يعيش مجموعة من المغاربة الموجودين في ليبيا، منذ أسابيع، على وقع مجموعة من المشاكل التي تحرمهم من العودة إلى أرض الوطن وملاقاة أسرهم بعد غياب طويل. ووجّه المغاربة، في شريط فيديو، نداء إلى الملك محمد السادس من أجل التدخل العاجل لترحيلهم من ليبيا، خاصة أن الأوضاع غير المستقرة في البلد تضاعف من معاناتهم وتشكل خطرا على حياتهم. وأكد شقيق أحد المغاربة الموجودين في ليبيا، رفض ذكر اسمه خوفا على مصير أخيه، أن هؤلاء المواطنين يجدون صعوبة في جوازات السفر منتهية الصلاحية، وما يزيد الطين بلة أخرى غياب سفارة وقنصلية بطرابلس، بعدما جرى نقل القنصلية إلى تونس منذ سنتين. وأوضح المتحدث نفسه لجريدة هسبريس أن المواطنين المغاربة الموجودين هناك يعانون أيضا من ارتفاع أسعار التذاكر، إلى جانب معاناتهم من حيث الأجور التي يتسلمونها بخصوص المهن التي يشتغلون فيها هناك، مؤكدا أن السفارة المغربية بتونس تعمل، مرة في الشهر، على إيفاد موظف لها إلى منطقة "رأس الجديد" في الحدود التونسية الليبية، الذي يتكلف بأخذ طلبات تجديد صلاحية جوازات السفر أو وثيقة المغادرة، إذ تبلغ قيمتها 550 دينارا ليبيا. ووجهت عائلات المغاربة المقيمين في ليبيا رسالة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، تطالب من خلالها التدخل لتسهيل عودة هؤلاء إلى بلادهم، خاصة أن الأوضاع لم تعد كما كانت عليه بعد الثورة على معمر القذافي. وأشار أصحاب الرسالة إلى أن الظروف المادية في ليبيا تغيرت، إذ إن العديد منهم يشتغل دون أن يحصل على أجرته، إلى جانب ارتفاع مهول في أسعار المواد الغذائية. وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية الاتصال بالسفارة المغربية في تونس، من أجل أخذ وجهة نظرها حول معاناة هؤلاء المغاربة العالقين في ليبيا؛ غير أن الهواتف ظلت ترن دون مجيب. وفي سياق مماثل، نقلت الصفحة الرسمية ل"جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية - فرع طرابلس"، على لسان ناصر حزام رئيس وحدة الموارد البشرية بالجهاز، أن العودة الطوعية للمهاجرين غير الشرعيين من المملكة المغربية ستكون خلال هذا الأسبوع، جوا عبر مطار امعيتيقة الدولي؛ وذلك بالاتفاق مع السلطات المغربية.