أثارت استضافة حزب النهضة والفضيلة لإدريس هاني، الباحث المغربي في الفكر الديني، ضمن ندوة ثقافية قبل أيام، موجة من الجدل في أوساط عدد من السلفيين المغاربة الذين انهالوا على الحزب وضيفه باتهامات ب"نشر التشيع وسط المغاربة من خلال العمل السياسي". واحتضن مقر "حزب الشمس"، قبل أيام، ندوة فكرية في موضوع: "الربيع العربي: المبتدأ والخبر"، أطرها الباحث المغربي إدريس هاني، المهتم بمقارنة المذاهب والأديان، والمعروف بزياراته إلى سوريا وإيران والعراق ولقائه بقيادات مرجعية شيعية، وهو ما أثار حفيظة بعض النشطاء الإسلاميين، الذين هاجموه بوصفه "عميلا إيرانيا متشيعا". إحدى الصفحات الإسلامية الفيسبوكية، التي يسيرها نشطاء سلفيون ويتابعها أزيد من 137 ألف شخص، نشرت صورة من اللقاء وأرفقتها بتعليق يقول: "حزب النهضة والفضيلة استضاف قبل يومين العميل الإيراني المتشيع إدريس هاني ليحاضر حول أوضاع الأمة ومستقبلها"، على حد نعتها، مضيفة أن الأمر يتعلق ب"مصيبة وكارثة بكل المقاييس". وانتهزت التعليقات المتابعة للندوة، خاصة من قبل سلفيين مغاربة، الفرصة للهجوم من جديد على الشيعة المغاربة، بلغ حد التهديد بالاعتداء عليهم جسديا، ووصفهم بأن غايتهم "زعزعة استقرار البلاد من أجل المال"، فيما ذهب البعض إلى القول إن الخطوة ترمي إلى "إشعال الفتنة وانتشار الطائفية والقبلية في المغرب"، على حد تعبيرهم. محمد خليدي، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، كشف أن الموعد يندرج ضمن سلسة من الندوات الفكرية التي يحتضنها الحزب، والتي انطلقت منذ شهر رمضان الماضي، وتناولت في وقت سابق قضايا مثل الاتحاد الإفريقي والبنوك الإسلامية، وقال: "استضافة ادريس هاني جاءت لمناقشة موضوع الربيع العربي ومآلاته من رؤيته كباحث مغربي وليس كشيعي". واستغرب المسؤول الحزبي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، الجدل الذي أثاره بعض السلفيين حول الندوة، مضيفا: "المحاضرة لم تتناول ولو بكلمة واحدة الشيعة، وحضرها باحثون ومفكرون ووزراء سابقون، وكان النقاش مثمرا"، معتبرا أن حزبه "منفتح على جميع التيارات والثقافات والسعي إلى التعرف عليها". وواجه الأمين العام ل"النهضة والفضيلة" منتقدي حزبه باستضافة نشطاء شيعة بالقول إن "أدبيات الحزب واضحة، فنحن نؤمن ونحترم ثوابت الدولة"، متابعا أن حزب "الشمس" يبقى "ذا مرجعية إسلامية تعترف بإمارة المؤمنين والمذهب المالكي والثوابت الدينية للبلاد؛ فلا ننشر الفكر الشيعي ولكننا منفتحون على كل الثقافات. ويجب أن نتحلى بالحس النقدي في تناول أي قضية تهم الواقع".