يعيش مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل صيفا ساخنا هاته السنة، بكل المقاييس، وما دفعنا إلى الكتابة سوى حبنا للمكتب؛ لأننا نقضي فيه من الوقت أكثر ما نقضيه مع أبنائنا، وتقدمه وتطويره همّ شاغل بجل العاملين، وأن هناك من يسعى، بقصد أو بغير قصد، لكي لا يصل صوتنا إلى المسؤولين عن القطاع. الاعتبار الأول: امتحانات آخر السنة التي تمتد طيلة شهر يونيو وشهر يوليوز، وقد تؤجل في بعض المعاهد إلى شهر نوفمبر. امتحانات يسأل عن جدواها وأهميتها في ظل تبني المكتب لنظام الوحدات المعمول به في الجامعات والمدارس العليا؛ إذ يكفي معدل الوحدات للتقييم. امتحانات طويلة ومكلفة ماديا ومعنويا في ظل، تغطية المكتب لجل المدن المغربية التي يعرف بعضها جوا قائظا يصعب فيه إجراء امتحانات تمتد إلى 4 ساعة ونصف. لقد استبشر جل المستخدمين بإلغاء الامتحان التطبيقي للسنة الأولى، وكذلك العمل بالامتحانات الجهوية باعتبارها انطلاقة نحو التوحيد وإلغاء امتحانات آخر السنة، لكن المسلسل لم يستمر. أما الحل والبديل هو إعطاء المعاهد حرية اختيار المقررات والانفتاح على المحيط من خلال مشاريع تعوض تلك الامتحانات وتنفتح على الشركات والإدارات الموجودة جهويا. الاعتبار الثاني على الصيف الساخن: هو طريقة تدبير مراكز الاصطياف، فكل الباحثين في مجال التطوير الذاتي والتنمية يؤكدون على الدور الريادي الدي تلعبه الأعمال الاجتماعية والرياضية والتنشيط الثقافي في رفع الانتاجية ومحاربة الملل، وتساهم في الإحساس بالانتماء للمؤسسة والمنظومة، مع العلم أن مكتب التكوين المهني يتوفر على مراكز اصطياف حيوية ومؤسسات ومعاهد منتشرة في جل المناطق الساحلية والجبلية. تلك المعاهد، إسوة بقطاع التعليم، يمكن أن تستغل لتصبح مراكز اصطياف تستفيد منها عائلات وأسر الشغيلة. أما الإشكال الحقيقي، فهو المركزية المفرطة؛ حيث جميع المراكز تدار من الإدارة العامة، وهو ما يخلق الضغط، لاسيما أن الكل يدعو إلى جهوية متقدمة. الاعتبار الثالث هو: الإعلان عن الترقية الداخلية عن طريق الاختيار، التي نطالب من خلال الحق الدستوري في المعلومة أن تنشر في وثيقة موقعة تبين المعايير بالتفصيل، وأن يكون للأقدمية دور محوري ومفصلي، وتنشر لائحة مفصلة بنقطة كل مستخدم؛ لأن الذين من المفروض عليهم أن يطالبوا بذلك غالبا ما يستفيدون من هذا الغموض، ولكن حتما هذا لن يدوم في ظل وعي الجميع بضرورة التغيير بهدوء، ونبذ الفرقة، وانخراط جيل الشباب والغيرة على المكتب وإيصال الصوت والإشارة إلى أماكن الخلل في المنظومة. وختاما ليس كل شيء أسود، فهناك إنجازات ساهم بها أناس كثر وجنود خفاء يشتغلون بصمت وصبر داخل المكتب جعلت القطاع استراتيجيا، يستوعب مئات الآلاف من الخريجين، وتوسيع التغطية في مدن عدة، وربط التكوين بالواقع، وتطوير مِؤسسات الدولة. والشاهد هو صفقة الأثاث مع قطاع التعليم رغم سرعة إنزال القرار، وتوفر المكتب على أطر مجربة ساهمت في تكوين تقنيين يدار على أيديهم اقتصاد الوطن. *باحت متخصص في تقنيات الإعلام والاتصال