اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين بتطورات الازمة الخليجية في ضوء اجتماع وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر في المنامة،و الأزمة في سوريا ،والاوضاع في اليمن، فضلا عن قضايا أخرى محلية . في مصر، أجمعت الصحف القومية، (الأهرام ) و(الجمهورية ) و( الأخبار )، على إبراز خبر الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين أمس بالمنامة، والبيان الصادر عن هذا الاجتماع ، والذي أبدى استعداد الدول الأربع للحوار مع قطر بشرط أن تعلن عن رغبتها بحسب ما جاء في البيان في وقف "دعمها وتمويلها للارهاب والتطرف ووقف نشر خطاب الكراهية والتحريض والالتزام بعدم التدخل في شئون الدول الأخرى" . وكتبت ( الأهرام ) في افتتاحيتها أن قطر في ضوء موقف الدول الأربع "لن يكون بمقدورها اللعب على تضييع الوقت أو الاستقواء بالدول الخارجية" ، مبرزة أن الدوحة "سوف تظل مهددة بحزمة من العقوبات وقائمة أهداف موجعة تتضمن: طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي، وسحب الودائع العربية من البنوك القطرية، وتجميد عضوية الدوحة فى الجامعة العربية، وسحب ودائع وقروض البنوك السعودية والإماراتية والبحرينية من مصارف قطر، وإقناع شركاء قطر بخفض العلاقات مع الدوحة". وعلى الصعيد المحلي كتبت (الأهرام ) عن الإعلان عن الشروع تطبيق منظومة جديدة لصرف الخبز المدعم ، وقالت إنه مع بدء تطبيق هذه المنظومة الجديدة "تباينت ردود أفعال أصحاب المخابز والمواطنين حول مدى امكانية نجاح المنظومة الجديدة فى السيطرة على مافيا تهريب الدقيق وتحسين جودة رغيف الخبز والقضاء على إهدار المال العام ،وفى نفس الوقت رفع بعض أصحاب المخابز راية الغضب خاصة أن لهم مبالغ كثيرة لدى وزارة التموين لم يتم صرفها حتى الآن" . وتناولت صحيفة ( الجمهورية ) من جهتها، في افتتاحية بعنوان " على طريق الممارسة الديمقراطية "، الإعلان عن إقرار مجلس النواب المصري لقانون حول الهيئة الوطنية للانتخابات، وكتبت أن "مصر الجديدة تستكمل منظومة الممارسة الديمقراطية في خارطة الطريق بتفعيل الهيئة الوطنية للانتخابات التي أقرها مجلس النواب بأغلبية المنتخبين، باعتباره أحد القوانين المكملة للدستور". وأوردت الصحيفة، من جهة أخرى، إحصائيات للجهاز المركزي للإحصاء في تقريره السنوي كشف أن عدد الأجانب العاملين بالقطاع الخاص والاستثماري في مصر خلال عام 2016 وصل إلى 14045 أجنبيا من مختلف الجنسيات مقابل 13896 للعام قبل الماضي 2015 بنسبة 1.1 في المائة. وبالأردن، كتبت صحيفة (الغد) عن "اتفاق عمان" حول الجنوب السوري، مشيرة إلى أن هذا الاتفاق الذي عقد مؤخرا بعمان، وتم بعد جهود كبيرة من الدبلوماسية الأردنية، للتوفيق بين رؤية القوتين الكبرتين أمريكا وروسيا، هو فكرة أردنية في جوهرها حيث "كان الأردن هو الطرف الدولي الوحيد، الذي يراهن على إمكانية بناء توافقات روسية - أمريكية حول الجنوب، وإمكانية تعميم ذلك على مناطق أخرى من سورية". وأشارت إلى أن الجنوب السوري أصبح اليوم بذلك "منطقة آمنة"، أو ما يطلق عليه حاليا "منخفضة التوتر"، تجنب الناس هناك ويلات عديدة من المجازر والصراعات الداخلية بلا أي طائل، وفي الوقت نفسه، تضيف الصحيفة، حمت مصالح الأردن الاستراتيجية والوطنية، من دون أن يتورط في إرسال جنود أو الدخول مباشرة إلى الحرب الداخلية السورية، كما فعلت دول أخرى. ومن جانبها، تناولت صحيفة (الرأي) اللقاء الذي عقده أول أمس العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع نخبة من الإعلاميين والذي سلط خلاله الضوء على مجموعة من القضايا ذات الشأن المحلي والخارجي من بينها الأوضاع الجارية على الساحتين السورية والعراقية، مشيرة إلى أن حديث الملك حمل رسائل إيجابية بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا والأوضاع في العراق، حيث أبدى تفاؤله بالبوادر الإيجابية في قادم الأيام في ما يخص هذا الموضوع. وأشارت الصحيفة إلى أن العاهل الأردني في حديثه عن حادث السفارة الإسرائيلية بعمان، أعاد التأكيد على أنه "لا تهاون في حقوق الأردنيين"، و"لا عودة للسفيرة وطاقم السفارة قبل حفظ حقوق الأردنيين"، مضيفة أن الملك أكد أيضا أن الأردن "لن يتنازل أو يتراجع عن حقوق أبنائه، وسنكرس كل الجهود لضمان تحقيق العدالة". وفي الشأن المحلي، تطرقت صحيفة (الدستور) لنتائج دراسة أنجزت حول " القاصرات في الأردن"، وأطلقها المجلس الأعلى للسكان أمس، وأشارت إلى أن أبرز العوامل والأسباب التي دعت الأسر لتزويج فتياتها هي الفقر والظروف المادية للأسر. وأضافت الصحيفة أن نتائج الدراسة أكدت أيضا أن أسبابا أخرى ظهرت عند معظم الأسر السورية مردها العادات والتقاليد واللجوء، كما أشارت إلى أن البيانات الصادرة عن دائرة قاضي القضاة ودائرة الإحصاءات العامة تؤكد أن هناك مشكلة تتزايد على المستوى الوطني في تزويج الإناث اللاتي تقل أعمارهن عن 18 سنة بشكل عام، وبين الإناث السوريات بشكل خاص. وفي السعودية، أكد مقال في يومية (عكاظ) حول الأزمة الخليجية الراهنة، أن أهمية اجتماع الدول الأربع المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) الذي انعقد أمس الأحد في المنامة تمثلت في "ثبات موقفها" من الأزمة مع قطر، في ظل التوقعات السائدة بأن تتوجه الدول الأربع نحو فرض مزيد من الإجراءات العقابية ضد الدوحة، أو حتى النظر في استمرار عضويتها في مجلس التعاون الخليجي. وتوقع كاتب المقال أن يطول أمد الأزمة في ظل تباعد رؤى وموافق طرفي الأزمة، مشيرا إلى أن موقف الدول المقاطعة لقطر "كان واضحا وجيدا" عندما استجابت لمبدإ الحوار الذي طالب به كل الوسطاء الأجانب ولكن بشرط إعلان قطر رغبتها في تنفيذ المطالب. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (اليوم) أن استهداف ميليشيات الحوثي-صالح أمس لميناء المخا غرب تعز بقارب مسير مفخخ بالمتفجرات، يشكل "تهديدا صريحا من هذه المليشيات بتصعيد استهدافها لحركة الملاحة العالمية في البحر الأحمر"، مشيرة إلى أن هذه التهديدات تأتي بعد تحذيرات أطلقها التحالف العربي من استهداف الحوثيين للملاحة الدولية وممارستها للإرهاب البحري ما يهدد الحركة البحرية في مضيق باب المندب. وقالت الصحيفة إن هذه التحذيرات تعززها أيضا اتهامات أمريكية سابقة، منها ما أكده الجنرال جوزيف فوتيل، قائد المنطقة المركزية، في مارس الماضي، من أن إيران "تدعم الحوثيين في اليمن وتزودهم بالسلاح والتدريب إضافة الى تهديد الملاحة في المضيق"، مشيرة إلى أن هذا الوضع دفع بالتحالف العربي إلى وضع خطط لبسط سيطرته على الحديدة منذ العام الماضي. وفي الشأن المحلي، توقف مقال في يومية (الرياض) عند بيانات صادرة مؤخرا عن هيئة الإحصاء السعودية حول سوق العمل في السعودية والتي أظهرت ارتفاعا في معدل البطالة، هو الأعلى تاريخيا بحسب كاتب المقال، حيث ارتفعت بنسبة 12.7 في المائة، مقارنة ب 11.5 في المائة خلال نفس الفترة من العام الماضي، ما يعني أن البطالة ارتفعت بمقدار 9 في المائة خلال عام لأسباب أهمها تراجع معدلات التوظيف نتيجة لضعف نمو الاقتصاد. وبحسب كاتب المقال، فإن الحلول الواقعية التي ستسهم في خفض البطالة في الأمد القصير هي الهيكلة الجذرية للسوق من خلال إيقاف إصدار تأشيرات العمل وتقنينها لتنظيم مستقبلي لا يسمح إلا بعدد محدود جدا يراوح حول 30 ألف سنويا وبتخصصات نادرة، وإلغاء نظام الكفيل للوافدين وتحويله إلى نظام يربط الإقامة بموجب عقد عمل، وإعادة هيكلة المهن المحصورة على المواطنين وزيادتها ولاسيما في التخصصات التي تتطلب مؤهلات جامعية كالمحاسبة والتعليم وغيرهما. وفي قطر، توقفت كل من (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها، عند مستجدات الأزمة الخليجية الراهنة في سياق البيان الذي أصدرته كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بعد اجتماع وزراء خارجيتها أمس الأحد بالمنامة. ففي ما يخص موضوع الحج، أكدت (الوطن) و(الراية) أن إدارة الحج والعمرة بوزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، كانت "فتحت باب التسجيل للحجاج من دولة قطر لمدة شهر كما هي العادة طوال شهر مارس الماضي"، قبل أن يغلق في نهاية الشهر ذاته "كما هو متبع في كل عام لاستكمال الاجراءات المعتادة، وبلغ عدد المسجلين عشرين ألف حاج من مواطنين ومقيمين". ونفت الصحيفتان، في هذا الصدد، بشدة اخبارا مفادها بأن الوزارة أغلقت باب التسجيل أمام الراغبين في الحج، مؤكدة أن السلطات القطرية كانت "أكملت جميع الإجراءات المتعلقة بالحج للمواطنين والمقيمين، وأنها ظلت في انتظار معرفة الجهات العليا المخولة بتقديم الخدمات لهم بالمملكة العربية السعودية". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الشرق) أن "ما جاء أمس في بيان المنامة "يكشف عمق الأزمة"، خاصة عند "الحديث عن أسس الحوار حول الأزمة مع قطر"، وعن "مفهوم مبدأ السيادة الوطنية الذي تضمنه القانون الدولي". وذكرت الصحيفة، في هذا الصدد، بأن "مبدأ الحوار للحل انطلق من الدوحة منذ بداية الأزمة".