منذ أن كان عمرها سبع سنوات، نذرت الياقوت مساعد حياتها للاعتناء بالقطط المشردة بدروب وأزقة فاس العتيقة، حيث تعيش حاليا، وهي في الخمسينيات من عمرها، في منزلها، الكائن بدرب سيدي لهري بباب الفتوح، وحيدة وسط أربعين قطا وقطة، فيما لا تُعد ولا تحصى القطط المشردة التي توفر لها الياقوت الأكل والدواء. هوس بالقطط "القطط عزيزة على قلبي، لأنها محكورة ولا تتكلم، هذا سبب اهتمامي بالقطط"، هكذا أجابت الياقوت هسبريس لما سألتها عن سبب شغفها بهذا الصنف من الحيوانات، مبرزة أنه "من يرحم من في الأرض، يرحمه من في السماء"، مؤكدة أن الاعتناء بالحيوانات يجب أن لا يقتصر، فقط، على تلك التي يستفيد منها الإنسان. "ضرب القطط وقتلها حرام، هناك حديث يبين ذلك.. لقد دخلت امرأة النار بسبب هرة"، توضح الياقوت التي ذكرت أن المغرب أحسن من أوروبا التي يعتني مواطنوها بالحيوانات أكثر من الإنسان، مضيفة بالقول: "لماذا لا نعتني بالحيوانات؟ يجب أن نتعاون على هذا الأجر". "يعيش معي بمنزلي 40 قطا، هم مثل أبنائي، بيتي ضيق، ولا يمكنني أن آوي إليه الكثير من القطط"، تقول الياقوت لهسبريس، مشيرة إلى أن "عميد" القطط ببيتها هي الهرة "كاتي"، التي رافقتها بمنزلها ل20 سنة متواصلة، مبرزة أن "كاتي" لم يسبق لها أن مرضت بالرغم من أنها لم تستفد من أي تلقيح. الياقوت، التي تلقب ب"أم القطط"، أوضحت لهسبريس أنها تعتني بآلاف القطط الأخرى المشردة بأزقة ودروب المدينة العتيقة لفاس، موضحة ذلك بالقول: "أعتني بجميع القطط المشردة هنا بباب الفتوح وسيدي بوجيدة، وفي جميع أزقة المدينة القديمة، أوفر لها الأكل، وأعالجها إن كانت مريضة أو مصابة بجروح أو كسور؛ لأنني بفضل تجربتي في التعامل مع القطط، أصبحت على دراية بنوع مرضها، أقوم بدور البيطري". ولم تفوت الياقوت الفرصة، وهي تتحدث عما تعانيه القطط من ألم عند إصابتها بوعكة صحية، أن تطالب بعودة الفندق الأمريكي، وهو مستشفى بيطري بفاس، للقيام بعلاج القطط كما كان عليه الأمر سابقا، قائلة في هذا الصدد: "أوجه نداء إلى الأمريكيين بتقديم العلاج للقطط وعدم اقتصارهم على علاج البهائم"، شاكرة البيطري بوجمعة الذي قالت بأنه يقدم لها الدعم الكبير لعلاج القطط المريضة وتوفير الدواء لها. وأوضحت الياقوت أنها تخصص الليل للعناية بالقطط المشردة، حيث تجوب مدينة فاس العتيقة "زنقة زنقة وشارعا شارعا" بحثا عنها لتزودها بالأكل ولتطمئن على سلامتها، موردة أنها تجمع لها الأكل من قمامة المطاعم، خاصة من مطعم محمد جبيلو وصديقه كريم بحي سيدي بوجيدة، اللذين شكرتهما على الدعم الذي يقدمانه لها بجمعهما لها بقايا الدجاج واللحم التي تعيد توزيعها على القطط. تنظيم جمعوي بادرت الياقوت مساعد، قبل 12 سنة، بتشجيع من بعض المتعاطفين معها، إلى تأسيس جمعية للرفق بالقطط المشردة اختارت لها اسم "جمعية الرفق بقطط الشوارع بفاس"، التي قالت عنها الياقوت بكونها تعد أول جمعية للرفق الحيوانات في المغرب، مطالبة بأن يتم تأسيس جمعيات مماثلة في كل مدينة مغربية. وقد بادرت هذه الجمعية، التي ترأسها الياقوت، منذ نشأتها إلى القيام بحملات تحسيسية، خاصة في صفوف تلاميذ المؤسسات التعليمية بفاس، تدعوهم، من خلالها، إلى الرفق بالحيوانات، وعلى رأسها قطط الشوارع. "منزلي ضيق، كما ترون، لا يمكنه أن يسع قططا كثيرة؛ أحلم بأن يكون لي مقر فسيح أحتضن فيه آلاف القطط"، تقول الياقوت في حديثها مع هسبريس، والتي التمست من المسؤولين تقديم الدعم لجمعيتها حتى يتسنى لها القيام بدورها في رعاية القطط المشردة أحسن قيام.