أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات الموريتانية أن أغلبية الناخبين الموريتانيين أجازوا التعديلات الدستورية التي اقترحتها الاغلبية الحاكمة وبعض أحزاب المعارضة المحاورة. وقال رئيس اللجنة عبد الله ولد أسويد أحمد في مؤتمر صحفي عقده ليل الأحد /الاثنين في نواكشوط إن 61ر85% من الناخبين الموريتانيين وافقوا على التعديلات الدستورية، مضيفا أن الناخبين وافقوا على إلغاء مجلس الشيوخ واستبداله بمجالس جهوية وعلى تعديل العلم الوطني ودمج بعض المؤسسات الدستورية في هيئة واحدة. وكانت المعارضة الرافضة للاستفتاء قد استنكرت ما وصفتها بأعمال تزوير كبيرة إثر عزوف الناخبين عن الاقبال على مكاتب التصويت. وقال رئيس اللجنة إن هذه النتائج ستحال طبقا للقانون إلى المجلس الدستوري لإعلان النتائج النهائية. وأوضح أن 61ر85% من الناخبين صوتوا لصالح تعديل العلم الوطني للبلاد، و67ر85% من الناخبين أجازوا إلغاء مجلس الشيوخ واستبداله بمجالس جهوية، مشيرا إلى أن نسبة المشاركة في الاستفتاء على تعديل العلم الوطني بلغت 75ر53 % من الناخبين المسجلين ونسبة المشاركة في الاستفتاء على إلغاء مجلس الشيوخ واستبداله بمجالس جهوية بلغت 72ر53% من الناخبين المسجلين. ويقضي التغيير الدستوري الذي أعد خلال حوار بين السلطة والمعارضة في شتنبر وأكتوبر الماضيين، بإنشاء مجالس جهوية بدلا من مجلس الشيوخ. كما ينص على إلغاء محكمة العدل السامية ومنصب وسيط الجمهورية والمجلس الاسلامي الأعلى، وكذا إضافة خطين أحمرين للعلم الموريتاني. نصر كبير ومهزلة وقال وزير الاقتصاد والمالية الموريتاني المختار ولد أجاي رئيس حملة الانتخابات إن المعسكر الرئاسي حقق " نصرا كبيرا" في الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية، وذلك في الوقت الذي وصفت فيه المعارضة ذلك الاستفتاء ب "المهزلة". وأشار الوزير في مؤتمر صحفي مساء الأحد بالعاصمة نواكشوط، إلى إن الشباب كان لهم دور حاسم وأوضح أن رسالة رئيس الجمهورية إلى الشباب وقد وصلت من خلال "اندفاع الشباب ومشاركته النشطة في الحملة وفي تحقيق النتيجة"، مضيفا أن "غالبية المصوتين لنا كانوا من الشباب الناشطين في الحملة". وأوضح أن "حملتنا نظيفة وحملت معها أفكارا جديدة ولم نصرف فيها مالا وكانت حملة أفكار رغم تعرضنا لبعض المضايقات حيث تأخر إدخال ممثلينا في المكاتب بسبب إجراءات جديدة اعتمدتها اللجنة المستقلة للانتخابات وبسبب تشدد رؤساء بعض المكاتب". من جانبها قالت المعارضة المقاطعة إن الشعب الموريتاني قاطع الاستفتاء وأثبت عزوفه عن "مهزلة لا قيمة لها استخدم فيها الابتزاز والتزوير لضمان تصويت الناخبين". وقال زعماء المعارضة في مؤتمر صحفي أمس الأحد إن "نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز فشل سياسيا وسقطت التعديلات الدستورية عمليا". ولفت البيان إلى أن الحملة الانتخابية شهدت خروقات غير مسبوقة من بينها "حظر التجمعات التي تنظمها المعارضة، وقمع الحركات الشبابية، في الوقت الذي يفسح فيه المجال للمبادرات الداعمة للسلطة".