اختارت الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة مناسبة الاحتفاء بعيد العرش من أجل إعادة إثارة موضوع قضية الصحراء المغربية وأيضا قضية عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي؛ وذلك بحضور عدد من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وفي هذا الإطار، وجه عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، خلال اللقاء التواصلي الذي نظمته وزارته اليوم، مجموعة من الرسائل التي تهم قضية الصحراء، قائلا إن "استقرار المغرب يعد خطا أحمر، بالرغم من الأزمات الاجتماعية أو الانكماش الاقتصادي؛ وحتى إن غضبت منطقة ما". وتحدث بنعتيق عن القضية الوطنية قائلا: "نحن في وقت مريح، وأصبحت دبلوماسياتنا هجومية، وأصبح الناس يؤكدون أننا على صواب بعد استرجاعنا للصحراء المغربية؛ لأنه جعل منها منطقة آمنة"، معتبرا أن المغرب حينما استعاد صحراءه منذ سنوات "تعامل بذكاء استباقي حتى لا تصبح تلك المنطقة مكانا للجرائم والتنظيمات الإرهابية والإجرامية". وأفاد المسؤول الحكومي بأن "الصحراء هي التي تجعل لنا امتدادا إفريقيا؛ فهي قضية حياة أو موت"، مشددا على أنه "على مر التاريخ، وفت المملكة، دوما، بجميع التزاماتها". وقدم المتحدث عرضا تاريخيا عن قضية الصحراء مفيدا بأن "البوليساريو خلق من لدن الجزائر عقب استرداد المملكة للصحراء؛ فالجزائر خلقت كيانا عسكريا عام 1976 لأنها جربت الحرب، وكانت لها مواجهة مع المغرب في أمغالا وتم هزمها من لدن المغرب قبل خلق البوليساريو". وواصل الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة قائلا: "المغرب بالنسبة إلى الجزائر عنصر مخيف وهي تريد أن تبقى المهيمنة في المنطقة والناطقة باسمها، وموريتانيا كان لها تنسيق عسكري مع المغرب؛ ولكنها وقعت اتفاقية مع البوليساريو عام 1979 وقررت الانسحاب من المناطق التي كانت تحت نفوذها". وتابع بنعتيق: "الكيان كانت له رغبة الاستيلاء على الداخلة؛ لكنه لم يتمكن من ذلك بفضل شجاعة الراحل محمد الخامس، ناهيك أن البوليساريو لم تعد قادرة على الصراع العسكري منذ عام 1991، خاصة مع التوترات التي عاشتها الجزائر حينها". وأشاد المسؤول الحكومي بقوة جنود المملكة قائلا: "تم بناء الجدار الأمني المحصن ليفهم البوليساريو أنه أمام إرادة عسكرية قوية؛ فالجيش المغربي هو الوحيد الذي تمكن من إدارة مناطق صحراوية قاحلة، وأصبح النموذج الذي يحتذى به". من جانبه، تحدث عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المقيمة المغربية بالخارج، عن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي قائلا إن "المغرب يحتاج إلى إفريقيا، والأخيرة تحتاج إليه، والخطب الملكية تبين أن هناك قناعة راسخة داخلية على نهضة القارة"، مفيدا بأن المغرب خياره الإستراتيجي الانتماء إلى إفريقيا و"ليس هناك استغلال أو طمع أو جشع بل بناء على مبدأ رابح رابح وتقاسم ما نملكه سواء كان قليلا أو كثيرا". وأشاد بوصوف، في كلمة له خلال اللقاء التواصلي المنظم اليوم من لدن الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، بالدور الذي يلعبه الملك في القارة، قائلا إنه هو من استطاع أن يحرك الاستثمارات العالمية في اتجاه إفريقيا، مضيفا: "الملك قبل التحدي وحمله على عاتقه، إذ إن كل الشركات الخاصة الغربية تستثمر في المجالات مضمونة الربح من قبيل المعادن والخدمات؛ لكنها لا تستثمر في البنى التحتية وفيما يعود على الشعوب بالنفع، وهو ما أولى له المغرب اهتماما كبيرا". وأكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج أن رجوع المغرب إلى الاتحاد الافريقي مرتبط بقضية الصحراء بدرجة أولى؛ ف"المغرب غادر المنظمة سابقا نتيجة للاعتراف بالبوليساريو، إلا أنه لم يغادر القارة السمراء. كما لم تكن المغادرة خوفا من الآخرين؛ بل حكمة بل غادرها خوفا من انفجار المنظمة"، مؤكدا أن هذه "العودة لم تكن فقط من أجل معاكسة معارضي الوحدة الترابية؛ بل عودة إلى المكان الطبيعي".