أطلق نشطاء من مدينة خريبكة، في الآونة الأخيرة، حملة واسعة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اختاروا لها صفحة تحت عنوان "يدنا في يد قاطني الشوارع"، من أجل الالتفات والاهتمام وتقديم المساعدة المادية والمعنوية والصحية والاجتماعية لفائدة المشردين في مدينة خريبكة ونواحيها، وتدارس مختلف السبل الكفيلة بإعادة الاعتبار إلى المستهدفين من الحملة، وإدماجهم في المجتمع متى كان ذلك ممكنا وميسّرا. وعرفت المبادرة الإنسانية، منذ انطلاقها يوم الاثنين الماضي، تفاعلا من لدن رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث عبّر أغلب المعلّقين عن استعدادهم الكامل للانخراط في الحملة التضامنية، وعزمهم على بذل ما بوسعهم لمساعدة تلك الفئة المجتمعية التي تعاني يوميا، خاصة خلال فصلي الشتاء والصيف، في ظل افتقار المدينة لمركز خاص بإيواء المشردين والمتسكعين وقاطني الأزقة والشوارع. وأوضح يوسف بندوزان، أحد منظمي الحملة التضامنية، أن "المنخرطين والمتفاعلين مع المبادرة يباشرون، في الوقت الراهن، عملية تعبئة استمارة إلكترونية لجرد الحالات المستهدفة بمدينة خريبكة والنواحي، من أجل تصنيف المعنيين بالأمر حسب حاجياتهم وأوضاعهم الاجتماعية والصحية وغيرها، قبل تسطير برنامج مضبوط لمساعدتهم قدر الإمكان، انطلاقا من التطبيب والحلاقة وتوفير الملابس والمأكل والمشرب". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المبادرة الإنسانية تهدف إلى تمكين بعض المستهدفين من مشاريع بسيطة، تحفظ كرامتهم وتوفّر لهم دخلا ماليا لإعالة أنفسهم بعيدا عن التسوّل أو السرقة وغيرها"، مشدّدا على أن "الواقفين وراء الحملة سيعملون على ربط الاتصال بمراكز خارج مدينة خريبكة، من أجل إيواء المستهدفين، ما دامت عاصمة الفوسفاط تفتقر لمراكز من هذا النوع". وربط بندوزان انطلاق الحملة ب"واقعة وفاة إحدى قاطنات الشوارع، عُرفت قيد حياتها باسم مريم التي تحرس السيارات بشارع مراكش وسط مدينة خريبكة"، مشيرا إلى أن "الإنسانية ماتت في أغلب فعاليات المدينة، بعدما صاروا غير آبهين بمن يقضي عمره متسكّعا في الشوارع، ولا يهتمون بمن يتضوّر جوعا بالقرب من مساكنهم"، مشدّدا في الوقت ذاته على أن "الحملة الإنسانية مفتوحة في وجه كل محبّ للخير". وتفاعلا مع وفاة مريم التي قضت سنوات من عمرها بين الأزقة، ناشد خليد الإدريسي، أحد متتبعي الشأن المحلّي بخريبكة، جميع سكان المنطقة، وخاصة فئة الشباب، "التعاون لمساعدة المشرّدين وقاطني الشوارع"، مشيرا إلى أن "أبسط ما يُمكن فعله هو حمل آلات التصوير أو استعمال الهواتف النقالة، من أجل التقاط صور للمتشردين، مرفوقة بعلامة أو رمز أو بناية يسهّل تحديد مكان الشخص في مدينة خريبكة". وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "تصوير المشردين ونشر الصور على موقع التواصل الاجتماعي سيُسهم في إجبار المسؤولين على الالتفات نحو تلك الفئة المهمشة، وإنشاء مراكز مجهزة لإيوائها"، مشيرا إلى أن "إنشاء مركز في مدينة خريبكة سيُسهم لا محالة في إنقاذ ومساعدة المشردين والمتخلى عنهم، من جهة، وتوفير فرص للشغل للعاطلين وحاملي الشواهد، من جهة ثانية". من جهته، أشار حمّان حطبي، المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بخريبكة، إلى أن "الحملات التضامنية التي تستهدف المشردين والمتخلى عنهم، والمبادرات المرتبطة بظواهر المجتمعية المشابهة، تتطلب دراسة مضبوطة وتنسيقا محكما بين مجموعة من القطاعات المعنية بالموضوع، على اعتبار أن السلطات والمجتمع المدني والجماعات المحلية والمحسنين يشكّلون كيانا واحدا لا ينبغي أن يتجزأ في تعاطيه مع هذه الملفات". وأضاف المسؤول ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "معالجة ظاهرة اجتماعية كيفما كانت، وخاصة مساعدة المشردين وقاطني الشوارع، تقتضي معالجتها بشكل مندمج بين القطاعات، على أن يكون التحرّك في إطار برنامج ورؤية موحدة ومتكاملة، وبناء على قاعدة التصورات المحلية التي تحترم تدخلات كل المعنيين"، مشيرا إلى ضرورة "التفريق بين ردود الفعل العاطفية والتعاطفية، وبين الهندسة الاجتماعية".