أثار شريط فيديو مصوَّر بكاميرا هاتف نقال الكثير من السخط لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يوثق لتعنيف طال مسافرا جرى إنزاله بالقوة من طائرة تابعة لشركة منخفضة التكلفة بمطار مراكش المنارة ومتوجهة إلى مطار "بيرغامو" بميلانو بإيطاليا؛ أمس الأربعاء. الفيديو، الذي لم تتجاوز مدته دقيقة و38 ثانية والذي صوّره أحد المسافرين، أظهر صعود شخص بزي مدني إلى الطائرة لإنزال أحد المسافرين، والذي رفض الامتثال، ليقوم بجره بالقوة وإسقاطه أرضا بمساعدة دركي. ولم يتوقف الأمر عن ذلك، حيث قام الشخص بزي مدني بصفع الرجل وذلك أمام أنظار شرطي بزيه الرسمي الذي شارك بدوره في الضرب، وبحضور عدد من المستخدمين وأمام أعين المسافرين الذين احتجوا بقرع نوافذ الطائرة التي كانت مبرمجا أن تغادر أرضية المطار على الساعة التاسعة وأربعين دقيقة صباحا. بعض المسافرين على متن الطائرة عبروا، من خلال الشريط الذي جرى تداوله بقوة، عن رفضهم للطريقة العنيفة التي تم التعامل بها مع الرجل، مستغربين اللجوء إلى ضرب رجل مصفد اليدين. وقد دعا بعض المسافرين إلى الاحتجاج ومنع الطائرة من مغادرة أرضية مطار المنارة بمراكش تعبيرا عن رفضهم لتعنيف المسافر بتلك الطريقة، معتبرين أن الأمر غير مقبول. معمم الشريط، المغربي المقيم بإيطاليا، قال، في فيديو توضيحي نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، إن المسافر قام بجميع الإجراءات القانونية وعند وصوله إلى بوابة الطائرة وجد أن المضيفة قامت بإغلاقها، ليقوم بطرق الباب عدة مرات مطالبا بتمكينه من السفر؛ غير أن طلبه قوبل بالرفض المطلق. وأضاف "إنزال الرجل بالقوة لا يمكنني أن أناقشه؛ لكن بعد إنزاله تم تعنيفه من طرف الأمنيين والرجل بالزي المدني"، وزاد متسائلا: "هل يتم استقبال المواطنين في إطار عملية "مرحبا" بالماء والترحاب، ويتم توديعهم بالضرب والصفع". معلقون على الشريط طالبوا بفتح تحقيق عاجل في مضمونه وموافاة الرأي العام بنتائجه في أقرب فرصة، مؤكدين رفضهم للطريقة التي تم إنزال المسافر بها مهما كان سبب توقيفه، وداعين إلى معاقبة المعتدين عليه وتقديمهم إلى العدالة. آخرون وصفوا الشريط ب"الفضيحة"، خصوصا أن من بين المسافرين أجانب عملوا على توثيق الواقعة وسيعملون على تعميمها، مشددين على أن "مثل هذه السلوكات تمس سمعة المغرب وصورته أمام مواطني العالم".