مقدمة: يخوض اليوم عدد من المفكرين الحداثيين كحسن حنفي ومحمد شحرور وعلي حرب والراحلين نصر حامد أبو زيد ومحمد أركون معركة ضارية من أجل تحرير النص الديني من صفة الإطلاقية وإعادة قراءته ضمن السياق التاريخي والإجتماعي والسياسي واللغوي الذي رافق نزوله، وذلك باستثمار الأدوات الجديدة التي وفرتها العلوم الإنسانية ومستجدات البحث العلمي والفلسفي للباحث المعاصر، وبرؤى تنتمي إلى مدارس مختلفة من التفكيكية إلى اللسانية إلى الأركيولوجية إلى الهيرومنطيقا (التأويلية) لتنتهي تقريبا جميعها إلى نفس الخلاصات والنتائج. لعلها نفس المعركة التي خاضها المعتزلة بالأمس ضد خصومهم من الحشوية1، وقد كانوا يهدفون أساسا إلى توسيع دائرة الإجتهاد حتى يستطيع القرآن مواكبة مستجدات العصر والأزمنة اللاحقة كي يكون صالحا بالفعل لكل زمان ومكان كما يردد ذلك بعض فقهاء الظاهر والجمود، لكن بعقلية منغلقة وأفق مسدود!! فالقرآن حسب الرؤية الإعتزالية والتي تتقاطع في جوهرها مع الطرح الحداثي، كان يتنزل حسب الوقائع والأحداث، وكان يتفاعل مع هذه الوقائع وفق ما كانت تقتضيه الظروف والمصلحة، مما يفسر وجود الناسخ والمنسوخ في آيات نزلت خلال أزمنة متقاربة وداخل بيئة صحراوية مغلقة نسبيا عن المؤثرات الخارجية. بل يحترم ما تعارف عليه الناس في معيشهم اليومي، حيث كان يراعي الكثير من الأعراف والتقاليد التي دأب عليها العرب في هذه البيئة. ولعل طرح متكلميهم لمسألة "خلق القرآن" والدفاع عنها بتلك القوة التي شهدها عصر المأمون بعد تمكنهم من مراكز السلطة ودوائر النفوذ، يصب في هذا السياق2. وذلك في مقابل تمسك عدد من الفقهاء بأطروحة غريبة مفادها أن القرآن نزل كاملا من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم بدأ بعد ذلك يتنزل منجما حسب الأحداث والوقائع؟؟ وذلك حسب تفسيرهم لآية "إنا أنزلناه في ليلة القدر"(القدر:1) حيث يقول ابن عباس وغيره : أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله (ص)3. وهكذا يصبح للنص القرآني بمجمله -وفق هذه الرؤية- طابعا أزليا يعود به إلى ما قبل البعثة بل إلى بدايات الخلق4، فيكتسب بذلك قوة إلزامية تعززها نصوص من الحديث5 من جهة وتفاسير وتأويلات فقهاء النص من جهة أخرى لتتجاوز به السياق أو الحدث الذي كان سببا في نزوله إلى الزمن بالمطلق وبالتالي إلى الأزمنة اللاحقة ليكتسي بذلك حكمه طابعا أبديا. ومع تراجع العقل في مقابل هيمنة النص بمختلف أشكاله (حديث، تفسير، اجتهاد، فتوى) والذي أصبح مقدسا مع تغلب فقهاء النص وتعسفهم في استخدام النصوص، مدعمين بالسلطات التاريخية التي كانت تسير هؤلاء وتستعملهم حسب هواها ضد الخصوم، خاصة بعد أفول نجم المعتزلة6 واضطهاد الفلاسفة وتكفيرهم، سوف يتعزز هذا الطرح الغريب ليصبح جزءا من هوية وعقيدة جماعة كبيرة من المسلمين. نموذج آيات الجهاد: هكذا سوف يتم تقديم آيات الجهاد مثلا كأمر مطلق بالجهاد يتجاوز السياق الذي نزلت فيه هذه الآيات والأسباب التي دعت الشارع إلى أمر المسلمين بالجهاد. حيث يقول تعالى: "كتب عليكم القتال وهو كره لكم" (البقرة: 216)، وقد دأب الأصوليون على اعتبار الصيغ التي تدل على الوجوب مثل "كتب عليكم" أنها وحيث ما وردت فهي تعني: "فرض عليكم" وبالتالي ففرض الجهاد لا يختلف وفق هذا المنطق عن فرض الصلاة والصيام والزكاة. وفي ذلك مغالطة كبيرة، تنبه إليها المستشار عبد الجواد ياسين في كتابه"الدين والتدين"7 عندما أشار إلى الخطأ الأصولي في التعميم، ف"كتب عليكم" لا تنحصر قصرا –في اللغة- على معنى الفرض التكليفي الذي يتضمن مدلول التشريع، بل تتسع لمعنى القدر المكتوب، والأمر الواقع، بطبيعة الإجتماع، الذي تلزم مواجهته طالما وقع8. وهو الأمر المقصود في الآية بدليل التعقيب الوارد فيها بأن القتال "كره لكم"، في إشارة إلى كراهية الطبع الإنساني للقتل ونفوره الغريزي من سفك الدماء. لكن الفقهاء تعاملوا مع نصوص القتال كمصدر للتشريع، فاستخرجوا منها أحكاما ملزمة لجميع الناس في جميع الأزمان، رغم أن هذه النصوص كانت تعكس واقعا تفصيليا خاصا بجماعة بشرية معينة وفي ظروف بيئية سياسية واجتماعية محددة. ومن هنا جاء تشريع الجهاد الإبتدائي مع أن القاعدة هي عدم الإعتداء، لتتحول دار الإسلام من دار للسلام إلى دار حرب في تناقض صارخ مع الآيات التي تدعو في القرآن إلى السلم والحوار والتعايش مع أهل الديانات والملل الأخرى9. وليتعزز من ذلك منطق التوسع عند الدولة الإسلامية على حساب الدول التي لا تدين بالإسلام، خاصة مع الإمبراطورية الأموية ومن جاء بعدها من دول تلبس حكامها بالإسلام واتخذوا من بطانتهم فقهاء ومحدثين لتبرير تجاوزاتهم وخروقاتهم ضد الإنسان، حيث سعت معظم هاته الحكومات إلى توسيع رقعتها باستعمال القوة عوض الدعوة وتعاملوا بمنطق المتغلب مع من دونهم من الأمم الأخرى، وأطلقوا على مغامراتهم إسم الفتوحات التي باركها وعاظهم وفقهاؤهم10.. بل إننا نجد بأن نصوص الجهاد قد استخدمت أيضا ضد المسلمين الذين قصروا في إحدى الفرائض كالصلاة والزكاة. "فاستدلوا بقوله تعالى:"فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة فخلوا سبيلهم، إن الله غفور رحيم" (التوبة-5) على أن من ترك الصلاة متعمدا وجب قتله، لأن الله تعالى أوجب الإمتناع عن قتل المشركين بشرط أن يتوبوا ويقيموا الصلاة11 فإذا لم يقيموها وجب قتلهم"12. وخلال مرحلة التدوين اللاحقة سيظهر حديث موازي لآية السيف هذه. هو الحديث المشهور:"أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إلاه إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله"13. وتبدو صياغة الحديث محبوكة على نص الآية، حيث تم قلب موقف فقهي إلى نص ديني، وهو نوع من التصحيف الموضوعي المعروف عموما في الفقه الديني!! إشكالية الغنائم والسبي: في بيئة عربية قاحلة كان الفقر من أهم الدوافع التي تحمل القبائل على غزو بعضها من أجل تحصيل الغنائم التي كانت تمثل آنذاك مصدرا من مصادر العيش داخل اقتصاد صحراوي بسيط. ولم يقتصر ذلك على البوادي، بل تجاوز الأمر إلى الحواضر المستقرة، خصوصا حواضر الأطراف على حدود الشام والعراق. قد أقرت الأعراف بحق المنتصر في الإستيلاء على سلب المنهزم، سواء كان القتال فرديا أو جماعيا، والقرآن لم يأت بجديد مستغرب عندما أيد هذه القاعدة المتعارف عليها في ذلك السياق، بحيث استخدم النص القرآني صيغة الفعل "غنمتم" في سورة الأنفال، في إشارة إلى أموال الكفار التي استولى عليها المسلمون في معركة بدر في السنة الثانية من الهجرة: "واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه ولرسوله ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل" (الأنفال-41) كما استخدم صيغة الفعل "أفاء" في سورة الحشر،في إشارة إلى الأموال التي تحصلوا عليها من بني النضير بعد إجلائهم عن مواقعهم دون قتال في السنة الثالثة من الهجرة: " وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير" (الحشر-6). وهكذا ارتبط مصطلح "الغنيمة" بالأموال المستولى عليها بالقوة، في حين ارتبط "الفيء" بالأموال المكتسبة صلحا أو بدون قتال. لكن النص القرآني لم يعالج حالة الأراضي المفتوحة لاحقا، خاصة بعد تبلور الدولة وتوسع حدودها إلى خارج نطاق الجزيرة العربية، حيث سيطرح بقوة مشكل هاته الأراضي والتي تم الإستيلاء على الكثير منها عن طريق الصلح. هنا جاء دور الإجتهاد في مقابل النص الذي كان يعالج سياقا محليا محدودا، وذلك بعد ظهور سياقات اجتماعية وسياسية جديدة، بحيث سيخالف الصحابة في عهد عمر بن الخطاب وبعد تداول الأمر فيما بينهم سياسة تقسيم الأرض على المحاربين التي اتبعها الرسول (ص)، واعتبرت هذه الأراضي فيئا مملوكا للدولة، ليظهر بعد ذلك مصطلح "الخراج" في إشارة إلى الريع الناتج عن إدارة هذه الأراضي. وفي نفس السياق، لا يمكن الحديث عن السبي خارج إطار السياق الاجتماعي والسياسي الذي عرفته القبائل العربية في العصر الجاهلي. حيث كانت النساء تمثل جزءا مهما من غنائم الحرب. ولأن هذا الوضع كان يعتبر من المسلمات التي لا يمكن للعربي التنازل عليها14، وفي نفس الوقت يخالف جوهر الدين الذي جاء لتحرير الإنسان من العبودية وإخراج المجتمع الجاهلي من حالة الفوضى التي كان يعيش فيها، فإن القرآن قد عالج الأمر بتدرج وجاء بحلول مفتوحة لوقف هذه الظاهرة في أفق تجاوزها فيما بعد. حيث تضمنت النصوص القرآنية دعوة صريحة إلى فك الرقاب بعتق العبيد و السبايا من أسر العبودية واعتبرت ذلك عملا من أعمال البر والإحسان "فلا اقتحم العقبة*وماأدراك ما العقبة* فك رقبة*أو إطعام في يوم ذي مسغبة" (البلد:11-14) وأدخلت العتق ضمن آلية التعويض بالكفارات كما جاء في الظهار: "والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا" (المجادلة-3)، وفي حكم القتل الخطأ "وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ" (النساء-92).. ونهى عن استغلال السبايا (الإماء) جنسيا، وقد كان قوم في الجاهلية يؤاجرون إماءهم فلما جاء الإسلام اشتكت مسيكة إلى الرسول (ص) فأنزل الله تعالى: "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا" (النور-33)15. كما شجع على زواج الإماء في حالة عدم قدرة المسلم على الزواج بالحرة. يقول تعالى: "وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ.." (النساء-25)، حيث أقدم الكثير من الشباب على الزواج بسبايا الحروب التي انتصر فيها المسلمون على الروم والفرس وغيرهم، ومنهم أبناء لكبار الصحابة وسادات العرب، حيث يروى بأن الإمام علي (ع) قد خير بنات كسرى يزدرجد بين أبناء كبار الصحابة وقد أبى إهانتهن بعد أن تعرض ملك أبيهن إلى الزوال بعد انتصار المسلمين على الفرس في معركة القادسية في عهد عمر، فاختارت الأولى ابنه الحسين، واختارت الثانية محمد بن أبي بكر، والثالثة عبد الله بن عمر. وهكذا قدم القرآن حلولا عملية متقدمة على كل الأعراف التي تواضع عليها الناس خلال تلك الفترة من التاريخ، بل على كل ما جاءت به الشرائع السابقة التي سكتت عن هذه الأمور وتعاملت معها كواقع مباح دون التأسيس لتجاوزها16. وفي نفس الآن، عالجت آياته مختلف المسائل والأحداث التي عرفها المجتمع العربي إبان فترة الرسالة، وذلك حسب سياقاتها اللغوية والإجتماعية والسياسية والثقافية. وهو ما فهمه الجيل الأول من الصحابة ومن جاء بعدهم من الفقهاء والعلماء المتنورين الذين لم يلتزموا حرفيا بتطبيق النصوص التي تجاوزها السياق من جهة، واجتهدوا لإيجاد حلول موضوعية في النوازل التي لم يأت فيها نص من جهة أخرى، قبل أن يحاول عدد آخر من فقهاء النص (خاصة من أتباع مدرسة الحديث) بعد تغلبهم غلق باب الإجتهاد وتعطيل الرأي (العقل) والتعامل مع ظاهر النصوص القرآنية والنبوية بإطلاق، مع عزلها عن سياقاتها بنوع من التعسف الذي نتج عنه الكثير من الإنحرافات والتجاوزات التي يعاني منها اليوم المسلمون بمختلف مذاهبهم وتياراتهم. الهوامش: 1- كان المعتزلة يطلقون على أهل الحديث والمتمسكون بظاهر النصوص بالحشوية، وكانوا يعيبون عليهم تجميد العقل في قراءة النصوص وترويج الأحاديث المختلقة لدواع سياسية أو طائفية أو عرقية إلى جانب الإسرائيليات دون التحقيق في متونها التي كانت عادة ما تخالف النص القرآني. 2- أنظر مقالنا في هيسبريس " النزعات العقلانية في الموروث الإسلامي-2". 3- تفسير ابن كثير، الجزء8، ص441. 4- وقد تأثر الفقهاء وأصحاب الحديث في هذا السياق بعقيدة "قدم الكلمة" عند المسيحيين، أي أن جوهر يسوع قد خلق في الأزل قبل أن يبعث جسدا بمعجزة. 5- يصطلح عليهم عادة بالإخباريين في مقابل الأصوليين. 6- بعد صعود المتوكل انحاز لأهل الحديث وشن حملة انتقامية ضد المعتزلة الذين تمكنوا منذ عهد المأمون العباسي وقد كان معتزليا. 7- أنظر "الدين والتدين: التشريع والنص والاجتماع" للمستشار عبد الجواد ياسين، ص 147. 8- يقول القرطبي في شرحه للآية "لم يؤذن للنبي (ص) في القتال مدة إقامته في بمكة، فلما هاجر أذن له في قتال من يقاتله من المشركين، فقال تعالى:"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا" –الحج:39- 9 -"ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" البقرة-190، "وجادلهم بالتي هي أحسن" النحل-125،"لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين" الممتحنة-8.. 10- من ذلك ما فعله بعض ولاة الأمويين في أرض المغرب مما كشفت عنه إحدى الرسائل التاريخية التي رفعت للحاكم الأموي في شأن عبد الله المرادي الذي سعى إلى تخميس البربر رغم إسلامهم. وقد كان من نتائج ذلك اندلاع ثورة برغواطة في نتج عنها طرد الأمويين واستقلال المغرب الأقصى نهائيا عن الإمبراطورية الإسلامية بالمشرق. 11- أنظر قوله تعالى في سورة التوبة/1-5: "بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ * وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ * فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " ويصطلح عليها بآية السيف. 12- أنظر الطبرسي، مجمع البيان، م5، ص10. 13- أنظر البخاري، كتاب الجهاد والسير، ومسلم، كتاب الإيمان، والترمذي، كتاب الإيمان عن رسول الله، والنسائي، كتاب الجهاد.. 14- من أهم أسباب نقمة الخوارج على الإمام علي (ع) استنكارهم لعدم تقسيمه الغنائم على جنوده المنتصرين بعد معركة الجمل التي كانت أول حرب وقعت بين المسلمين بعد مقتل عثمان. وفي احتجاج ابن عباس على رؤوس الخوارج الحرورية سألهم عمن يريد أن تكون عائشة زوج الرسول (ص) في متاعه وهي أم المؤمنين ليفحمهم بهذا الرد، حيث رجع منهم خلق كثير إلى جيش الإمام وتصلب آخرون على مواقفهم. 15 -أسباب النزول، ص 250-251. 16- يمكنك الوقوف على الأمثلة التي قدمها المستشار عبد الجواد ياسين في كتابه القيم "الدين والتدين" من الوقائع والتشريعات التي سبقت الإسلام في كل من الحضارة اليونانية والرومانية وماجاء في التوراة (في التشريع البابلي) وتعامل المسيحية مع العبيد والتي سوف تربط طاعة العبد لسيده بطاعة الرب. ص 223-228. * باحث في اختلاف المذاهب الإسلامية [email protected]