبير، مشيرة إلى أن خدمات الطوارئ بمساعدة الجيش تمكنت من نقل العديد من الأشخاص في المناطق المعرضة للخطر. وسجلت أن الحكومة الإقليمية لستيريا أعلنت عن تخصيص مساعدات طارئة تقدر قيمتها بحوالي 10 ملايين أورو، بالإضافة إلى الاعتمادات المالية التي التزمت الحكومة الفيدرالية بمنحها في إطار تدبير الكوارث. من جهتها، ذكرت صحيفة (كوريير) أنه تم إرسال مروحية إنقاذ إلى غروسغلوكنر، أعلى قمة في جبال الألب النمساوية، لإنقاذ متسلق يعاني من مشاكل في القلب تعرض السبت الماضي لحادث أثناء عملية للإنقاذ.