أثار فيديو يظهر بحارة من إقليمالحسيمة يصطادون قرشاً أبيض كبيراً ردود فعل غاضبة من قبل الباحثين وعلماء المحيطات؛ ذلك أن هذا الكائن البحري بلغ مرحلة الخطر من حيث تراجع أعداده ويصنف من بين الكائنات المهددة بالانقراض. ورغم أنه لا يستهدف الإنسان، إلا أن هناك من يصطاده اعتقادا منه بأنه يشكل خطورة على البحّارة أو المصطافين. وبحسب فيديو نشر على موقع يوتيوب، قام أحد الصيادين بمدينة الحسيمة باصطياد "قرش أبيض" وزنه حوالي 800 كيلوغرام وطوله خمسة أمتار، كما عمد إلى اقتلاع أسنان القرش وسحبه نحو الشاطئ على متن زورقه. موقع "Green Area"، المهتم بعالم البحار والمحيطات، دخل على خط الفيديو؛ حيث اعتبر أن "القرش الأبيض وقع ضحية صيد جائر في الحسيمة"، لافتا إلى أن هناك "مجموعة من الأفكار والصور النمطية الراسخة عن هذا الكائن، وما روجته الميديا، وبشكل خاص السينما، التي استحضرت صورة رسخت في أذهان الناس مفاهيم خاطئة عن هذا الحيوان البحري". في السياق ذاته، أكد البروفيسور ميشال باريش، خبير الأحياء البحرية في الجامعة الأمريكية ببيروت، في تصريح للموقع ذاته، أن "من الأهمية بمكان أن نعلم بأن القرش الأبيض ليس وحشا رغم خطورته؛ لذلك على الانسان فقط التعامل معه بحذر والامتناع عن السباحة في المناطق التي يتواجد فيها"، مشيراً إلى أن "سلسلة أفلام سينمائية روجت لقتله، ربما عن غير قصد، فتكونت لدى الناس صورة نمطية كرستها رواية (الفك المفترس) التي نُشرت في السبعينيات من القرن الماضي، وصوِّرت فيلما سينمائيا سرعان ما حقق شهرة كبيرة ساهمت في الترويج لقتل القرش الأبيض باعتباره مجسدا للشر". من جهته، أوضح عبد الواحد قايقاي، مسؤول في جمعية التدبير المندمج للموارد بمدينة الحسيمة، أن مجموعات كبيرة من الثدييات البحرية تتوافد على المتوسط المغربي وتمر عبر مضيق جبل طارق، ومنها "القرش الأبيض"، الشيء الذي يتطلب من المغرب أن يفي بالمعاهدات التي صادق عليها بخصوص حماية هذه الكائنات المدرجة ضمن القائمة المهددة جدا بالانقراض، إلا أنه للأسف يقول قايقاي، "ما كاين لا مراقبة ولا تدبير علمي بخصوص الصيد البحري بصفة عامة في المنطقة". وأضاف الناشط في مجال حماية البيئة في تصريح لهسبريس: "لا أحد يهتم هنا بالكائنات البحرية النادرة، بل المسألة تأخذ منحى آخر تستفيد منه جهات تحب الاستثمار في الفوضى". وطالب الجهات المسؤولة بتنظيم كل من الصيد التقليدي والساحلي، لتوقيف مثل هذه الحوادث البحرية والانزلاقات التي تقع بين الفينة والأخرى. مصدر من مندوبية وزارة الصيد البحري بالحسيمة أوضح لهسبريس أنه من الصعب أن تتم مراقبة الصيادين وسط عرض البحر، مقرا في الصدد ذاته بضعف استراتيجية تدبير الثروة السمكية بالمنطقة، غير أنه شدد على أن منذ مقتل بائع السمك محسن فكري، الشرارة التي كانت سببا في اندلاع حراك الريف، عدمت الوزارة، إلى جانب المنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني والبحارة، إلى مراقبة القطاع وتوفير حلول لبعض المشاكل التي يعاني منها. وبحسب البروفيسور ميشال باريش، فإن هذا النوع من القروش يقع فريسة شباك الصيد التجارية، ويتم اصطياده بالقصبة للتفاخر، ما أدى إلى تراجع أعداده على نحو واسع. وزاد موضحا: "استهدفه الانسان لاعتقاده بأنه قرش مهاجم، لكن ما لا يعلمه كثيرون عنه أنه يضمن نظافة وتوازن المحيطات، فهو يجوب البحار وينظفها من الحيوانات المريضة والضعيفة والنافقة".